يخطئ من اعتقد أويعتقد أن الشعب الجنوبي مجرد قطعان تنساق بسلطة قوةالعادة والعبودية والقهر(والضحك على الذقون)والمراوغة والتهديد ..وأنه شعب (ساذج) يمكن خداعه ودغدغة عواطفه واثارة حماسه بالخطابات الرنانة والشعارات الجوفاء الرتيبة ..ليكون مجرد كفوف (آلية) تصفق وتتطبل (للقادة والزعامات) ..يخطئ من اعتقد أوساوره الظن أن هذا الشعب الابي سيعيد انتاج قيود عبوديته ثانية ..صحيح هو شعب (طيب) (حماسي)ويحترم قاداته ويقدرهم وقد يحملهم على الأعناق والاكتاف طويلاً..ويصفق لهم حتى تدُمى الكفوف، ويهتف ويلهج باسمائهم حتى تبح الحناجر..ولكن للصبر حدود ..لكل ذلك حدود ..فغضبته مدوية هادرة حتماً ستكون..لن يكرر ماكان عليه من حال ووضع أيام (الزخم الحزبي الأعمى).. لن يعيد ذلك التاريخ ..تاريخ الصراع المتبادل بين القادة ويكون هوالضحية ..تاريخ أو صرعة وموضة (لاصوت يعلوفوق صوت الحزب ..القائد )و(اذهبوا إلى حيث يأمركم الحزب..الواحد الاحد). عقد ونصف ثلاث سنوات عجاف من الاذلال..من القهر والاستبداد والعذاب والتعذيب والقتل والسلب والنهب والطأطأة وتجريم النظر إلى الأمام .. تكفي هذا الشعب مؤنة المراوحة والحيرة في اختيارقياداته وتوجيه بوصلة الاختيار بين : إما السير إلى قاع سحيق جربه كل هذه السنوات وسنوات قبلها مريرة : فساداً وفاقة وتشريداً وتهميشاً واقصاءً واحتراباً وملاحقات واغتيال حلم ..أغتيال جيل ..أغتيال وطن ..وإما السير نحو قمة جبل عاصم من طوفان نظام أرعن ومحتل همجي غاشم ، خلف قيادة واعدة واعية رشيدة تسمو فوق الصغائر والخزعبلات تعيش الحاضر وترنوا إلى المستقبل الواعد الوضاء المشرق وليس إلى الخلف الى ذلك الماضي الأسود المظلم في تاريخ جنوبنا الحبيب الذي ما زلنا نعاني ويلاته وتبعاته الكارثية حتى اللحظة ..يصنعها. .يجدها هو ..يسعى إليها يتوجها القيادة لاتتوج هي نفسها القيادة ..قيادة يثق بها .. قيادة من قلب الثورة الجنوبية ..من قلب الساحات الأبية ..الثائرة ..قيادة منصهرة ومصهورة باحلامه وآماله وطموحاته وتوقه إلى النجاة والخلاص من ربق المحتل الشمالي المتخلف ..إلى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة..وما احتشاده العظيم عندما أنتفض عن بكرة أبيه وهب إلى ردفان الثورة وعدنالصمود والمكلا وعتق والضالع ولحج من كل حدب وصوب لإ حياء الذكرى ال 49لثورة 14أكتوبرالخالدة رغم الصعاب والظروف المادية الصعبة ..إلا دليلاً ناصعاً لايقبل الدحض والتشكيك ..على أنه شعب قد شب عن الطوق ..ودليل جلي على أنه شعب متماسك متلاحم لن تؤثر فيه خلافات القيادة ولن تهز شعرة واحدة في مفرق ثورته السلمية الرائدة الرائعة .. وأنه شعب حر أبي وليس مجرد قطعان تسير مصفقة هاتفة خلف قيادة تريد عرقلة ثورته وتهزأ بتضحياته ودماء شهدائه ..أنه شعب ماضي بثورته إلى الأمام ..السير باتجاه ضفة آمنة أخرى..السير باتجاه فضاء وطن مجاله الحيوي ..الحركة خارج كوابح ومتطلبات ورغبات قيادات جعلت من خلافاتها الصغيرة صخرة في طريق تحرره واستقلاله واستعادة دولته. أكد الشعب الجنوبي أنه لن يثقب قارب النجاة ..ثورته .. لن يتراجع عن السير نحو تحقيق آماله وطموحاته .. لن يحرق مبادئ واهداف ثورته ..لن ينسى دماء الشهداء والجرحى وآهات وأنين الثكالى والأرامل والمعتقلين .نثق أن، بين أزمنة خلت وجيل يمسك الزمام الآن ..جيلاًنعقد عليه الرهان ..هو جيل الشباب الجنوبي الثائر الحر..بينهما بون شاسع. نثق أن مياه الثورة والمدالثوري الزاحف قد جرت متدفقة من تحت جسور نظام الاحتلال الآسن ..المتقهقر.. المنتهي الزائل .. وأن حوامل جديدة ..ومن هذا الخضم الشعبي الثوري الجنوبي سيتأسس وعياً جديداً ، لصياغة معادلة تستقيم على العدل والوفرة الكافية والمواطنة الواحدة ..تتجذر وتطرح مفاعيلها على الأرض.. حيث التغييروالتبادل السلمي للسلطة هو الأصل ..والزعامة والقيادة الخالدة والتوريث والغاء الآخر ومصادرته فكرياً او جسدياً أستثناء مدان وفعل مقيت وبربري..محاولة بائسة متعسفة ..للي الأقدام سيراً إلى الوراء ..ضداً على قوانين العصر. نثق فقط الآن أن اشعب الجنوبي قد أمتلك زمام الفعل .. زمام أمره وقيادة ثورته بنفسه ورسم ملامح بلاد ودولة مدنية وديمقراطية .. دولة النظام والقانون...وأن غداً لناظره قؤيب.