الشباب هم ثروة الوطن الحقيقية ومستقبله هم الطاقات وهم أساس النهضة والتقدم فيهم روح الإخلاص والتفاني والعمل الصادق للمصلحة الوطنية " بروح بعيدة عن المصالح الشخصية" يجمعهم هدف مشترك هو حب الوطن يؤمنون بالعمل الملموس اكثر من التنظير والخطابات التي لا تودي الى نتائج ملموسة على ارض الواقع ... ولكن بالرغم من ما يتميز فيه جيل الشباب فهم بحاجه إلى الاستفادة من خبرات وتجارب من سبقوهم " أبائهم " تلك الخبرات التي اكتسبوها من تجارب الحياة بما فيها من ايجابيات وسلبيات واخذ الدروس والعبر منها والاستفادة من ما هو مفيد وعدم تكرار ما وقع فيه من سبقوهم من أخطاء ... فالشعوب المتقدمة وصلت إلى هذه المراحل من التطور والتقدم من خلال الاستفادة من تجارب الأجيال وتراكم الخبرات والمعرفة ولم يصنع تطورها جيل بمفرده وإنما أتى هذا التطور من خلال تراكم الخبرات والمعرفة ونقلها من جيل إلى آخر عبر الأجيال المتعاقبة وكل جيل استفاد من خبرات من سبقوه وطورها للأفضل ونقل تجاربه بكل أمانه وصدق الى الجيل الذي يليه وهذا هو سر النجاحات التي وصلوا اليها في جميع جوانب الحياة .... ومن أهمها الاستقرار السياسي والذي بسببه تتطور الجوانب الأخرى بما فيها التنمية المجتمعية والاقتصادية وكل الجوانب الأخرى ... والشباب في العادة أدوات التغير هم الأمل في التغير إلى الأفضل لما يتميزون فيه من اراده قويه وثقة في النفس في تحقيق ما يصبون اليه ولكن الكثير منهم ينقصهم الخبرة المكتسبة من تجارب الحياة بايجابياتها وسلبياتها ولهذا فهم بحاجه للاستفادة منها من الأجيال السابقة بحيث ألا يكرروا نفس الأخطاء التي مر بها من سبقوهم... فإذا نظرنا الى تجربتنا السابقة في الجنوب من فترة الاستقلال لوجدنا ان جيل الثورة في ذلك الوقت كان يمثله شباب طموح مفعم بالنشاط والحيوية مخلص للوطن وكان البعض منهم يؤمن بان التطور والتقدم لا يأتي إلا من خلال أفكار تقدميه وان جيل من سبقوه يحمل أفكار رجعيه متخلفة عفا عليها الزمن وان التطور والتقدم لا يأتي إلا من خلال هذه الأفكار التقدمية وما عداها ما هو إلا تخلف ورجوع إلى الوراء وكان الكثير منهم مقتنعين بهذه الأفكار بالرغم من انها بعيده بعض الشيء عن الواقع وأحيانا لا تتناسب معه وكانت قناعاتهم هذه مبنية على نظريات وشعارات حماسيه وثقه كبيره بالنفس جعلتهم يؤمنون بان ثقافتهم وخبراتهم تؤهلهم للاعتماد على أنفسهم ولكنهم بسبب هذه الثقة الزائدة وقعوا في كثير من الأخطاء التي لم يدفعوا ثمنها هم فقط وإنما الأجيال التي تلتهم ولازال جميع أبناء الجنوب يدفعون ثمن تلك الأخطاء الغير محسوبة العواقب ونحن هنا لا نريد ان نقلل من انجازاتهم فهم حققوا الكثير من الانجازات ومن أهمها تحرير البلاد من الاستعمار وبناء دولة نظام وقانون ولكن ما يواخذون عليه الوقوع في بعض الأخطاء التي كان سببها اعتمادهم على اجتهاداتهم الغير مدروسة بعناية وعدم الاستفادة من أراء من هم اكبر منهم سنا... لذلك علينا كشباب اليوم ان نستفيد من تجارب من سبقونا ونأخذ منها الجيد ونتجنب تكرار الأخطاء التي غالبا ما يكون سببها الثقة الزائدة والتي أحيانا تتحول الى غرور وان نستفيد من خبرات الجميع فالبلد بحاجه الى خبرات وتكاتف كل أبنائها وشباب اليوم هم شيوخ الغد وهكذا هي سنة الحياة. والله من وراء القصد .