والله أن العقل ليحار أمام أفعال هؤلاء الآبقين الذين قدموا إلينا من مغارة تخلف ما قبل التاريخ ، والذين غريزتهم ربَت على الرعب منذ صغرهم ،ولذا فأن الهلع دائماً ملازماً لهم كظلهم في معسكراتهم ودشمهم وحيثما يتمترسون فعندما تصوب رصاصات نحوهم من مجهولين يفقدوا الصواب وتتلخبط في عيونهم الاتجاهات وتتغشوش عليهم الأبصار فلا يتقنوا الجهة التي وفدت منها الرصاص عليهم !! فكل الاتجاهات يضنونها مصدر نار عليهم وبخاصة عندماتزيد نسبة الهلع لديهم فيصوبون فوهات مدافعهم ودباباتهم ورشاشاتهم وهاوناتهم على كل الأرجاء المحيطة بهم ،وليس مهماً أن يكون المحيط الذي حولهم مدن أو قرى أو مدارس أو شوارع أوسيارات مواطنين ، فكل هذه المشاهد يتصورونها في أذهانهم مصدر خوف فيستأنسوا بأصوات مدافعهم ، وهذه الطريقة هي ملاذهم الوحيد !. لسنا نتهكم على هؤلاء المجرمين القتلة المهرولين إلى الجحيم ، ولكننا نقول هذا من حقائق شاهدناها بالعين المجردة ، فهذه الصور التي أمامكم هي لمدرسة الشهيد صالح قاسم الجريذي بمدينة الضالع ، ضربوها هؤلاء الباغين بقذائف مدفعيتهم ودباباتهم ليلاً فدمروا أجزاء منها وأتلفوا مابداخلها .. شخصياً زرت هذه المدرسة صباحاً والتقطت هذه الصور على الريق ولم أجد متارس ولا حتى قطرة دم تدل على مقاومين في هذه المدرسة هذا عن مدرسة الجريذي أما مدينة الضالع والقرى المجاورة لها فقد تعرضت عدة منازل للقصف العشوائي وبعضها تكأكأ على بعضه وأخرى تهدمه أجزاء منها بفعل القصف الهستيري .. وناس قتلوا وناس جرحوا منهم في العناية المركزة في حالة خطرة وأُسر هُجّرت إلى الكهوف ، ولم يزل المحتلين يعدون العدَّة وفي حالة تأهب قصوى وكأنهم يستعدون لمواجهة كبرى مع جيش عرمرم مع أن الذين يواجهونهم كما يتردد شباب قلِّة وعتادهم لايتجاوز الكلاشنكوف .
والأكثر مدعاة للحيرة أنه منذ مجزرة سناح التي ارتكبتها قواه ضبعان والقصف متواصل على مدينة الضالع والقرى المجاورة لها ، وطابور الشهداء والجرحاء والمعتقلين يزداد والبيوت تتهدّم والمنشئات تتخرّب وحركة الناس مقيَّدة بالنقاط العسكرية المستحدثة ، إن الذي فهمناه من كل هذا القتل والتنكيل المضاعف هو ان الجنرال ضبعان الذي أتى في بادىء الأمر بلواء واحد قد هزم أمام أبناء الضالع عند أول مواجهة فعزّزوه الناقمون على الضالع من أقطاب صنعاء بقوّة مضاعفة وأوعزوا له مواصلة الانتقام من أبناء الضالع لصلابة موقفهم . وما زادنا يقين بأن ما يمارسوه علينا هو انتقام عبثي هي إجابة الرئيس المعيّن عبدربه منصور الذي أجاب صراحة على جهة حقوقية عندما واجهته بالسؤال : كيف لكم أن تقيلوا قائد لواء في الحديده لمجرد أن إحدى كتائبه أقتحمه مبنى محافظة سلمياً بينما قائد لواء الضالع ضبعان ارتكب مجزرة مروِّعة ولم تتخذوا ضده أي أجراء ؟ّ! فأجاب منصور : ( حتى ولو اتخذت قرار ضد ضبعان فأن قراري لن ينفَّذ لأن كل الضباط والجنود الذي في لوئه من منطقته وسوف يقفوا معة ) !! . عجباً فكيف سيبنوا دولتهم طالما الواقع على هذه الصورة التي كشفها هادي وماذا تنتظر ياشعب الجمهورية العربية اليمنية من المستقبل الذي يبشِّر به هادي وهو العاجز عن إقالة قائد لواء متوغل في سفك الدماء حتى إذنيه ؟؟!!