من بوابة الملف الأمني.. إخوان اليمن يحاولون إعادة الصراع إلى شبوة    النعي المهيب..    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    متهم بجريمة قتل يسلم نفسه للأجهزة الأمنية جنوبي اليمن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    رسالة تهديد حوثية صريحة للسعودية .. وتلويح بفشل المفاوضات    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    توحيد إدارة البنك المركزي في صنعاء وعدن.. خبير مصرفي يكشف عن حل مناسب لإنهاء الأزمة النقدية في اليمن    الذكرى 51 لجريمة قتل الدبلوماسيين الجنوبيين بتفجير طائرتهم في حضرموت    زيود الهضبة يعملون على التوطين في مأرب وسط ويحابون كوادرها المحلية    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    وزير الدفاع يؤكد رفع مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات والتشكيلات العسكرية لهزيمة الحوثيين    جماعة الحوثي تفاجأ سكان صنعاء بهذا القرار الغير مسبوق والصادم !    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    حزامٌ ذهبيٌّ يُثيرُ جنونَ لصٍّ: شرطةُ سيئون تُلقي القبضَ عليهِ بتهمةِ السرقةِ!    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    روما يسعى لتمديد إعارة لوكاكو    الحوثيون يتلقون ضربة موجعة بعد رسالة قوية من الحكومة اليمنية والقضاء    السفير السعودي يبحث مع بعثة الاتحاد الأوروبي "خارطة الطريق" ومستجدات الأزمة اليمنية    "لا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي"...قيادي بالانتقالي يعلق على رفض مخرجات لقاء الأحزاب    شاهد...عمار العزكي يُبهر جمهوره بأغنية "العدني المليح"    انقلاب مفاجئ.. الانتقالي يوجه ضربة قوية للشرعية ويهدد بالحرب بعد يوم تاريخي في عدن.. ماذا يحدث؟    أول تحرك يقوم به أبو زرعة في عدن بعد وصول العليمي مأرب    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    دوري ابطال اوروبا: الريال يتجاوز جحيم الاليانز ارينا ويفرض التعادل امام البايرن    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    بيان الرياض يدعو الى اتخاذ خطوات ملموسة لحل الدولتين وإيقاف فوري لإطلاق النار في غزة    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ندوة الشباب والأحزاب..قراءة في التجربة اليمنية
نشر في سما يوم 30 - 05 - 2010


في ظل حضور كثيف للشباب وضعيف لقيادات الأحزاب:
إجماع على أن إقصاء الأحزاب للشباب تجعلهم عرضة للاستقطاب والاستثمار من قبل أدوات العنف.
عناوين رئيسية:
ماجد المذحجي
* إخراج الشباب من السياسة شكل من أشكال الكارثة وتجريم العمل الحزبي في الجامعة مشكلة يجب مواجهتها وإذا لم تستطع الأحزاب حماية هذا الحقل فهي لا تستحق الوجود .
* لم يعد الشأن العام محل طلب أو نشاط، والأحزاب بدأت تصبح أكثر كهولة وخارج اهتمام الناس أو خياراتهم
* الإصلاح استطاع أن يظل في موقع فريد قياساً بالأخريين من شركاء الحياة السياسية
سهى باشرين
* يشكل الشباب قاعدة الأهرام الحزبية ولكن يقف على رؤوس تلك الأهرام أصحاب الستين والسبعين خريفاً
* الواقع المعاش للأحزاب يختلف عن أدبياتها ، وبيئتها غير صديقة للشباب
* إن لم يجد الشباب الفرصة للتعبير عن ذواتهم ورؤاهم داخل الأحزاب فسوف يتوجهون لتعبيرات العنف
أمين الوائلي
* المؤتمر لازال يرى نفسه في مرآته الخاصة بوصفه (الحزب الأب)
* الأحزاب تنشيء دوائر للشباب ضمن دوائرها وتسند رئاستها غالباً لغير الشباب
* عشرون عاماً مرت على التعددية الحزبية, والقيادات تراوح مكانها وتنتقي البدائل من بين أفراد الصف القيادي الأول أو "جيل الآباء" وتداول المناصب بينهم
رنا غانم
* الوضع العام المتردي في البلد والدافع نحو إحباط الشباب انعكس على واقع الأحزاب وأدائها
* لا تراعي الأحزاب رغبات وميول وتوجهات الشباب و لا تعكسها في أنشطة اجتماعية وثقافية
* الشباب في الأحزاب بعيدين عن التخطيط والقرار ومعزولين في دوائر الشباب والطلاب والتنظيم
عبدالله مصلح
* يعيش الشباب داخل الأحزاب قسراً مرحلة الشيخوخة المبكرة.
* مثلما يرى البعض أن السلطة تقوم باحتكار الشباب وإفراغ طاقاته في مجالات تافهة، فهناك أيضاً من يرى أن بعض المفاهيم والأطروحات السياسية والفكرية التي تطرح على شباب الأحزاب - غير الحاكمة - لا تحترم العقل.
* الشباب " شقاة الأحزاب"، ولم يكلفوا أنفسهم عناء ردة الفعل باتجاه لعب دورهم المفترض في ميدان النشاط السياسي
المداخلات الرئيسية:
نظمت مؤسسة حوار للتنمية الديمقراطية بالشراكة مع الصندوق الوطني الديمقراطي ( NED ) الخميس 27/5/2010م في صنعاء ندوة (الشباب والأحزاب .. قراءة في التجربة اليمنية ) حيث قدمت خمس أوراق عمل رئيسية تحدث في أولاها ماجد المذحجي في ورقة بعنوان (خارج السياسة .. الشباب والمجتمع والعمل الحزبي في اليمن) بينما قدمت سهى باشرين دراسة عن (واقع الشباب في أحزاب اللقاء المشترك) وقدم أمين الوائلي ورقة عن (الأبوية السياسية .. أجيال في خدمة النخب الحزبية) وعنونت رنا غانم ورقتها بتساؤل (الشباب إلى أين) وتحدث عبد الله مصلح عن (الشباب والأحزاب .. مأزق المشاركة السياسية) وأدارت الندوة الناشطة والصحفية إلهام الكبسي .
وقال الناشط والكاتب ماجد المذحجي في مداخلته أن الشباب يطرحون في علاقتهم بالسياسة والعمل الحزبي سؤالاً مستمراً من ناحية أسباب نفورهم منهما؟ باعتبار هذا التقدير الأخير، أي النفور، هو السمة البارزة لما يجمع الطرفين. وكحاصل لذلك تبدو السياسة كهله في اليمن في نظر المذحجي وتفتقد للحيوية، حيث الشباب عادةً خارج أدواتها ومناخها واحتمالاتها، ويشكل انسحابهم من الأحزاب والتنظيمات السياسية أبرز سمات هذا الانصراف عنها حالياً وطرح المذحجي تساؤلات عن أسباب عزوف الشباب عن العمل الحزبي متناولا حالات الأحزاب في مرحلتي ما بعد الوحدة وما بعد حرب 94م كما تناول المذحجي في ورقته البيئة التنظيمية للأحزاب معتبراً أن البنية التنظيمية ذات الطابع التراتبي الهرمي في الأحزاب السياسية تشكل احد ابرز معوقات إمكانيتها على التطور وتمكين الشباب سياسياً، وباستثناء قله من الشباب القادمين من مواقع اجتماعية وقبلية، أو من عائلات سياسية، تضمن ترفيع مستوى تمثيلهم في المواقع القيادية للأحزاب، فقد ظلت السمة الأساسية لها هو سيطرة سياسيين كهول على الصفوف الأولى وتدوير العمل القيادي الحزبي فيما بينهم. ولم تكفل، أو تستطع، الآليات التنظيمية التقليدية في الأحزاب القدرة على تمكين الشباب من الارتقاء في المستويات التنظيمية والسياسية المختلفة وإنتاج قيادات جديدة من بينهم. ذلك كله اندمج مع كون المؤسسة الحزبية في اليمن لم تستوعب الممارسة الديمقراطية وقيمها بشكل فعلي، وتؤكد على عضويتها مسألة التطابق مع خطابها بشكل كلي، وتستنفر ضد أي استقلالية، أو تعارض مع خطابها، من قبل أي من عضويتها. وإضافة لذلك فإن المؤسسة الحزبية في اليمن ذات سقف منخفض سياسياً، وغير قادرة على انجاز اعتراض سياسي وشعبي فعال في مواجهة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخطرة في البلاد، وتميل إلى التسوية والوصول إلى الاتفاقات ضعيفة مع السلطة، وهو ما يفقدها القدرة على عكس انفعال الجمهور ومطالبه ورغبته بتغيير الأحوال والظروف وبالتالي الخسارة التدريجية المستمرة لرأسمال، منخفض أساساً، من الثقة بها والرهان عليها.
إن ذلك شأن في كليته بحسب المذحجي جعل من المؤسسة الحزبية بيئة "مخاصمة" للشباب خصوصاً وغير محبوبة بالنسبة له، أو قادرة على التفاعل مع حركيته وتطوره المستمر، وساهم ذلك تالياً في إفراغها منه بشكل مضطرد.
وقال المذحجي أن السياسة كانت عادة منفذاً للشباب للمساهمة الفعالة في الشأن العام ، كفئة عمرية حيوية ذات مصلحة، لترجيح تصورهم عن شكل المجتمع الذي يريدونه ، مشيراً ل "الحالة الاوبامية" التي شكل الشباب قوامها الفعال حين انحازوا بكثافة في الانتخابات الأمريكية الأخيرة للمرشح الديمقراطي حينها باراك اوباما دافعين بخيارات التغيير التي طرحها كنموذج شخصي، باعتباره أمريكي إفريقي سيصبح رئيساً وأصبح كذلك بالفعل، أو من ناحية المقولات التي طرحها. مُغيرين تبعاً لذلك صورة السياسة في أمريكا وربما في العالم.
وطرح المذحجي علامات استفهام منها ما الذي أحدث هذا الطلاق بين الشباب والأحزاب ؟ وجعل من الأحزاب والعمل السياسي بيئة طارده للشباب وخارج حقل اهتمامهم ! وهل يتعلق الأمر بطبيعة التكوينات الحزبية ونمط التفاعلات فيها وبنيتها التنظيمية القديمة ذات التراتبية الهرمية التي لا تحتمل التغيير. أم يقع الأمر خارج ذلك بالأساس وملتحقاً في أسبابه بشكل الممارسة الكلي، والمستمر بطبيعة حال الأمور كما يبدو، للسياسة في اليمن حيث يبدو تبدو مخرجات تلك الممارسة وأدواتها محسومة ومحتكره لصالح مراكز وقوى ونمط من التمثيل الاجتماعي يقع خارج الأحزاب كلياً. أو أن الأمر متصل أساساً بالوضع الاقتصادي المتردي حيث أولويات البحث عن فرص العمل وتحسين الدخل وتوفير لقمة العيش تسحب اهتماماتهم نحوها بعيدا عن الأحزاب والسياسة وكل ما يخص الشأن العام؟
ونوه المذحجي إلى أن الشباب شكل كتلة السياسة الجديدة والمشرعنة بعد أن أتاحت وحدة 1990 بين الشمال والجنوب علنية العمل السياسي لأول مرة في اليمن الحديث، ووبعد أن تم تشريع العمل الحزبي والتعددية في الدستور الجديد، وبحماسة بالغة أتاحت الوحدة والطموحات التي أثارتها التحاقاً شعبياً واسعاً بخيارات سياسية كانت محرمه سابقاً بالنسبة للجمهور، واندفع الجميع للمساهمة، ضمن مستويات مختلفة، في الشأن العام. ، وكان الشباب قوام عمل تنظيمي جديد التحق بالأحزاب وشارك في العمل الطلابي بالجامعات التي شكلت حواضن السياسة الجديدة، علاوة على المشاركة الفعالة أيضاً في العمل الجماهيري الواسع الذي أحدثته اصطفافات ما بعد الوحدة سوا في المظاهرات أو المؤتمرات الجماهيرية في بعض المحافظات وصولا إلى انتخابات 1993.
وعن مرحلة ما بعد حرب 94 قال المذحجي أن كلفة الاشتراك في العمل السياسي أصبحت عالية بالنسبة للكثيرين وجدواها منخفضة، في ظل غلبة وتمكن شروط السلطة وتحديداتها الصارمة من إمكانية حضور الأخريين بجوارها. وأفصحت المحطتين الانتخابيتين الأبرز بعد الحرب، الانتخابات البرلمانية عام 1997 والرئاسية عام 1999، عن ضمور إمكانية ممارسة السياسة في ظل الوضع القائم، وتأكيداً على أسباب عزوف المجتمع عنها وانخفاض الثقة بها.
واعتبر أن الاستثناء في مرحة ما بعد حرب 94 كانت الانتخابات الرئاسية الثانية التي شاركت فيها أحزاب اللقاء المشترك بمرشح مستقل هو فيصل بن شملان الذي استطاع أن يضخ حماساً غير مألوفاً على المستوى الوطني في يمن ما بعد الحرب، فأن الوضع ظل باستمرار يؤكد على حقيقة أساسية: لم يعد الشأن العام محل طلب أو نشاط، والأحزاب بدأت تصبح أكثر كهولة وخارج اهتمام الناس أو خياراتهم.
وقال المذحجي أن الإصلاح استطاع أن يظل في موقع فريد قياساً بالأخريين من شركاء الحياة السياسية، وباستمرار استطاع أن يجدد عضويته بالعناصر الشابة على عكسهم. ذلك في مستوى أساسي منه قائم على الممكنات الإيديولوجية الجذابة التي يمتلكها، حيث الخطاب الإسلامي يمتلك قبولاً واسعاً في مجتمع محافظ، وحيث هو يمتلك جهاز تنظيمي فعال ذو قدرة على الوصول إلى كافة مستويات المجتمع وفئاته عبر شبكة من المنافذ الدينية والاجتماعية مثل الجوامع والمعاهد العلمية والجمعيات الاجتماعية والخيرية. الأمر الذي سهل له القيام بعملية استقطاب واسعة للعناصر الشابة في المجتمع، وذلك مايتم تقديمه مقروناً مردود واضح بالنسبة لهؤلاء: ديني ودنيوي ،معتبراً أن ذلك شكل من الكفاءة التنظيمية غير معزول عن تراث من الممارسة السياسية والاجتماعية والدعوية الممتدة في تجربة الإخوان المسلمين على المستوى الوطني أو العربي الذي يشكل الإصلاح امتداده الحالي في اليمن.
وحول الحزب الإشتراكي قال المذحجي أن الحزب كان يمتلك قبل الوحدة جهازاً تنظيمياً فعالاً، وخصوصاً في تمثيلاته الحزبية السرية في الشمال، وكان يمتلك لسنوات الثمانيات والسبعينات قدرة على استقطاب العضوية الشابة، حيث كانت إيديولوجيته اليسارية عنصراً فعالاً في تلك القدرة على الكسب الحزبي للشباب، بما لها من إغواء ناعم في تلك الفترات التي سيطرت فيها السرديات الإيديولوجية الكبرى على العالم وعلى تفكير الشباب.
وبعد عام 1990 خسر الحزب الإغراء الإيديولوجي الذي كان يمتلكه، ولم يعد لديه منه سوا تراث عاطفي، يستهوي فئة محدودة من الشباب، بدأ يخسره مع الزمن. في الفترة بين 1990 و1994 استطاع الحزب أن يزود عضويته بشكل كثيف ضمن تمثيل يقع في جزء كبير منه في الحيز المناطقي، حيث هو خيار الكثيرين في المناطق الوسطى وخصوصاً في تعز وأب علاوة على تمثيله الأصيل للجنوب كطرف في الوحدة ،
ولكن بعد خسارته في الحرب أصبح امتيازه كممثل لتلك الفئات والجهات هو ما الحق الضرر بها ، وأدى إلى تصنيفها الأمني ،
وطرد جزء كبير منها خارج حقول السياسة. ليترافق ذلك مع أسباب أخرى مهمة أدت للضعف الشديد في قدرته على الاستقطاب الجديد في أوساط المجتمع والشباب خصوصاً، منها ضرب بنيته التنظيمية وتحويل ولاء جزء كبير من عناصرها المهمة نحو الحزب الحاكم، المؤتمر الشعبي العام، وتجفيف إمكانيته المادية في إجراءات المصادرة والاستيلاء التي تمت على مقراته وأمواله، وهروب جزء كبير من قياداته خارج البلاد، بما يؤدي له كل ذلك من نتائج كوارثيه عليه.
واستعرضت الناشطة المدنية والنسوية سهى باشرين فقرات من دراسة سابقة لها تتناول واقع الشباب في الثلاثة الأحزاب البارزة في إطار اللقاء المشترك وهي التجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي، والتنظيم الوحدوي الناصرين، وذكرت أن منهجية الورقة اعتمدت على وثائق مكتبية للأحزاب بالإضافة إلى مقابلات مع قادتها وتوزيع استمارات مبسطة على عينة من شباب تلك الأحزاب الذين هم بين سن 18 إلى 30 سنة، وهو السن الذي قالت باشرين أن قادة الأحزاب قد استنكرت اختياره ، ولكنها في نفس الوقت لم يكن لديها أي تحديد لسن فئة الشباب.
وذكرت باشرين أن من أهم الاستخلاصات التي خرجت بها الورقة هي أن الثلاثة الأحزاب بشكل عام بيئة غير صديقة للشباب مع بعض الاستثناءات لحزب الإصلاح من الناحية التنظيمية، وبالنسبة لمستوى مشاركة الشباب في رسم وصنع سياسة الأحزاب، فقد لخصتها باشرين في عنوان مقال الصحفي سامي غالب أثناء تغطيته للمؤتمر الرابع للتجمع اليمني للإصلاح عام 2008م، والذي كان " شيوخ على رأس هرم فتي" ، حيث يشكل الشباب قاعدة الهرم ولكن من يرأسه هم أصحاب الستين والسبعين خريفاً، وبما أن التبادل الطبيعي للسلطة داخل الأحزاب غير موجود فيجب الاعتماد على التاريخ الصحي للأعضاء الصحيين لصنع هذا التبادل.
وواصلت باشرين عرضها قائلة أنه بالرغم أن جميع الأحزاب أكدت أن الآراء تؤخذ عن طريق التشاور وبمشاركة الشباب وتأخذ في عين الاعتبار احتياجاتهم وتوجهاتهم، إلا أن معظم الإجابات في الاستمارة التي وزعت على الشباب والشابات أكدت أن الواقع المعاش يختلف عن أدبيات الأحزاب ، حيث تؤخذ القيادات العليا القرار ثم تفرض على الشباب، وضربت مثلاً بعضوات الاشتراكي اللواتي قلن أن التحالف مع الإصلاح قرار قد أتخذ من أعلى دون أي تشاور معهن وكن مضطرات للتنفيذ دون نقاش.
وذكرت باشرين أن الانتخابات هي المرحلة الأبرز للاستفادة من طاقات الشباب داخل الأحزاب حيث يتم حشدهم في أعمال الدعاية الانتخابية والترويج للمرشحين وحشد الجمهور والمراقبة للجان الانتخابات ومراقبة الصناديق.
وتمنت باشرين في حديثها أن لا يفهم من ورقتها أنها ضد اللقاء المشترك، مؤكدة أن الشباب هم ثروة حقيقية إن لم تستثمرها الأحزاب فسوف تنتهي، لأنه لا أهمية للأحزاب بدون شباب يحمل رايتها، وذكرت أسماء بعض الشباب الذين لديهم رؤى خارج الإطار ولديهم حماس لا يقابله فرص داخل أحزابهم مثل باسم الحاج وسعادة علاية وحمدان عيسى.
وختمت مؤكدة أن الشباب إن لم يجدوا الفرصة للتعبير عن ذواتهم ورؤاهم داخل الأحزاب فسوف يتوجهون للتعبير العنيف، فالذي فجر نفسه في سيارة السفير البريطاني شاب، والذي فجر نفسه في سيئون أيضاً شاب، جوانتنامو مليئة بشبابنا ، كما أن حرب صعدة كلها من الشباب، وتساءلت باشرين إلى متى ستظل الأحزاب مغلقة أبوابها أمام الشباب بينما هناك تيارات أخرى فاتحة أبوبها لهم ليكونوا وقود لعمل عنيف.
ومهد أمين الوائلي رئيس تحرير صحيفة ( كل أحد ) لورقته بجملتين أساسيتين أولاها أن المرأة (ممنوعة أو مقموعة والشباب إما مقصيون أو مخصيون) وأن وضع (الكهول ك كل شيء يفضي إلى أن تكون النتيجة لاشيء) وانتقد الوائلي ما أسماه بغياب الديمقراطية الداخلية في الأحزاب معتبرا ذلك هو المعيار الأول الذي يمكِّن من معرفة وتقييم الظاهرة الحزبية، وما إذا كانت الأحزاب "مؤسسية" أم لا؟، ويتوقف على هذه القيمة معرفة درجة تطور الأحزاب ومدى تبلور العملية الديمقراطية كفعل مؤسسي ومنهج مستمر، وأيضاً مدى وحجم تحرك أو "دوران النخب" الحزبية,واعتماد آليات شفافة وديمقراطية تسمح بوصول الكفاءات الشابة والوجوه المتحمسة إلى الصفوف القيادية العليا معتبرا أن أحزاب المعارضة أكثر استقطاباً للشباب,كونها أكثر حرصاً على اكتساب مناصرين ومؤيدين مما هو عليه حزب السلطة,المشغول بمغانمها والذود عن مصالحه فيها أكثر من أي شيء آخر لكنه يرى أن أحزاب المعارضة لا تفعل شيء أكثر من إلهاب الحماس الشبابي ومخاطبة الحاجات الخاصة ثم لا شيء بعد ذلك غير أن حزب الإصلاح أوجد وجوها شابة في البرلمان مثلا لكنها لم تصل إلى مواقع قيادية في الحزب كما أن الأصوات الشابة الليبرالية داخل الحزب لم تتحول إلى ظاهرة يمكن التخاطب معها وعن المؤتمر الحاكم يعتقد الوائلي أنه يلعب دور الضحية السهلة لثقافته وشخصيته التقليدية, بوصفه "المرجعية" الأولى لجميع الأحزاب,حتى وقد انتهى ذلك العهد الشمولي, واستقل كل حزب وتنظيم بكيانه وذاته بعد الدخول في التعددية السياسية والحزبية، لكن المؤتمر لازال يرى نفسه في مرآته الخاصة بوصفه (الحزب الأب)، زائداً أنه يقدم القائد الأب الفرد الملهم مدللا على ذلك بأن النخبة الأبوية تحكم المؤتمر منذ تأسيسه إلى اليوم بينما استحدثت دائرة للشباب لا يهم أن تسند رئاستها لغير الشباب معتبرا أن سياسة المؤتمر طارة للشباب ومدجنة لهم لصالح الجيل القديم وطرح الوائلي تساؤلا عن قدرة الحوثي والقاعدة على إقناع الشباب بأفكارهم ومقاتلة الدولة على عكس الأحزاب ؟
وقال الوائلي أن عشرون عاماً مرت على التعددية الحزبية, والقيادات هي هي.. نفسها، مع الاعتراف بوجود استثناءات بسيطة في بعض الأحيان هنا أو هناك، ولكنها استثناءات تراوح مكانها وتنتقي البدائل من بين أفراد الصف القيادي الأول أو "جيل الآباء" وتداول المناصب بينهم، من دورة لأخرى. الاشتغال هنا على الوجوه والأسماء لا غير، ضمن مجموعة، ضيقة ومحددة سلفاً,وداخل هذه المجموعة، المتجانسة إلى حد بعيد يكاد يصل إلى التطابق بين أفرادها،وبما لا يسمح بظهور الفروق الفردية وبالتالي لا يسمح بظهور الجديد الحامل لمعاني التجديد، تُنتخب البدائل من حقبة لأخرى، ويكون هذا هو التجديد أو التغيير المرحب به حزبياً!
وأكد الوائلي في ذات السياق بالقول لدينا آباء ينوبون عنا في كل شيء ويقومون عنا بالمهام كلها، حتى الشهادة,والتفكير,وأيضاً التعبير عن الامتنان للآباء الديمقراطيين الذين سمحوا لنا بمشاهدتهم يفوزون دائماً.التغيير هنا- وطنياً وحزبياً- هو نوع من التداول الثنائي أحياناً، بين فلان وفلان.. أما غالباً فهو تداول شخصي، بين الشخص ونفسه.. ينافس شخصه ويفوز بأغلبية مريحة، وخلال ذلك فإنه يخشى أن يسقط (..) ويستحيل "الاقتراع" إلى "قرعة (ملك، أم كتابة؟).
واستعرضت رنا غانم القيادية في التنظيم الوحدوي الناصري في بداية ورقتها الوضع العام في اليمن ومؤشرات التنمية و الفساد والفقر والبطالة والأمية وكذا الهامش الديمقراطي الذي قالت أنه يزداد تراجعاً يوماً عن يوم وضعف سيادة القانون، وعدم استقلالية وحيادية القضاء وضعف البنية التحتية والبنية المؤسسية للدولة ، وخلصت غانم من هذا الاستعراض لهذه المؤشرات إلى أن هذا الوضع المتردي العام يزيد من إحباط الشباب و التحديات التي يواجهها ، وذهب في ذت السياق إلى القول بأن واقع الحياة في الأحزاب السياسية ليس بأحسن حالاً عن الوضع العام الذي عكس نفسه وبقوة على عمل وطريقة أداء الأحزاب وانشغالاتها.
وقالت رنا أن العلنية في العمل الحزب التي أتت بها الوحدة لم تحمي الأحزاب من التعرض للإضعاف والمضايقات، وعليه فإن الشاب المنخرط في حزب سياسي لم يعد يجد ما يميز إدراكه ووعيه بما يدور حوله عن الشاب غير المنخرط في حزب سياسي، بل إن انخراطه في حزب غير مرضي عنه من السلطة قد يعرضه للمضايقات ويحرمه من عدد من الامتيازات التي قد يكون بإمكانه الحصول عليها.
وأكدت القيادية الناصرية أن الأحزاب تخلت عن دورها في التوعية السياسية وإعداد وتأهيل الكادر، ولا تراعي رغبات وميول وتوجهات الشباب و لا تعكسها في أنشطة اجتماعية وثقافية تخدم الجانب السياسي فعلى سبيل المثال لا تنمية للمسرح ولا للموسيقى ولا للأندية الرياضية والثقافية والذي يمكن أن تصب في خدمة التوعية السياسية وتعزيز دور الشباب في الأحزاب.
وقالت غانم أن الشباب يمارس نشاطه داخل الحزب في قطاع خاص بالشباب، مما يؤدي إلى عزله داخل القطاع ويحد من مدى تأثيره و إسهامه في اتخاذ القرار، وأبرز مهام الشباب في الأحزاب هي الجانب التنفيذي للمهام الإدارية والجماهيرية، ولكنهم بعيدين عن التخطيط والقرار السياسي لذلك فهم دوما الأقل خبرة وإدراك عن خبرة وإدراك الرعيل الأول التي تشكل قيادات الأحزاب، ومن باب نفي هذه التهمة ومحاولة الأحزاب بيان اهتمامها بالشباب تدفع بعدد من الشباب إلى المواقع العليا( مثل تعاملها مع المرأة) ولكن يضل ذلك عمل شكلي غير منهجي في تمكين وتأهيل القيادات الشابة.
وخلصت الناشطة رنا غانم في ختام ورقتها إلى أن الوضع العام المتردي للدولة و داخل الأحزاب ظهرت توجهات خطيرة للشباب لخصتها في عدة نقاط :
- الانخراط في مشاريع التطرف والإرهاب والتي يشعرون معها أنهم أصحاب هدف يسعون ويعملون لتحقيقه مع قناعتهم بأن ما يقومون به هو عمل جهادي سينالون عليه عظيم الثواب في الحياة الآخرة.
- الاستسلام للإحباط و الاكتئاب و بالتالي يصبحون فريسة سهلة للإدمان والجريمة.
- السعي الحثيث للهجرة والاغتراب والذي أصبح حلم معظم الشباب لكسب العيش وتحقيق الذات.
- الالتفاف حول القبيلة كوسيلة لتحقق الحماية والإحساس بالانتماء ( وهو نتاج طبيعي عندما لم يعد القانون هو مصدر القوة وحماية الحقوق )، و من مظاهر ذلك عودة الشباب وبصورة ملفتة للتفاخر بارتداء زي القبيلة والتباهي بحمل السلاح ليس من قبيل الحفاظ أو التفاخر بالتراث ولكن من كون هذا الزي أصبح رمزا للقوة.
عبدالله مصلح رئيس تحرير صحيفة اليقين قال في بداية مداخلته أن الشباب يعتبرون شقاة الأحزاب كما يسميهم البعض كونهم يقومون بتنفيذ ما يخطط لهم القادة دون إشراكهم في عملية التخطيط، إضافة إلى قيامهم ببعض الأعمال اليدوية كتعليق اللافتات والملصقات وإعداد أماكن إقامة الاحتفالات والمهرجانات السياسية،ومساعدة بعض قياداتهم في استخدام التقنيات كالكمبيوتر والانترنت والهواتف المحمولة.
وأكد مصلح على ضعف دور الشباب في الحياة الحزبية والسياسية ،وانكماش أداؤهم الحياتي في المجتمع وكأنهم يعيشون قسراً مرحلة الشيخوخة المبكرة،وأضاف
أنه لمن الصعوبة بمكان أن نحمّل الأحزاب وحدها مسؤولية هذا التراجع وإن كانت تمثل سبباً مباشراً فيه، كما يصعب إلقاء المسؤولية الكاملة على الشباب أنفسهم وإن كانوا لم يكلفوا أنفسهم عناء ردة الفعل باتجاه لعب دورهم المفترض في ميدان النشاط السياسي ، مضيفاً أن الأحزاب لا تتحمل وحدها مسؤولية هذا التراجع وإن كانت تمثل سبباً مباشراً فيه، كما يصعب إلقاء المسؤولية الكاملة على الشباب أنفسهم وإن كانوا لم يكلفوا أنفسهم عناء ردة الفعل باتجاه لعب دورهم المفترض في ميدان النشاط السياسي.
وسرد مصلح عدة أسباب يرى أنها أدت لهذه النتيجة منها داخلية (تتعلق بالأحزاب ) وأخرى خارجية (تخص المناخ العام).
ومن الاسباب التي أشار إليها الإمكانات المتاحة لدى الأحزاب في ترجمة وتنفيذ برامجها المعلنة. وممارسات بعض النخب السياسية في كبح طاقات الشباب وإبعادهم عن مراكز القرار سواء بحسن نية أو بجهل أو كان بسوء نية. بالإضافة إلى الزج بالشباب في الصراعات القبلية وعمليات الثأر الهستيرية وغياب البرامج التأهيلية.
وأضاف مصلح غَيَّبت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية كثيرًا من دور الأسرة الرائد في عملية التنشئة السياسية، ودفعت بالشباب إلى البحث عن لقمة عيش آمنة سواء داخل الوطن أو خارجه (الهجرة). وكذا ممارسات السلطة تجاه العمل الحزبي بالقمع للأنشطة الحزبية،وتفكيك الكيان الشبابي، بل ومحاولة تجريم العمل الحزبي في الحرم الجامعي .
ويلعب استمرار الحروب الأهلية وظهور التنظيمات الإرهابية دوراً كبيراً في استقطاب الشباب بعيداً عن العمل السياسي السلمي، ومثله الانفلات الأمني الذي يولد مزيداً من تراجع المشاركة السياسية للشباب ويتسبب في انجذابهم نحو العنف والمعتقدات المتطرفة.
ومن تلك الأسباب أيضاً، غياب مبدأ التنسيق والتشبيك ومفهوم الحوار بين شيوخ الأحزاب(الكبار) وشبابها (القاصرين) في نظر البعض. وضعف قدرة الأحزاب على استيعاب الطاقات الشابة وخاصة المتباينة معها.
وذهب مصلح إلى التأكيد على أنه يجب خلق مناخات ملائمة تسمح للشباب بقدر كاف من المشاركة السياسية الفاعلة، وإيجاد بيئة تنافسية في أروقة كافة الأحزاب السياسية الحاكمة منها والمعارضة.
وقال مصلح أن أنشطة الإصلاح الخاصة بالشباب محصورة في جزئية محدودة من شريحة الشباب وهم الطلاب وتحديداً طلاب المرحلة الثانوية والجامعية على حساب ما قبلها وما بعدها من المراحل ، مستدركاً أن أنشطة الإصلاح تعد أفضل وأجدى من أنشطة الحزب الحاكم الذي هو "يفتقر إلى منهجية الكفايات التنظيمية التي تمكنه من إيجاد قيادات شبابية وطلابية حقيقية لقيادة العمل التنظيمي في المستقبل على أسس علمية دون الارتهان للأنشطة العشوائية أو ذات الطبيعة الموسمية الموجودة حاليا".
وقال مصلح أنه مثلما يرى البعض أن السلطة تقوم باحتكار الشباب ومسخه كديكور وإفراغ طاقاته في مجالات تافهة، ودفعه لمطاردة الفقر ومصارعة البطالة عن طريق سياسة الإفقار وإفساد التعليم وترسيخ الغش وهذا يعد اعتداء صارخا وإضعافا لطاقة الشباب التي تعد أمل المستقبل ورواد التغيير. فهناك أيضاً من يرى أن بعض المفاهيم والأطروحات السياسية والفكرية التي يتم طرحها على شباب الأحزاب - غير الحاكمة - في محاضرات سياسية مغلقة بمعزل عن أرض الواقع وفي ظلام السرية والتكتم، يجعلها أقرب إلى الخيال منها للحقيقة، أو أنها تسعى من جانب أحادي إلى فرض نظريات لا تحترم العقل ولا تتساوق ومتغيرات العصر،كإدعاءات الفرقة الناجية، والنظرة الدونية للمرأة، واعتماد التزكية والقوائم المعلبة بدلاً عن الانتخابات الديمقراطية،وغيرها، مما يؤدي إلى التطرف سواءً في الطرح أو التطبيق.
تعقيبات الحاضرين :
بدأ التعقيبات عبده غالب- مسئول العلاقات السياسية في التنظيم الشعبي الوحدوي الناصري، والذي أكد على أن تطابق عنوان الندوة مع نوع الحاضرين والذين كان أغلبهم من الشباب يعني أن الشباب قد بدءوا يدركون أهمية دورهم، مؤكداً على المسؤولية المشتركة بين الشباب والأحزاب، وعلى أهمية أن تقوم الأحزاب بتفعيل هياكلها بحيث يكون للشباب دور فاعل في كل مستويات التنظيمات السياسية، وطالب الأحزاب بأن لا تحتضن الشباب كعمال أرصفة، وإنما كفاعلين أساسين، كما اعترف بتقصير التنظيم الشعبي الوحدوي الناصري وتفوقه مع بقية الأحزاب السياسية في فترة العمل السري عن فترة العمل العلني حيث بدأت قوى الأحزاب فيها تخور على حد تعبيره، لافتاً بأن التنظيم قد بدأ الآن يعمل في مجال الشباب بشكل أفضل، ولديه رؤية تبدأ بالتدريب والتأهيل.
ومن ثم تحدث نايف القانص- القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي مؤكداً أن الشباب كان في فترة العمل السري أكثر حيوية ونشاطا رغم كل المخاطر التي كانت تحيط بالعمل الحزبي، كما كان متواجداً أيضاً فترة ما أسماها بالتعددية السياسية والديمقراطية الحقيقية عام 90 واستمر كذلك حتى عام 93، وهنا طالب بإجراء دراسة عن سبب تراجع عمل الشباب داخل الأحزاب بعد هذا التاريخ ، ذاكراً ثلاث مؤثرات يراها أساسية لتراجع دور الشباب ،أولها الوضع الاقتصادي ، وثانيها تفريخ الأحزاب وخلق الصراعات الداخلية الذي ارتكزت عليه السلطة منذ عام 94، وثالث الأحزاب يعود للشباب أنفسهم الذين استسلموا للوضع الاقتصادي وللتهميش داخل الأحزاب. وختم حديثه بأنه ما لم يصارع الشاب لإيجاد نفسه فسيكون مهمشاً ضارباً المثل بحزب البعث العربي الاشتراكي حيث أفرزت انتخاباته الداخلية أكثرية شبابية لكنهم لم يصمدوا.
ومن ثم أنتقل الحديث إلى محمد الحوثي- حزب الحق الذي انتقد الصبغة الصراعية في الأوراق المقدمة سواء بين الأجيال أو بين السلطة والمعارضة، مؤكداً أهمية الصيغة التنافسية للتغلب على المشاكل، كما انتقد أيضاً عدم ذكر حزب الحق الذي قال بأن مقراته قد خربت لاتهامه بأنه قام بحرب ضد الدولة، بينما قام بها تجار الحروب، وختم بأن أهمية الأحزاب لا تكون فقط بانتشارها وإنما أيضاً بقدرتها على طرح الرؤية الصائبة.
ثم تحدث عبد الرحمن برمان – رئيس منظمة سجين وعضو حزب الإصلاح، قائلاً بأن الندوة قد ذكرته بحلقة نقاش لنفس الموضوع قام بها اتحاد طلاب اليمن بكلية الشريعة والقانون عام 90، لافتاً للفرق في الطرح والنقاش بين الأمس واليوم، حيث يبدوا اليوم وكأن هناك حركة تمرد شبابية داخل الأحزاب، وقال أن تهميش الشباب هو نتاج مشكلة اجتماعية بالدرجة الأولى لأن المجتمع اليمني يسيطر عليه الموروث، كما أن الشباب لا يمتلك روح المبادرة ويقبل أن يخضع لكل الأوامر، و إذا ما وجد شاب حر يتهم بأنه متهور، وأضاف هنا بأن منظمات المجتمع المدني أصبحت هي المتنفس للشباب الذين رفضوا أن يتحنطوا في أحزابهم، مشيراً أن معظم المنظمات التي نشأت مؤخراً هي منظمات شابة.
وتحدث عبد القادر سلام الدبعي - صحفي، قائلاً بأن مصطلح الشباب هي كلمة مطاطية تصل في اليمن إلى مائة عام بدليل أن اتحاد شباب اليمن يتجاوز عمر قياداته الخمسين عاماً، وطالب بتحديد سن الشباب. وأكد في حديثه بأن هناك مؤامرة لإقصاء وتهميش الشباب.
ومن ثم تحدث د. عبد الله أبو الغيث-جامعة صنعاء قائلاً بأن هناك نخبة محنطة داخل وخارج الأحزاب في السلطة وفي المعارضة، تعتبر نفسها الحرس القديم واحتكروا على أنفسهم الحكمة، وحذر من ثلاثة أخطار تهدد الشباب الأولى: هي التوريث حيث أصبحت المناصب توزع بناء على التوريث وليس على القدرة والكفاءة، والثانية: هي ثقافة الاستئثار حيث يستأثر المتنفذين على كل شيء وينافسون الشاب الفقير حتى على المنحة التي تؤتى من وزارة التعليم العالي، يبعثون أبناءهم لأرقى الجامعات ويريدون للآخرين أن يبقوا جيل فاشل فاقد للقيم والعلم، وثالث الأخطار : هي الأدلجة حيث أن الأحزاب تريد شباب مؤدلج، وطالب بتأهيل الشباب لأنفسهم وللمجتمع، ونوه متأسفاً أن الشباب هم وقود الحرب في صعدة ، وهم وقود الاحتجاجات في الجنوب ، وهم وقود المظاهرات للمشترك ، وهم قاعدة المهرجانات لحزب السلطة، ولكنهم موجودون في المغرم وليس في المغنم، واختتم حديثه طالباً من الشباب أن لا يقدموا أنفسهم كفئات وإنما كمؤهلين.
وأشار أحمد المنيعي-عضو حزب الإصلاح في مأرب في مداخلته بأن الشيوخ هم كابوس الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، حيث يعتبر أغلبهم أنفسهم أوصياء والشباب مجرد عسكر، وانتقد ما أسماهم بشيوخ الغرف المغلقة ، الذين يريدون أن يقود الشباب مسيرة التغيير ويكتفون هم بالتصريح من داخل غرفهم المغلقة دون أن يدفعوا الثمن، معتبراً إياهم كشيوخ القاعدة الذين ينصحون الشباب بحمل المتفجرات والذهاب إلى الجنة وهم بعيدون عن الجنة، وفي حديثه عن الإصلاح قال أن الممارسات في وادي والتنظيرات في واد آخر حيث أقصى الحرس القديم الشباب عن الأعمال القيادية ، وختم حديثه بنقد غياب الشورى داخل الأحزاب وسيادة الشللية وإقصاء الشباب بشكل ممنهج وواضح.
وتحدث فخر العزب- رئيس القطاع الطلابي لأحزاب اللقاء المشترك بجامعة صنعاء، عن العوائق التي تواجه الشباب داخل الأحزاب من خلال تجربته الشخصية، مشيراً إلى وجود ممارسات إحباط للشباب داخل التنظيم الناصري كان هو أحد ضحاياها بسبب تبنيه لدعوة تغيير داخل التنظيم، حيث كتب في يوم من الأيام مقالاً ينتقد فيه الأمانة العامة للتنظيم، فتمت الاستهانة بمقالة كونه شاب من أحد أعضاء الأمانة ، كما تم تهميشه داخل صحيفة الوحدوي الذي كان يعمل بها متطوعاً ولا تنشر منذ ذلك الحين أياً من مقالاته فيها، كما تحدث عن تقييد السلطة لدور الشباب داخل الجامعة من خلال تقييد الانتماء السياسي وإقرار اللوائح التي كان آخرها قانون رقم 18 لعام 95 والذي يحرم العمل السياسي داخل الجامعة، وانتقد هنا تقصير أحزاب اللقاء المشترك في رفع دعوى ببطلان اللوائح المقيدة للعمل السياسي داخل الجامعة، وكذلك تقصيرها في متابعة قضية الطالب صادق الشرفي الذي كان رئيس القطاع الطلابي لأحزاب اللقاء المشترك والذي تم اعتقاله مؤخراً بتهمة التخابر لصالح إيران، قائلاً أنها حتى لم تقم حتى بتعيين محام له ، كما أن حزب الإصلاح قد عارض إقامة مهرجان شبابي من أجله.
ومن ثم تحدث بكيل عفيف ، قائلاً أنهم كشباب في إطار الأحزاب موجودون فقط في لجنة النظام وفي أيام الانتخابات لتعليق الصور التي لا يختارون أماكن تعليقها، وفي لجنة الخدمات، مؤكداً أن الأحزاب لم تتماشى مع تطور المجتمع حيث الشباب فيه هم أكثر من 50% بينما الشيوخ يشكلون 80% داخل الأحزاب.
ونوه شفيع المعمري- المنتدى الاجتماعي الديمقراطي في كلامه أن هناك من يعمل في الميدان وهم الشباب وهناك من يأخذ الخلاصة جاهزة، قائلاً بأن الشباب في الأحزاب السياسية هم لاستكمال الديكور، مؤكداً على أن دوائر الشباب والطلاب في الأحزاب قد أفرغت من محتواها وسعت لوضع الشباب في خانة التبعية الدينية والسياسية، كما حمل الشباب أيضاً مسؤولية ضعفهم وعدم تقديرهم لذواتهم.
ودافع عبد الرحمن البرطي – عضو المؤتمر الشعبي العام عن حزبه قائلاً بأنه يمثل هامش حرية كبير للشباب وخاصة الطلاب، مؤكداً أنه كأحد المنتمين للمؤتمر الشعبي العام سوف يصل إلى مستويات عليا في الحزب ، وذلك لمرونة النظام الداخلي في المؤتمر الشعبي العام الذي فيه هامش كبير للحريات.
وقالت ماجدة الصبري- التنظيم الوحدوي الناصري أن الأحزاب السياسية لا تبذل أي جهد لاستقطاب الشباب الذين فقدوا الثقة في العمل السياسي، لذلك فأكثرهم ينخرطون في المبادرات الشبابية البعيدة عن السياسة،ونصحت الأحزاب الاهتمام بها، كما تحدثت عن تهميش المرأة في الأحزاب السياسية ، فهي ليست سوى صوت انتخابي، حيث تتم
الاجتماعات والقرارات في مقايل القات التي هي بعيدة عنها، وما عليها سوى الإقرار بما تم فيها.
وتساءل محمود قياح – مدير البرامج في مؤسسة فيريدريش آيبرت الألمانية، قائلاً بأن الشباب قبل أن يكونوا أداة تستغل في محرقة الانتخابات والمظاهرات ، هل لهم دور في صناعة القرار و في صناعة البرامج و إبداء الرأي؟ وأجاب عن تساؤله بأن الشباب مهمش محملاً الشباب مسؤولية ذلك حين قبل بالتهميش، وأكد على ضرورة صياغة برامج وخطط تخلق روح المبادرات الطوعية للشباب تحقق له جزء من ذاته بدلا من أن يتم استقطابهم من قبل قوى متطرفة.
وقال صادق الحمادي- حزب الإصلاح ، أن تجريم العمل الحزبي في الجامعات والثانويات قد أدى إلى نشوء تيارين هما تيار العنف ، وتيار الانفلات الأخلاقي.
واعتبر إبراهيم الظهرة – حزب الإصلاح، أن هذه الندوة هي بمثابة دق ناقوس الخطر لكل الأحزاب لتهتم بالشباب ، مؤكداً أن هذه المشكلة إن وجدت في أحزاب المعارضة الآن فسوف تستمر إن أصبحت هي الحاكمة في هذا البلد، منوهاً أن مبادرات الشباب وانطلاقاتهم نحو التغيير توصم دائماً بالتهور.
ومن ثم تحدث بشير عثمان – مؤسسة اليمنية للدراسات الاجتماعية،منوهاً بأن الشباب في الأحزاب هم نسبة ضئيلة مقارنة بنسبتهم في المجتمع، واصفاً للأحزاب بالمتخلفة تعمل ظل واقع متخلف يفرض أجنده معينة على الشباب، قائلاً بأن مصادر المعرفة فيها متخلفة لا يستطيع الشباب أن يستجيب لها في ظل وجود نموذج متقدم هو النموذج الغربي، وهو النموذج الذي يبحث عنه الشباب ويجده في مصادر أخرى غير الأحزاب.
وختم المداخلات عبد الرشيد الفقيه- المدير التنفيذي لمؤسسة حوار، موضحاً بأن مؤسسة حوار قد أرسلت الدعوة إلى جميع قطاعات الشباب وأمناء عموم الأحزاب لحضور هذه الندوة بأكثر من طريقة خوفاً من البيروقراطية، ومن ثم تحدث عن حزب الإصلاح الذي نوه أنه كان أحد أعضاءه فيما مضى قائلاً أن الشباب قد تصدر إلى القيادة فيه بفعل الكثافة العددية وليس بقرار واعي ،ومع ذلك فإن قيادة الصف الأول مازالت تدور بين وجوه معروفة تتبادل الأدوار فيما بينها منذ التأسيس وإلى اليوم ، رغم أنه يعيش وضع رومنسي ولم يتعرض لأي حرب كما حدث مع غيره مثل الاشتراكي أو الناصري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.