تأتي التعددية السياسية والحزبية في إطار النهج الديمقراطي الذي اختاره الشعب اليمني كخيار استراتيجي لا حيال عنه ..و الحق مكفول لكل فرد في المشاركة الشعبية واشتراكه في صنع القرار على مستوى عال. تسهم اليوم كافة ألوان الطيف السياسي في المشاركة الفعلية لكافة الشرائح الاجتماعية بما في ذلك الشباب الذي يعدون من أهم الشرائح على الإطلاق فهي التي تعبر عن مستقبل الوطن وبها تتهيأ الطريق أمام تحقيق كل تطلعات وطموحات وآمال الشعب..مزايا كثيرة ومهمة تلعب دوراً حيويا وهاما في تفعيل الأداء ووصول الشباب إلى مقاعد ومناصب قيادية لها الحضور في المشاركة السياسية ولها القدرة على ترسيخ روح الانتماء بعيدا ًعن كل الاعتبارات الحزبية والرؤى السياسية الضيقة والمصالح والصراعات ، لنغلب مصلحة الوطن أولا والمواطن ووضعها فوق كل اعتبار حتى تظل الأرضية السياسية خصبه للخوض في المعترك الديمقراطي ولما من شأنه الأسهام الفاعل في عملية التنمية المجتمعية ... أين الشباب؟؟ تساؤلات كثيرة ..لماذا لا يصل الشباب إلى مناصب قيادية يكون فيها مسؤلاً وتستغل قدراتهم في النهوض بواقع البلد ..وهل سيقودون الأحزاب والمؤسسات الحكومية كانت أو الخاصة .. رفض بعض الأحزاب بعض الأحزاب رفضت الحديث عن هذه المعضلة وعن هذا الإقصاء للشباب، رفضوا لمجرد أن الموضوع على صلة بالشباب.. حاولت في هذا التحقيق أن نصل إلى حقيقة التساهل المقصود من قبل بعض الأحزاب والمؤسسات، ومن أجل أن ننصف الموضوع التقينا ببعض القيادات في الأحزاب من الطرف الآخر الشباب من يتهمون القيادات العليا في الأحزاب بتعمد إقصائهم وعدم إعطائهم فرصة تحمل المسؤلية وحرهم في غرف مغلقه لا تتعدى الزوايا الأربع المهجورة..وكانت الحصيلة التالية في إشراك الشباب سياسياً..! صعوبات أمام الشباب إلهام عامر- مقررة لجنة الثقافة والإعلام بمجلس شورى الشباب- قالت: أن الشباب يمثل أكبر شرائح المجتمع وهو المحرك لعجلة البناء والتنمية ، وإشراك الشباب في العملية السياسية حق كفله الدستور والقانون .. وإعطاء الشباب حقه في القيادة أمر يستدعي الأهمية ، وتذكر عامر : أن ثمة صعوبات ومعوقات تعيق حصول الشباب على مكان قيادي بداية من محور التدريب والتأهيل للعمل السياسي وهذا يمثل عقبة كبرى تجاه القيادة..ومن خلال ذلك فقد عمل المهتمون في هذا الجانب على إنشاء برلمان للأطفال وأيضاً مجلس شورى الشباب وكذا المجالس المحلية للأطفال اليافعين وكل ذلك يمثل قفزة نوعية في العمل السياسي والديمقراطي في اليمن لم يمثل ذلك من أحداث تطورت نحو الأفضل .. وتلك المجالس والبرلمانات ستعمل بالتأكيد على خدمة الشباب في خلق وعي كامل وخبرة وتأهيل في العمل السياسي والحزبي بما يعزز دور الشباب وأدائهم مستقبلاً حين يكونوا قياديين. معايير للقيادة فخر العزب - التنظيم الناصري- أكد بقوله "أن سلوكيات وأخلاقيات الفرد لابد أن تقاس ضمن معايير العمل القيادي السياسي أو الحزبي ومن الملاحظ فإن هناك شباب وعلى اختلاف انتماءاتهم الحزبية قياديين وفاعلين ومنتجين ولكن نرى ذلك بقلة. وذلك يعود لعدم خلع الأيديولوجية المنحطة الناظرة إلى نافذة اللاوعي سياسي ، وقال العزب : أن الشباب أصبحوا اليوم صناع قرار وذلك من خلال المناقشة والمعارضة أو على الأقل إبداء الرأي وأصبحت شاب ناجح تعرض كل الأفكار . ولا يمكن إنكار دور الشباب في العملية السياسية وصنع القرار فالشباب هم من يشعلون شرارة الوعي السياسي ويرسم الطريق أمام مستقبله ، ذلك لما يمتلكه الشباب من عزيمة تجاه عنصراً فاعلاً عزز قيم معاني الديمقراطية والحرية . وأضاف: أن على قيادة الأحزاب أن تترك الفرصة أمام الشباب للعمل في القيادة مستندة بخبرات ومؤهلات من سبقهم ليصبحوا قادة فاعلين. سلطان رسام - شاب مغترب- أكد على أهمية دور الجهات المختصة في تشجيع الشباب وإشراكهم سياسياً وتبين اتجاهات الشباب ورعايتهم بغض النظر عن التوجه أو الانتماء السياسي وذلك حتى يثبت الفرد نجاحه ويصبح فرد فاعل ومساهم لا يقل أهمية عن الآخر .. وأضاف رسام: أن هناك قصور في ديمومة البناء النظري للشباب من قبل الأحزاب السياسية حيث تعمل بعض تلك الأحزاب على إقصاء الفرد لأسباب حزبية أو محسوبية دون النظر إلى الجهود والقدرات والإمكانات التي يمكن أن تضع الشباب في مقاعد الحكم والقيادة والمسئولية. الوعي وانفتاح الأحزاب الخطاب الروحاني-التجمع اليمني للإصلاح- قسم المشاركة السياسية إلى قسمين مشاركة في القيادة ومشاركة في الأنشطة ، فلا مشاركة قيادية للشباب دون أن يكون قيادي يُسجل رقماً حقيقياً في البناء التنظيمي والقيادي..وأضاف الروحاني : أن بعض الأحزاب استطاعت أن تستثمر قدرات الشباب وتفعيل نشاطاتهم من خلال وضعهم في مناصب قيادية وتخصيص دائرة وقطاع خاص بهذا الشريحة وأن نجاح الأحزاب لم يكن إلاَّ بفضل دور الشباب..وعلى الأحزاب أن تمكن الشباب من دعمهم في إشراكهم بالعمل السياسي القيادي وتحريك كل مسارات نشاطاته وتفكيره،.. ويضيف الروحاني أن من الخطأ أن تستخدم الأحزاب الشباب أداة دون احتوائه من أجل خلق روح الانتماء الوطني ليكونوا على درجة كبيرة من الوعي السياسي وتمكينه من الانفتاح على رؤى كافة الأطياف السياسة والحزبية ، فعندما نشاهد شباب قياديين نستطيع أن نقول أن الواقع أنصفنا. الأبوية رضوان مسعود / رئيس الاتحاد العام لطلاب اليمن بجامعة صنعاء:أكد أن السلطات القيادية بما فيها الأحزاب تمارس ثقافة الأبوية حيث تسيطر القيادات الحزبية والسياسية على المناصب حتى الوفاة، ويأتي بعده فئة ليست شابة .. ويضيف مسعود : أن الديمقراطية والممارسة السياسية هي من تهيأ المناخ لأن يكون الشباب قادة أحزاب ووزارات ومحافظات وما حصل في التجربة الأوروبية ظلت عقود كثيرة حتى أعطت للشباب مكانتهم وأصبحوا متمسكين مناصب كبيرة في الحكومة والأحزاب ، واستعرض مسعود:تجربته القيادية والممارسة العملية حتى أصبح أحد قيادة اتحاد طلاب اليمن. ويذكر:أنه اكتسب خبرة وصقل كل معارفه على الرغم من الصعوبات والمعوقات التي تواجهه من قبل قيادات الأحزاب لكنه أكد أن على الشباب أن يوظف تلك الصعوبات لصالحه حتى يمكنه من ممارسة عمله بعيداً عن الإطار السلبي في تحكمات بعض القيادات.. طموحات قيادي ناصر الجبوبي : شاب يقول أن له طموحات قيادية في العمل السياسي ولكن ما يراه ناصر من واقع الأحزاب والمؤسسات يجعله يقول:أن الشباب أكثر ميولاً للممارسة السياسية والديمقراطية وذلك رغبة منه ليكون عضو فاعل وأن على كافة السلطات القيادية أن تثق بالشباب وتعطي له المناخ الملائم لخوضه في المعترك السياسي والحزبي.. مطلوب إعادة نظر من القيادات علي الشاطبي أكد حتمية وضع الشباب في مقاعد قيادية بعيداً عن جعله في زاوية العزلة والتعصب من أجل أن يأخذ في الأخير مسار المشاركة الفاعلة. وقال الشاطبي : أن على كافة الأحزاب وقياداتها أن تعيد النظر في الدور الذي تقدمه للشباب من أجل أن ترتقي في عملها وواجباتها أمام هذه الفئة المهمة .. وقال : أن التأهيل والتدريب والتوعية يُعد من أهم المرتكزات الأساسية التي تعمل تطوير المشاركة السياسية والشباب على حدٍ سواء والسماح للشباب في صنع القرار وبما يعزز مفهوم الرأي والرأي الآخر وتقبل وجهات النظر وبما يكفل صيغة حقيقة ملموسة تخدم الشباب والحياة السياسية. المحافظين الجدد..! محمد حسين العيدروس ، مدير معهد الميثاق بالمؤتمر الشعبي العام : قال في حديثه " الشباب عماد المستقبل ،وكل حزب أو دولة لا تهتم با لشباب يعني لا إهتمام بالمستقبل ، ونحن في المؤتمر الشعبي العام نولي الشباب أهمية بالغة والمرأة كذلك ، فتجد أن الشباب مشاركين مشاركة فاعلة في النباء والتنمية ، وأضاف العيدروس أن البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية أولى الشباب أهمية كبيرة هذه الأهمية ترجمت في البرامج الخاصة بالحكومة ، أو البرنامج الخاص بخطط المؤتمر الشعبي العام ، .. وتابع قائلاً :هناك بعض الأحزاب لا تولي الشباب أي اهتمام ولا تعطي الشباب حقهم في المشاركة والسلطة بل تعتمد على وجوه تقليدية وإن تجددت هذه الوجوه فهي في إطار ضيق.. أحزاب لايعجبها الجمال وعن ما أقرته اللجنة العامة قال العيدروس :اللجنة العامة في المؤتمر وفي اجتماعها الأخير و الذي تم فيه إقرار مرشحي المؤتمر ستجدون وجوه شابه جديدة سيتحملون قيادة المحافظات والسلطات المحلية ، وتم انتخاب نسبة كبيرة من الشباب النشيط وذوي الكفاءة والخبرة ويذكر أيضاَ: أن المؤتمر أتاح المجال للشباب لأن يتمسكوا مناصب قيادية وكل قيادات مسئولة لم يمتلكون من قدرات غير عادية في العطاء والإخلاص وفي الترجمة الحقيقية للبرامج التنموية وفي مختلف المجالات ،، واتهم العيدروس أحزاب المعارضة بعدم رضاها لأي عمل جميل يقوم به المؤتمر ،فمهما عمل من عمل إيجابي لا يشكر عليه ، وان ما تقوم به بعض الأحزاب اليوم تحاول أن تخوض معركة انتخابية مبكرة ربما تنحرف عن المسار الحقيقي للديمقراطية. دور الشباب وأضاف العيدروس : أننا نمتلك رؤية واسعة لآفاق ومستقبلية رحبة وبرامج صادقة نقوم اليوم بترجمة تنفيذ هذه البرامج في ظل ظروف صعبة يشهدها العالم ،وثمن العيدروس : الدور الذي يقوم به الشباب في مختلف المؤسسات والوزارات ومواقع العمل والإنتاج وما يقدمه الشباب من مهام موكله إليه وبصورة واضحة استطاعت أن تدير أمورهم وصاروا عند حسن ظن القيادات وأصبحوا الركيزة الأولى في العمل السياسي والحزبي فلا يمكن أن نفصل الشباب عن القطاعات الأخرى كون العمل مشترك ومتكامل.. إلى تدريب وتأهيل حميد ردمان عاصم / الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصر أكد في حديثه " على أهمية أن يتمسك الشباب قيادة ألأحزاب والمؤسسات والهيئات نظراً لما يمتلك الشباب من طاقة إبداعية وإنتاجية ، فنحن في التنظيم الناصري ومن خلال مخرجات الدورات الانتخابية الذي يقمها التنظيم دائماً وباستمرار نعمل على إيجاد وجوه جديدة وكوادر شبابيه. وأضاف عاصم : أن الشباب هم من سيقودون المستقبل وعلى كافة قيادات الأحزاب أن تعمل على إبراز شباب يحتكوا بالكوادر القديمة وتدريبهم .. ويقول أيضاً أن الأحزاب اليوم لا زالت مقصرة في اهتمامها للشباب وهذا أمر لا ينكره أحد حتى لا ندعي الكمال..وأكد عاصم : إلى أن هناك معوقات وصعوبات لجعل الشباب في أماكن قيادية تكمن أولاً في الشباب وذلك في حاجته إلى التدريب والتأهيل والاحتكاك مع الأوائل من أجل كسب الخبرة في العمل السياسي أو غيره ، ثانياً هناك صعوبات من ناحية الأحزاب حيث أنها تقدم شروط ومعايير للشباب لكي يكونوا قياديين ،، وعلى الرغم أن هذا مطلوب إلاَّ أنه يعد عائقاً كون الشباب مبتدئين حياتهم السياسية .. وقال عاصم : أنه لا بدو من الأحزاب السياسية جميعها أن تعمل على الاهتمام بالشباب من خلال إقامة المخيمات والمشاركات والفعاليات المحلية والدولية من أجل أن تكسب الأحزاب قدرات ومهارات للشباب .. وقال عاصم أننا في التنظيم خصصنا في اللجنة المركزية قيادات شابة لأن يكونوا مسئولين قادرين على الخوض في معترك الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وشتى مجالات الحياة.. عملية مزدهره الدكتور محمد الفقيه ، تحدث بقولة :" العملية السياسية في بلادنا في ازدهار ، والشباب ليسوا بعيدين عن هذا الحراك والزخم السياسي ، فهم مشاركون في كل هذا . وأضاف الفقيه :" أحزاب المعارضة لم تعطي أهمية كبيرة للشباب ، لكن المؤتمر الشعبي العام أولى الشباب كل الرعاية والاهتمام ، وان كان هناك حزب في اللقاء المشترك قد أعطى نصيب للشباب في المشاركة في العملية السياسية فهو حزب التجمع اليمني للإصلاح ، الذي يسعي دوماُ لإشراكه الشباب في خططه السياسية ، وأنا أحييهم على تلك المبادرات التي يقوم بها هو وحزب المؤتمر الشعبي العام . وأردف الفقيه بقولة :" أسباب عدم مشاهدتنا لشباب في الهيئات العليا للأحزاب السياسية ، وذلك لان الأحزاب تفضل أن يكون الأعضاء في الهيئات العليا من الكبار والذين لهم باع في العملية السياسية ، ولهم تجارب سابقة ، ويدرجوا الشباب ضمن هيئات أخرى ، حتى يستفيدوا من الكبار. تهيئة الأرض للشباب علي الجرادي / رئيس لجنة الإعلام بنقابة الصحفيين اليمنيين إختصر القول " بأن على جميع الأحزاب السياسية الابتعاد عن المكايدة والاتهامات وأن عليها تهيئة أرض خصبة للشباب من أجل إشراكهم في القيادة ، ولأن اليمن بحاجة إلى قيادات جديدة فالحياة السياسية بحاجة إلى أن تفرز أجيالاً سياسية جديدة من كل الأحزاب. وأكد الجرادي :على الأهمية البالغة في إعطاء الشباب مناصب قيادية بدلاً من العيش بعمر جيل واحد. سيطرة كبيرة الدكتور/فؤاد الصلاحي علق ببعض الكلمات قائلاً" ما نلاحظه اليوم في بعض الأحزاب أن المسيطرين عليها كبار السن بينما الشباب والمرأة بعيدين..وهم فقط طريق يمرون من خلالهم هؤلاء من يسمون أنسهم بالكبار". في إحدى دراساته التي قام بها الدكتور/وديع العزعزي قالت أن(54%) من الشباب الجامعي منتمون الى أحزاب سياسية،في حين أن (46%) من عينة الدراسة لا ينتمون إلى أحزاب سياسية،وأرجعوا ذلك الى:عدم قناعتهم بالعمل الحزبي كون الأحزاب لا تعبر عن القضايا الحقيقية للمجتمع والى غياب الديمقراطية داخل الأحزاب..ويعد السبب الثاني سبباً مقنعاً وواقعياً لما يعتمل في داخل أروقة الأحزاب السياسية.. الدراسة أشارت الى أن الشباب أنفسهم لا يرون في الأحزاب أي طموح يمكن أن تقدمه لهم. من هنا يفهم لماذا الشباب يعيش حالة من النسيان التي يعيش في خضمها الشباب.