ان وحدة الصف الجنوبي وتشكيل قياده موحده تشارك فيها مختلف الاطياف الجنوبيه ولديها برنامج سياسي ورؤية استراتيجية للدولة الجنوبيه القادمة وشكل نظامها السياسي حتى يطمئن العالم ويكون في صورة عامه عن مستقبل الجنوب وحفظ الامن والاستقرار في هذا الجزء المهم من جنوب الجزيرة العربية لا تحتاج اكثر من مراجعة سريعة ازاء مسلمات الصراع بين الاحتلال اليمني ونضال شعبنا السلمي ومعطياتها خلال المرحلة المنصرمة،اي انها ضرورة حتمية وشرط لازم وضروري من اجل الانتصار لقضيتنا وهزيمة قوات الاحتلال , واستعادة سيادتنا الوطنية المتمثلة بالتحرير والاستقلال. بالرغم من النجاحات الكبيره الذي حققها شعبنا في السنوات الماضيه من خلال نضاله السلمي إلا ان ذلك للأسف لم يوازيه ويواكبه عمل سياسي يبلور هذا التضحيات وينقلها الى المجتمع الدولي والسبب هو انعدام استراتيجية مواجهة موحدة على الصعيد السياسي. لن نأتي بجديد اذا استمرينا على هذا الوضع المزري من التشتت والإقصاء والتهميش والتخوين لمن يختلف مع الآخر بالرأي ويصعب علينا هزيمة محتل ذو امكانات غير محدودة.
كما ان قدرة اي فصيل في ثورتنا على دحر الاحتلال بشكل منفرد يبقى هدفا ليس عسيرا بل يكن مستحيلا, لهذا فان وحدة الصف الجنوبي تشكل شرطا لازما للتحرير لدورها المؤثر في تقليص الفجوة بين قدرات شعبنا ومقاومته وإمكانيات اعدائه ، ولرفد ورفع معنويات شعبنا في مواصلة نضاله السلمي بزخم كبير يمكنه من مواصلة الجهاد حتى تحقيق النصر بالإضافة الى وقوف المجتمع الدولي الى جانبنا. وبخلافه فان هزيمة قوَّات الاحتلال واستعطاف العالم لنا واسترداد السيادة الوطنيَّة ستكون صعبة ومعقدة ومكلفة وطويلة, بل انه ضرب من الخيال وعبث بتضحيات شعبنا. الخيار بين نضال وطني تحرري موحد قياديا وتنظيميا وسياسيا وأخر متشظي ومتعدد الاهداف أمرٌ محسوم منطقيا وعقلانيا. والمقارنة بين خياري الوحدة والتجزئة تبقى في افضل حالاتها ترفا فكريا وعبثا لا طائل منه. صحيح ان هناك قوىاو افراد قد ربما تكون متواجده في الحراك لا تريد وحدة الصف لأسباب مختلفه, منها الاسترزاق على حساب تضحيات شعبنا, ومن منهم لا زال منغمس بثقافة الماضي, ثقافة الزعامة وحب الذات والإقصاء والتهميش مع من اختلف معه بالرأي وللأسف هؤلأ لم يستوعبوا ويستفيدوا من تجارب من سبقهم ومن لا زال الى يومنا هذا من تلك الاصناف من البشر.
ولهذا نرى الاحتلال قد وعى في وقت مبكر مخاطر وحدة الصف الجنوبي وتأسيس الجبهة الوطنية المناهظه له على نجاح مشروعه وديمومته، وعمل على شراء الذمم لبعض من اصحاب النفوس الضعيفة اللاهثة وراء المال والمصلحة الشخصية وترتيب امورها مع سلطة الاحتلال , وان محاولة الاحتلال تقسيم وتفكيك الجنوب بمشاركة بعض تلك الشخصيات الجنوبية التي باعت ضميرها للشيطان هي نموذج لهذا النوع من الناس, لكن في المقابل ينبغي على كل القوى والشخصيات الشريفه المؤمنة بتحرير واستقلال الوطن ان لا تعطي فرصة لهولاء واستغلال الخلافات والتشظي فيما بينهم, وان يضعوا مصلحة الوطن ومستقبل ابناءه فوق كل الخلافات. ان العمل والسعي الى اتفاق عام بين قيادات الحراك وفصائله على ضرورة ايجاد اطار تنظيمي وسياسي موحد لتشكيلاتها. هذا الاتفاق ينطلق من الايمان في ان وحدة قيادات الحراك بمختلف فصائله في أطار جبهة وطنية عريضة يعد شرطا لازما للتحرير. ان توحيد هيئات وفصائل الحراك وتأسيس الجبهة الوطنية المناهضة للاحتلال يقدم لشعبنا ملاذا وطنيا ومرجعية وطنية يتجسد فيها جميع مقومات الشرعية الوطنية وقادرة على تمثيل شعب الجنوب وشرح موقفه الرافض للاحتلال وعمليته السياسية، والدفاع عن مصالحه . كما ان وحدة القيادات الجنوبية بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية والاجتماعية تقدم ضمانة مطلوبة للشعب وللمجتمع الدولي لعدم احتمالات الصراع المستقبلي، والاختلاف على طبيعة النظام السياسي وغيرها من القضايا المهمة بعد مرحلة التحرير. انه في ضوء التطورات السياسية والعسكرية الراهنة والمستقبلية، وفي ضوء تفاقم وتنامي حجم الكارثة التي يعاني منها شعبنا، فان من يقف او يتحفظ او يعمل ويسعى على عرقلة وحدة الصف الجنوبي ينبغي على شعبنا ان يكون على دراية ومعرفه بؤلأ وان يحسم امره معهم, لأنه لم تعد مقبولة من قبل كل شرائح شعبنا وقواه السياسية المناهضة للاحتلال