طلب مني بعض الإخوة الأفاضل أن أوجز المحاور التي تبين حال الإعلامية توكل كرمان، فأقول، وبالله التوفيق: سبقت لي فتوى صوتية في حالها، وتم تفريغها كتابيا، وقد وضحت فيها طعون هذه المرأة في القرآن والسنة والشرع. كما دعت إلى محاربة الدين، مستبدلة ذلك بالعلمانية والتغريب، وكل ذلك موثق في صفحتها على الفيسبوك ومواقع أخرى. وبما أن فتواي كانت مطولة، فأوجز ذلك في المحاور التالية مكتفيا بأشهرها: أولا: قالت: (الإسلام تعرض للتحريف والتجريف والتلفيق بصورة أشد مما تعرضت له بقية الأديان). يعني أن اليهودية والنصرانية لم تحرف بمثل ما حرف دين الإسلام، وهذا لا شك طعن في الإسلام، وحرب صريحة منها للدين، وتكذيب لكتاب الله الذي سلم من التحريف، حيث قال الله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون). ولا شك أن هذا القول عند علماء الإسلام قديما وحديثا كفر وردة بالاتفاق. ثانيا: تقول: (أنا لا آخذ من الإسلام إلا مثل الآية (لا خير في كثير من نجواهم)، وألقي الباقي في أول صندوق زبالة). انظروا كيف استطاع الغرب دعمها حتى وصل بها الأمر إلى أن تقول إنها سترمي أحكام الكتاب والسنة في صندوق الزبالة. وهذا كفر وردة بالاتفاق لأنه استهانة وتهكم وسخرية من أحكام الدين، قال الله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون). ثالثا: علقت على آية المواريث فقالت: (التوزيع الحالي للميراث لا يحقق العدالة للمرأة، ويجب مراجعته). وهذا كفر، وهو بيان منها بأن الله ظلم المرأة، تعالى الله عما قالت علوا كبيرا. وهو تعد منها على كتاب الله وحدوده، ورفض صريح لحكم الله المجمع عليه، وطعن في القرآن تأسيا بالهالك محمد شحرور، فمن ذا الذي يجرؤ على مراجعة الله في حكمه الذي قضى فيه، ومن ذا الذي يتجرأ أن يتهم الخالق العادل سبحانه بالظلم. رابعا: قالت: (بعض الأحاديث تجعلنا نشك في صحة كل السنة)، وقالت في تغريدة أخرى: (السنة النبوية تراث بشري، فيها الغث والسمين، لا تصلح كمصدر للتشريع). وهذا القول كفر صريح يتطابق تماما مع أطروحات القرآنيين ومنكري السنة، ولا خلاف بين العلماء أن من أنكر السنة فقد كفر. خامسا: استهزأت بأحكام شرعية مثل قولها في مقابلة: (الإسلام الصحيح هو الذي ينتمي للقيم العالمية، أما من يرفض الديمقراطية بحجة أنها كفر، فهذا ليس من الإسلام)، كما طالبت بإلغاء بعض الحدود بزعم أنها: لا تتماشى مع الإنسانية.. فقد جعلت قيم الإسلام تبعا لقيم الغرب والشرق، فإن خالف ما فيه القيم العالمية عند غير المسلمين، فليس بصحيح، وهذا تهكم وازدراء بالدين. سادسا: تهكمت على الصحابة والفقه الإسلامي، فقالت: (الفقه الإسلامي أسس لثقافة دونية تجاه المرأة)، وقالت: (لو أخذنا من تجربة الصحابة، فلن تقوم لنا حضارة). وهذه دعوة علمانية ماسونية للتغريب، وطعن في فقه الكتاب والسنة. ولم تكتف بحربها للإسلام من خلال كلامها ومنشوراتها، بل سخرت بعض برامج قناة بلقيس للطعن في كتاب الله والتشكيك فيه ومحاربة السنة النبوية من خلال توظيف مذيعين عقلانيين جهلة بالعلم الشرعي وعلوم الحديث، يدعون إلى عودة العقل ونبذ الدين، وكلها طرق للوصول إلى الإلحاد. سابعا: نشرت تغريدة وصفت فيها عقيدة ابن باز بالضلال. سبحان الله، العالم المصلح تتجرأ عليه امرأة عامية، صنعها الغرب للطعن في الإسلام وأهله، رغم أنه لا تخصص لها في الشرع المطهر ولا قيمة عندها للعلم الشرعي وأهله. ثامنا: وصفت الرئيس محمد مرسي رحمه الله بأنه آخر الأنبياء، حيث قالت: (قتلناك يا آخر الأنبياء، فصلوا عليه وسلموا تسليما). وهذا تطاول على مقام النبوة ومخالفة صريحة لمبدأ خاتمية النبوة، وتكذيب لقوله تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، ولكن رسول الله وخاتم النبيين). تاسعا: خطاباتها صارت خطابات كراهية وتحريض تشعل الفتنة ضد الحاكم والمحكوم والسياسي والعالم والمصلح، وتغرس في أذهان متابعيها أن الإعلام العربي والإسلامي عدو لها، وتحرض بطرق مستميتة على المجلس الرئاسي اليمني وبعض أعضائه، كما لم يسلم منها أعيان، وشخصيات علمية، ومعتبرة، وكأنها مسيرة وفق خطة تنفيذية. عاشرا: صارت تتبنى خطابا علمانيا يدعو للخروج من الدين، كما ظهر في كلمتها في مؤتمر حول العلمانية عام 2018م، مع قلب الوقائع والتودد للعلمانيين والدعوة لترك الدين الإسلامي. والعجيب أنها تدافع عن الإخوان المسلمين، وهذا عين التناقض، حيث تستخدم الجماعة كستار دفاعي لها. وبعد صدور فتواي الصوتية فيها، وانتشارها، تواصل بي بعض الفضلاء، وقالوا: هذه المرأة لا علاقة لنا بها، والتجمع للإصلاح قد أصدر قراره فيها وطردها، ونبرأ إلى الله من أقوالها وأفعالها. وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.