24 أبريل.. نصر تاريخي جنوبي متجدد بالمآثر والبطولات    مستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء بالسعودية يقدم واجب العزاء في رحيل الزنداني    البرق بتريم يحجز بطاقة العبور للمربع بعد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    بارتي يشعل الحماس في صفوف ارسنال قبل مواجهة توتنهام    شكلوا لجنة دولية لجمع التبرعات    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    نبأ عاجل من الديوان المليكي السعودي بشأن الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد دخوله المستشفى    ضربة موجعة لجماعة الحوثي.. تحركات مكثفة للصين في عدن على كل المستويات!.. ماذا يحدث؟    كأس إيطاليا.. يوفنتوس يتأهل إلى النهائي رغم خسارته من لاتسيو    حزب السلم والتنمية يعزي الإصلاح وأبناء فقيد اليمن الكبير الشيخ الزنداني ويسرد مناقبه    قناة mbc تفتح النار في تقرير لها على الشيخ "الزنداني"    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    وزارة الداخلية تعلن الإطاحة بعشرات المتهمين بقضايا جنائية خلال يوم واحد    إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية بشبوة    رئيس الاتحادين اليمني والعربي للألعاب المائية يحضر بطولة كأس مصر للسباحة في الإسكندرية    تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال خلال 21 شهرا والمليشيات تتصدر القائمة    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    المهرة يواصل مشاركته الناجحة في بطولة المدن الآسيوية للشطرنج بروسيا    خبير أرصاد يحذر: منخفض الهدير في اليمن ليس الأول ولن يكون الأخير (فيديو)    تحذير حوثي للأطباء من تسريب أي معلومات عن حالات مرض السرطان في صنعاء    تغير جديد في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    بشرى سارة للمرضى اليمنيين الراغبين في العلاج في الهند.. فتح قسم قنصلي لإنهاء معاناتهم!!    ترتيبات سعودية عمانية جديدة بشأن اليمن.. وجولة مفاوضات مرتقبة بين السعودية والحوثيين    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    رشاد العليمي حاقد و"كذّاب" تفوّق على من سبقه ومن سيلحقه    شعب الجنوب أستوعب صدمة الاحتلال اليمني وأستبقى جذوة الرفض    شيخ بارز في قبضة الأمن بعد صراعات الأراضي في عدن!    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    كلية القيادة والأركان بالعاصمة عدن تمنح العقيد أديب العلوي درجة الماجستير في العلوم العسكرية    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    بن دغر يوجه رسالة لقادة حزب الإصلاح بعد وفاة الشيخ عبدالمجيد الزنداني    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    المواصفات والمقاييس تختتم برنامج التدريب على كفاءة الطاقة بالتعاون مع هيئة التقييس الخليجي    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وقائع الندوة التي احتضنتها جامعة العلم المستنير « الإيمان » للرد على ضلالات وشبهات الترابي..
نشر في أخبار اليوم يوم 21 - 11 - 2006

الشيخ/ الحاشدي : الترابي ردد أقوال قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وما يثارحول السنة النبوية من الشبهات إنما يأتي من قبل المستشرقين والشذاذ من الفرق المبتدعة الضالة
الشيخ/الدعيس: إن من يدافع عن الترابي ويتبنى مبدأه هم بعض الصحفيين والكتاب الذين لا علم عندهم ولا فقه ومن لا يرجعون إلى العلماء
الحلقة الأولى
اقيمت الاثنين ندوة احتضنتها جامعة الايمان ضمت عدداً من المشائخ والعلماء ناقشوا خلالها افكار ومنطلقات ودعاوى وزيف الدكتور حسن الترابي وضلالاته واطروحاته المثيرة للجدل في الاوساط الاسلامية وذلك لما يثيره من شبهات حول الثوابت والمسلمات ولتوجيهه انتقادات لنصوص شرعية ثابتة في محاولة منه للتشكيك بمصادر التشريع الاسلامية واصوله وكذلك مصادمته لما هو معلوم من الدين بالضرورة لقوله بعدم القدر وتجويزه زواج المسلمة من الكتابي وغيرها من السموم التي يبثها الترابي وانصاره بين الفينة والاخرى لتحقيق اهداف خفية ومعلنة كخدمة للهيمنة العالمية والقبول بمشاريعها الاستعمارية وافكارها المنحطة التي تحارب الدين الاسلامي واتباعه وفي هذه الندوة ناقش العلماء كل ما صدر عن الترابي مبينين مصادر افكاره واقواله وداحضين ذلك بالبراهين الساطعة والحجج الدافعة التي توضح وبشكل جلي مدى ما اصاب الترابي من هوى وزيغ عن الحق وفيما يلي وقائع الندوة في حلقتها الاولى:
وقد قدم للندوة الشيخ عارف الصبري- النائب البرلماني-الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونشكره ولا نكفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل «ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فأولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم» وهو القائل «قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منا وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون» واشهد ان محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم القائل «يحمل هذا الدين في خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحل المبطلين وتأويل الجاهلين. . » ايها الاخوة الكرام:
كان بودنا ان ننصرف إلى قضايا اكبر مما نحن بصدده غير ان هنالك في تحدث بغير علم فتوسعت الشبهة فكان لزاماً على العلماء ان يتوسعوا في الرد وكنا في غنا من ان نشغل مسامعكم بكلمات قالها اصحابها وصدروها في الصحف والكتب ملؤوا بها الاوراق سواداً والقلوب شكوكاً هي كلمات لا تساوي الحبر الذي كتبت به فكان لزاماً على العلماء ان يتصدروا للبيان وانتم ممن يعلمون انه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فكان لزاماً ان يتحدث العلماء عن ضلالات واباطيل صدرت وانتشرت وروج لها البعض كيف بمثل هؤلاء العلماء امام قضايا علمت من الدين بالضرورة اراد اصحابها ان يجعلوها قضايا جدلية خاضعة للنقاش فاذا اقتحمت اسوار الثوابت والمسلمات والقطعيات فم الذي يبقى لنا من ديننا كما قال المتنبي:
وليس يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار إلى دليل
ولربما تناهى إلى سمعي ان بعض الناس يظنو ان هذه الندوة لم يكن لها داع فيا سبحان الله تنشر هذه الاباطيل وهذه الضلالات ويوجد من يروج ثم يعاب على الذي يرد اننا نخشى ان نكون قد وقعنا في دائرة الاثم ان تأخرت هذه الندوة عن موعدها لولا ظروف ونستغفر الله من تأخرها إلى هذا الوقت لكنكم ستسمعون ان شاء الله من اصحاب الفضيلة العلماءحول هذه القضية والرد على اباطيل ذكرها الدكتور الترابي انكر فيها ما هو معلوم من الدين بالضرورة وتمترس بمجموعة من الشذوذ والزلات وجعلها منهجاً صدرها وتلقفها عنه كثير من الكتاب ممن لا علم لهم، ولهو كما قال الغزالي: لو سكت الجهال لما حدث في الامة خلاف وكما اثير عن امير المؤمنين علي رضي الله عنه العلم نقطة كسره الجهال، وسنستهل هذه الندوة بقراءة للاخ الشيخ محمد بن عبدالكريم الدعيس لمجموعة من فتاوى اهل العلم التي صدرت في الرد على الترابي في ضلالاته التي ظهر بها اخيراً وهي قديمة فليتفضل.
الدعيس: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا إلا الله وحده لاشريك له ولي الصالحين واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم اما بعد أيها الاحباب الكرام من الاسباب التي جعلتني اتتبع كلام اهل العلم فيما نشر من اراء واقاويل للترابي ما ابداه البعض من استهجان واستغراب على من ردوا عليه بغرض تهوين امر الخلاف معه فلقد كان رد اهل العلم على مقولات الترابي من اهل بلده من السودان ومن كل اقطار وارجاء العالم الاسلامي وتصدر هذه الردود جل علماء الامة الذين عرفوا بالعلم والفقه في دين الله تبارك وتعالى وهذا السرد هو حتى يتبين الناس مقدار هذه الانحرافات وخطر هذه الانحرافات على دين الله تبارك وتعالى والتي يراد ترويجها خاصة في اوساط شباب الحركة الاسلامية. . أيها الاحباب الكرام هناك ردود قديمة ر فيها العلماء على الترابي من ضمن أو من اوائل من تصدروا للرد عليه الدكتور محمود الطحان صاحب الكتاب تيسير مصطلح الحديث المشهود وهو من علماء الحديث المشهورين والمعروفين رد عليه في كتابه مفهوم التجديد بين السنة النبوية وبين ادعياء التجديد المعاصرين وذلك في عام 1405ه قبل 22 سنة حيث استعرض مقولاته ونسبها إلى مصادرها ووصل الدكتور الطحان إلى وصف فكر الترابي ومدرسته. . الترابي ليس وحده الترابي اليوم مدرسة قال عن مدرسة الترابي « وما افكارهم هذه بتجديد وانما هي تهديم لاحكام الاسلام وتخريب لقواعده واصوله وتشويش لافكار المسلمين وتطويع للاسلام ونظمه كي يتقبل الانظمة الدخيلة باسم الاسلام الجديد والدعوة إلى مثل هذا التجديد في افكار الاسلام واصوله دعوة خطيرة جداً لانها دعوة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب اذ انها دعوة لهدم الاسلام والتفلت من احكامه ونظمه والثورة على تراثه الفقهي لكن بدون مواجهة التيار الاسلامي ومعاداته وانما بالمشي معه لكن بنبوت اسلامي جديد وبين الدكتور الطحان في كتابه ايضاً ان من انبرا للترابي واباطيله ونافسه في افكاره الشيخ العلامة مناع القطان رحمه الله والاستاذ كمال الدين الشاويري رحمهم الله تعالى وهما من قيادات الاخوان المسلمين المعروفين والمشهورين وكذلك الف في الرد عليه وعلى مدرسته الاستاذ يوسف كمال وهو من الكتاب المصريين الف كتاب بعنوان «العصريون معتزلة اليوم وذلك في عام 1406 قبل 21 سنة 1986 وبين في هذا الكتاب هدف هذا التوجه حقيقته هذا الكتاب قدم له الاستاذ عمر التلمساني رحمه الله المرشد العام للاخوان المسلمين حينها وذكر في مقدمته يقول الاستاذ يوسف كمال ان الاستعمار الصليبي والصهيوني فشل حين فرض العلمانية بجنوده فقد احس المسلمون به فتحصنوا منه وحين فرض العلمانية بعملائه الذين رباهم في مدارسه وربطهم بفلكه واغراهم بالجاه والمال رفض المسلمون ذلك فما استطاعوا ان يصلوا إلى قلوبهم والمحاولة اليوم خطرة حقاً فإن العلمانية تفرض بحق يدعي لنفسه العمل للاسلام وينسب إلى نفسه الريادة ويصف حركته بالبعث ويهيئ لها المناخ ليكون اماماً ولتكون دعوته نهضة وهي في حقيقتها علمانية أو عصرية أو تغريب أو ما شئت من الاسماء وقال ايضاً الحملة إذن ذات ثلاثة اهداف حملة على السنة باستبعادها من المعاملات ليسهل تسلل نظم الغرب الوضعية إلى عقائدهم اي انها حملة على حقيقة دعوة سنية التي رفعها الامام البنا رحمه الله تعالى. . ثانياً حملة على الفقه والفقهاء ليفقد الاسلام ضوابط الاحكام الشرعية ليحول المسلمون من الطريق المستقيم إلى ضلالات شتى وهذه حملة على حقيقة دعوة سلفية.
ثالثاً قال كل ذلك تمهيداً لتغريب المجتمع حتى ينقضي الاسلام عروة عروة اولها الحكم واخرها الصلاة اما تقديم الاستاذ عمر التلمساني رحمه الله فقد قال وانا أحمد لله تعالى ان قيض من المسلمين من يردهم إلى الحق ويباعد بينهم وبين اخطاء لها اسوأ الاثر في المحافظة على صلة المسلمين بدينهم، كذلك من الردود القديمة التي ردت على الترابي مجلة المجتمع الكويتية في الثمانينات من القرن الماضي فقد فتحت ملفات كثيرة لافكار الترابي وارائه اي قبل 21 سنة تقريباً ومجلة المجتمع معروف توجهها الفكري والحركي انا ارد بهذا الكلام لان البعض يحاول ان يروج لافكار الترابي انها هي افكار الاخوان المسلمين وهذه مغالطة صريحة وهناك من الردود القديمة الاستاذ الدكتور الشيخ جعفر ادريس شيخ وهو من علماء السودان فقد رد عليه ردوداً كثيرة من الردود القديمة ايضاً رد الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى رد عليه والف كتابا في بعض ارائه الشيخ احمد بن مالك وهو من قيادات الاخوان المسلمين في السودان رد عليه بكتاب سماه الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول كذلك ممن ردوا عليه الاستاذ عبدالفتاح محجوب في كتابه نقد دعوة الترابي التجديدية وكذلك من الكتب التي رد فيها على الترابي كتاب الطبيب المفقود لعلي زين العابدين وكتاب العقلانيون اطراف المعتزلة اليوم لعلي حسن عبدالحميد طبعاً هذه كلها ردود قديمة، بعد نشر الترابي كلام في قناة «الجزيرة» وغيرها من الاقوال التي تسمعونها من العلماء مثل جواز نكاح المسلمة من المشرك وقضية الشهادة توالت عليه الردود من كل حدب وصوب وممن رد عليه مجمع الفقه الاسلامي في الخرطوم وهذا الرد منشور في الانترنت وكذلك نشرته كاملا مجل المجتمع الكويتية في شهر ربيع الاخر 1427ه في هذا العام وصدرت تلك الرد بعنوان «مجمع الفقه الاسلامي بالخرطوم يفند شبهات الدكتور حسن الترابي حول المسيح وشهادة المرأة وامامتها للصلاة وزواجها من كتابي ومن ما جاء في بيان المجمع اننا في مجمع الفقه الاسلامي قياماً منا بامانة التكذيب ورغبة في بيان الحق وتحذيراً للمسلمين من دعاة الفقه واهل الاهواء ولئلا يفتن الناس بمثل هذه المقولات نورد جملة من الحقائق ثم بينوا اراء الترابي وناقشوها وفندوها وطالبوه بالتوبة وطالبوا بالتعامل معه بما يوقف شره وغروره حيث جاء في البيان وبعد فإن مجمع الفقه الاسلامي بعد ان نظر في هذه القضايا باضواء واحكام الشريعة الاسلامية ومقاصدها المستمدة من ثوابت الاسلام الكتاب والسنة والاجماع يرى ان الرجل اي الترابي قد خالف الكتاب والسنة وما استقر عليه اهل الاسلام قديماً وحديثا والواجب عليه التوبة إلى الله تعالى من القول عليه بغير علم وتضليل جماهير المسلمين والواجب ان يتعامل مع هذا الرجل بما يقضي بالحق ويوقف الشر والضرر وكذلك ردت عليه الرابطة الشرعية لعلماء ودعاة السودان ردوا عليه ببيان بعنوان «الموقف الشرعي من اباطيل الترابي وهو موجود على الانترنت كذلك ومما جاء في ردهم فقد صار حري بنا للدفاع عن حياض دين الله العظيم وعامة المسلمين وخاصتهم من اهل العلم والدعوة إلى الاسلام لما بلغهم عن الترابي من قوله في مقابلة مع صحيفة الرأي العام السودانية حيث صرح قائلاً الخمر لا تصبح امر قانون إلا اذا تحولت لعدوان وما نشرته عنه صحيفة الوان من انكاره لنزول المسيح بن مريم عليه السلام ووصفه شروط الامامة التي اجمعت عليها الامة بانها شروط منحطة وسخيفة إلى غير ذلك من الاباطيل وقد قال الرد ايضاً ان اراء الترابي مخالفة لاجماع الامة ولنقليات الدين وقطيعاته وتكذيبا بما هو من الدين بالضرورة وختمت الرابطة ردها ببيان حقيقة الخلاف مع الترابي وما هو واجب الامة نحو ذلك حيث قالوا ولقد كان الخلاف مع الترابي طوال العقود السابقة مع العلماء حول اصول الدين والاعتقاد وليس حول امور قابلة للاجتهاد وفق ضوابط الاجتهاد الشرعي اننا ننبه عامة المسلمين واهل الفكر منهم خاصة داخل السودان وخارجه إلى ان الترابي في حقيقته داعية إلى غير دين الاسلام وحق على من ولي امر المسلمين في هذه البلاد اي في السودان قطع تطاول الترابي على المحكمات البينات ومقاضاته في محكمة شرعية عاجلة ولابد من ان يتصدى العلماء لهذا المتجرئ على حرمات الدين كما تصدوا لمن قبله واننا لندعو المعجبين به عن جهالة إلى قراءة متأنية لافكاره والوقوف بعناية على تصريحاته ولقد رد عليه اهل العلم والايمان وابطلوا ضلالاته بغاية البيان وقاطع البرهان ولقد رد على الترابي ايضاً هيئة علماء السودان وقد جددوا مطالبتهم بعقوبته ووصفوا فعله بالزندقة وذلك عند قوله مؤخراً بانه لا مانع ان يتولى رئاسة الجمهورية في السودان مسيحي أو امرأة ووصفوه في الهيئة ايضاً انه مارق وطالبوا باستتابته لردته عن الاسلام انظر «العربية نت» ولقد رد ايضاً على الترابي مركز الفتوى بالشبكة الاسلامية في المغرب العربي بعنوان مناقشة حسن الترابي في ارائه الكاذبة وهو موجود في الانترنت ومما جاء فيها ولاشك ان الواجب على العلماء نشر العلم الشرعي الصحيح المستمد من نور الوحي وبفهم سلف الامة الصالح اذ تصورهم في ذلك ليسوا امثال هؤلاء المفكرين زعموا مرتعا خصبا لنشر اباطيلهم وتراهاتهم وما احسن ما ذكره الالوسي بقوله حيث قال ولله تعالى در القائل من الدين كشف الستر عن كل كاذب وعن كل بدعي اتى بالعجائب
فلولا رجال مؤمنون لهدمت صوامع دين الله من كل جانب
وبينوا في فتواهم للاجماع الصريح حيث قالوا المنقول بذلك انه قال الخمر لا يصبح قانون إلا اذا تحولت لعدوان وهو بهذا مخالف لاجماع الامة على ان الخمر محرم قال بن قتيبة رحمه الله الخمر محرم بالكتاب والسنة والاجماع فذكر ادلة التحريم ثم قال فانعقد الاجماع فمن استحبه الآن فقد كذب النبي صلى الله عليه وسلم لأنه علم ضرورة من جهة النقل تحريمه فيكفر ويستتاب فان تاب وإلا قتل وكذلك رد عليه مركز الفتوى في الشبكة الاسلامية في قطر وكذلك رد عليه الدكتور القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة في قناة «الجزيرة» حتى قال لم يدع لنا الترابي ما نعتذر له به ورد عليه في مقال بعنوان في موقع الدكتور القرضاوي حول التجديد وهو كلام طويل وكذلك ممن رد عليه الدكتور الشيخ سلمان العودة في موقع الاسلام اليوم وكان رده بعنوان الترابي خالف الاجماع وتبريراته غير مقبولة وبين الشيخ سلمان ان ما قاله الترابي مخالف لاجماع المسلمين حيث قال الترابي خالف اجماعاً عالمياً مستمراً عند المسلمين من عهد النبوة إلى هذا اليوم واضاف الشيخ العودة قائلاً من المؤلم ان يتجرأ الترابي وهو غير مفتي على مثل هذه الفتاوى التي تحدث ارباكاً في المجتمع الاسلامي ورد عليه ايضاً مرشد الحركة الاسلامية المغربية الشيخ عبدالكريم الحمداي وقال رده بعنوان زواج المسلمة من الكتابي حرام ومستحلة مرتد وان اشتراط الاسلام كي يكون اهلا للزواج من المسلمة ثابت ثبوتا قطعيا بنص الكتاب ولان جادل بعضهم بمحاولة تأويل قوله تعالى «ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا فلا حجة لهم» فيما ذهبوا اليه لان هذه الاية تؤكد تحريم زواج المسلمة من الكافر وما محاججة اية من سورة الممتحنة باية من سورة البقرة إلا من تلبيس الاهواء والغواية والقول بأن اهل الكتاب ليسوا مشركين دعوى ساقطة لتعارضها مع النقل الصحيح والعقل السليم وختم رده بقوله وان انكار حكم التحريم هذا يوجب ردة القائل به لانه معلوم من الدين بالضرورة وغير خفي على عامة المسلمين وتواقتهم وعلمائهم والرد كاملاً منشور في الانترنت وممن رد عليه والف في ذلك كتاباً الدكتور عبدالله الزبير وهو معروف في الجامعة لدى الدفع السابق فهو كان مدرساً هنا في الجامعة الدكتور عبدالله وهو من علماء السودان رد عليه ايضاً في انكاره لنزول المسيح عليه السلام ونقل اقوال الائمة في اجماع اهل السنة على نزول المسيح عليه السلام وانه لم يخالف في ذلك إلا المعتزلة والجهمية ولا عبرة في خلافهم لورود النصوص الجلية التي تدل على ذلك وممن رد عليه ايضاً مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حيث اكد ان بعض فتاوى الترابي مخالف لما جاء في القرآن مخالفة صريحة كما انها تخالف اجماع المسلمين حيث وصف من افتى بجواز زواج المسلمة من مسيحي أو يهودي بانه ناقض اجماع المسلمين ومادل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعامة المسلمين جميعا، ثم وصف من قال بتساوي شهادة الرجل والمرأة بانه مخالف للقرآن هذه بعض وإلا فهناك ايضاً رد لعلماء الازهر ولغيرهم كان القصد هو البيان لبعض الردود تلاحظون في هذه الردود انها من مختلف البلدان وانها مختلف الجماعات الاسلامية والتيارات الاسلامية وإلى الآن أيها الاحباب الكرام لو تتبعنا اقوال العلماء فيما قاله الترابي لوجدنها جلية واضحة وإلى الآن لا يوجد عالم واحد يدافع عن الترابي إلا بعض الكتاب وبعض الصحفيين الذين لا علم عندهم ولا فقه ولا يرجعون إلى العلماء ولا يعترفون بمرجعية العلماء اصلا هؤلاء هم الذين يتبنون مبدأ الترابي ومدرسته وافكاره حتى يطوعوا الاسلام للواقع الواجب علينا ان نحكم في واقعنا بمقتضى كتاب الله وسنه النبي صلى الله عليه وسلم، لا ان نجاري الموجة التي تأتي يميناً وشمالاً هذا ما اردت ذكره مع الاختصار وجزاكم الله خيرا.
وقد تحدث الشيخ عبدالله الحاشدي-استاذ الحديث وعلومه حول افكار الترابي ومطالبته التجديد في اصول الحديث حيث قال:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين والتابعين لهم باحسان إلى يوم الدين ايها الاخوة الكرام انه لمن العجب ان يجتمع وتجتمع هذه الكوكبة من العلماء في هذا المجلس لمناقشة مثل هذه القضايا القطعية الاجماعية والتي بعضها معلوم في الدين بالضرورة وتناقش ويرد فيها على شخص أو اناس ينتسبون إلى الاسلام وإلى الاتجاه الاسلامي وإلى المفكرين الاسلاميين ولكنه مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يأتي زمان وإلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم» ومصداق قوله صلى الله عليه وسلم «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبضه بموت العلماء حتى اذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلو» ومصداق قوله صلى الله عليه وسلم «بين يدي الساعة سنوات خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويخون فيها الامين ويؤتمن فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة» قالوا وما الرويبضة يا رسول الله قال السفيه يتكلم في امر العامة. . أيها الاخوة الكرام: اؤكد ما ذكره الشيخ الديلمي من انه ليس المقصود بالدرجة الاولى هو الشخص الدكتور حسن الترابي بل المقصود هي الاقوال وهذه الضلالات التي تنسب إليه والتي يقول بها غيره فهي مدرسة وتوجه وتيار هذا الشخص رمز كبير من رموزها، وايضاً من رموزها مجلة «المسلم المعاصر» وبعض القائمين على معهد الفكر الاسلامي في واشنطن «باميركا» والبعض يسمي هذا الاتجاه «بالعقلانيين» أو «العطرنيين» أو بعضهم يسميهم بالليبراليين الجدد ليبراليون اسلاميون والاليق بهذه المدرسة وهذا الاتجاه ان يسمى «بأهل الاهواء» فالسلف كانوا يسمون من يخالف الكتاب والسنة بأهل الاهواء يتبعون اهواءهم وهذا أليق اسم ينبغي ان يسمى به هؤلاء.
الحقيقة ان هذه المدرسة والتي من رموزها الدكتور حسن الترابي فيما يثيره من قضايا وفيما انا بصدد التحدث عنه وهو قضايا في علوم الحديث ومصطلحه وحول السنة النبوية وهم لم يأتوا في هذا بجديد، بنبغي ان نعلم مآخذهم ومنطلقاتهم وهناك البعض يقول: لماذا تنكرون على الترابي فهو لم يأت ببدع من القول وانما له في ذلك سلف ونحن نقول: نعم له في ذلك سلف ولكن من سلفه؟ فالشبهات التي اثيرت حول السنة منذ زمن ووقت القديم وحمل راية ذلك وتولى كبره في العصر الحديث المستشرقون من يسمون بالمستشرقين الغربيون من اليهود والنصارى الذين توجهوا لدراسة العلوم الاسلامية لاغراض متعددة وفي الاغلب تكون مقاصدهم واغراضهم سيئة وهي اثارة الشبهات والشكوك على احكام الشريعة الاسلامية والاستشراق: طليعة الاستعمار درسوا المعارف الاسلامية والعلوم الاسلامية وبدأوا يثيرون الشبهات والشكوك وفيما يتعلق بالسنة النبوية هناك مستشرق يدعى «جورج سيهر» واصله يهودي مجري أو الماني ومستشرق اخر اسمه «كينسج» ومستشرق ثالث اسمه «شاخث» هؤلاء اثاروا شبهات كثيرة حول السنة النبوية، فيما يتعلق بتدوينها وتاريخ تدوينها وفيما يتعلق بكتبها كالصحفيين وفيما يتعلق برواتها وفيما يتعلق بمنهج النقد عند المتحدثين عند اهل الحديث فهذا هو مصدرهم، المستشرقون ايضاً استقوا كثير من معلوماتهم هذه من بعض الفرق الاسلامية القديمة وفي مقدمة تلك الفرق المعتزلة، إذن الترابي وامثاله من اهل هذه المدرسة فيما يثيرونه حول السنة النبوية من الشبهات هم المستشرقون وشذاذ من الفرق المبتدعة الضالة من اهل القبلة فهو لم يأت بجديد وانما ردد كلام قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل.
والمشكلة يا اخوة كثير من المثقفين وشباب الصحوة الاسلامية انهم يأخذون ثقافاتهم الاسلامية من الصحف والمجلات والفضائيات ومن النشرات التي تنشر ولا يرجعون إلى مراجع الاسلام.
الترابي اثار عدة قضايا منها قوله بعدم عدالة جميع الصحابة يقول: ان الصحابة ليسوا كلهم عدول وحقيقة هذا القول مأخوذة من شبهات اثارها المستشرقون وتلقفها عندهم بعض تلامذتهم الذين درسوا في الغرب ورجعوا مثل الترابي الذي اخذ الماجستير من بريطانيا واخذ الدكتوراه من فرنسا من جامعة سلينون، وبعد ان تلقفها تلامذتهم جاؤوا ليبثوها في الجامعات الاسلامية وفي اوساط المجتمع الاسلامي كما تلقفها ايضاً من قبل هؤلاء اشخاص آخرون مثل شخص يدعى -محمد ابو رية- وكان من طلبة الأزهر وكان طالباً فاشلاً في دراسته وحصلت بينه وبين مشايخ الأزهر خصومة، فنقم على ذلك وألف كتاباً سمَّاه « أضواء على السنة المحمدية» جمع فيه شبهات المستشرقين والشبه القديمة التي اثارها بعض الفرق الضالة حول السنة النبوية، حجيتها، تاريخ تدوينها، كتبها ومراجعها، ومصادرها الاصلية. . . الخ، وبفضل الله عزوجل لم يسكت العلماء عن ذلك، بل تصدوا لهذا، لأن كتاب ابو رية اجمع كتاب للشبهات التي اثيرت حول السنة النبوية وقد تصدى من العلماء غير واحد للرد عليه من اشهرهم الشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي اليماني-رحمه الله- ألف كتاباً سمَّاه «الأنوار الكشافة لما في كتاب أبي رية من الزلل والتضليل والمجازفة» وهو كتاب مطبوع وعظيم جداً.
وألفَّ الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة -كتاباً رداً على هذا الكتاب «ظلمات ابي دية» لأن مسمى الكتاب أضواء على السنة، وممن ألف كتاب في الرد عليه الشيخ الدكتور محمد بن محمد ابو شابة-رحمه الله- واعتقد ان ذلك رسالته في الماجستير بعنوان «دفاع عن السنة النبوية» فالشاهد هنا وما أريد قوله: ان مأخذ هؤلاء هو افكار المستشرقين واقوال بعض الفرق الضالة المبتدعة من المنتسبين إلى الاسلام، اما فيما يتعلق بعدالة الصحابة فقد اجمع العلماء على القول بعدالة الصحابة وقد حكى هذا الاجماع غير واحد ولكني أنقل كلاماً مختصراً في هذا للحافظ ابن حجر-رحمه الله- في كتابه «الاصابة في تمييز الصحابة» يقول : اتفق اهل السنة «طبعاً اهل السنة اما غير اهل السنة مثل الرافضة» فانهم يقولون بردة الصحابة في مجملهم لا يلتفت إلى قولهم اطلاقاً» وابن حزم- رحمه الله- ذات مرة ناقش يهودياً في مسألة سلامة القرآن من التبديل والتحريف وقال له: ان الله قدتكفل بحفظ القرآن بخلاف التوراة والانجيل فقد دخلهما التحريف فقال اليهودي لإبن حزم: في منكم انتم من المسلمين من يقول بأن القرآن دخله التحريف والتبديل فقال له ابن حزم: هل تقصد الرافضة فرد اليهودي نعم فأجابه بن حزم: ليسوا من فرق الاسلام اصلاً الرافضة ليسوا من فرق الاسلام هذا كان جواب محمد بن حزم فيقول الحافظ ابن حجر اتفق اهل السنة ان جميع الصحابة عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذاذ من المبتدعة «والمعتزلة قالوا: الصحابة كلهم عدول إلا من قاتل علياً، وهو كلام باطل لكن قولهم هذا احسن حالاً من قول الرافضة، الإمام الحافظ ابو بكر الخطيب البغدادي -رحمه الله-الذي قال فيه ابن نخبة كل من انصف علم ان المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه في كتابه الكفاية عقد فصلاً عظيماً جداً في ذكر الادلة على عدالة الصحابة وانهم عدول بتعديل الله عز وجل لهم وساق الآيات القرآنية والاحاديث النبوية الدالة على ذلك وهنا بين يدي الآيات والاحاديث لكن قد لا يتسع الوقت لذلك سأذكر كلاماً مختصراً ونحيله على المرجع، من جملة ما قال الخطيب البغدادي -رحمه الله- عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم واخباره عن طهارتهم واختياره لهم فمن ذلك قوله تعالى «كنتم خير امة اخرجت للناس» والصحابة يدخلون في هذا الخطاب دخولاً اولياً وقوله تبارك وتعالى «وكذلك جعلناكم امة وسطاً» والوسط كما قال البخاري في صحيحه - الوسط: العدل- وقوله تبارك وتعالى «لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم» وقوله «والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه» -إلى ان قال:- الحافظ ابو بكر الخطيب: في آيات كثيرة يطول ذكرها واحاديث شهيرة يكثر تعدادها وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم ولا يحتاج احد منهم مع تعديل الله إلى تعديل احد من الخلق على ان لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكر لاوجبت الحال الذي كانوا عليه، «من الهجرة والجهاد ونصرة الاسلام وبذل المهج والاموال وقتل الاباء والابناء والمناصحة في الدين وقوة الايمان واليقين لسد ذلك على تعديلهم والاعتقاد بنزاهتهم وانهم افضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم» هذا منهج كافة العلماء ومن يعتمد قوله ثم روى في سنده عن الامام ابو زرعة انه قال: اذا رأيت الرجل ينتقص احداً من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك ان القرآن حق وان الرسول حق وهم «اي الصحابة» نقلة القرآن والسنة إلينا فمن تكلم فيهم فانما يطعن في ديننا فهو زنديق «هذا معنى كلام ابي زرعة رحمه الله تعالى وايضاً الترابي يدعو إلى تحديد اصول الحديث، هذا العلم: اصول الحديث ومصطلح المحدثين ومنهج المحدثين في نقد المرويات الذي تفاخر به هذه الامة خصوصاً الاسناد والنقل وسند المرويات وتمحيص الاخبار من خصائص هذه الامة المحمدية» تفاخر به الامم الاخرى- حتى المنصفين من المستشرقين: مثل المستشرق مرجل يوث يقول: ليفاخر المسلمون بعلم حديث هم ما شاؤوا وهذا مستشرق انصف في قوله هذا.
وفي منهج النقد للروايات يشترط المحدثون شروطاً لصحة الرواية: العدالة والضبط والاتصال وعدم الشذوذ وعدم العلة وينقدون الروايات ايضاً نقداً عقلياً لا كما يقول البعض ان منهج المحدثين يعتنون بنقد الاسانيد ولا يعتنون بنقد المتون- رغم ان نقد المتون موجود من زمن الصحابة ومعارضة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لبعض الاحاديث، لبعض الآيات هذا نوع من النقد والمعارضة، وايضاً اشتراط العلماء في الحديث تدل وتكون قرينة على وضع الحديث ألا يكون مخالفاً للعقل الصريح ولا يكون مخالفاً للحس، ولا يكون به مجاز للفاحشة، ونحو ذلك كله يدل على ان المحدثين في منهج نقدهم كانوا يعتنون بنقد الاسانيد، يعتنون ايضاً بنقد المتون، ويبدو في الحقيقة ان الترابي لا يعرف منهج المحدثين في النقد، وإلا لما قال هذا الكلام ويدعو إلى التجديد.
والتجديد في المصطلح الشرعي الذي جاء في الحديث «إن الله يبعث لهذه الامة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها امر دينها» المقصود بالتجديد احياء ما اندثر من معالم الدين، وليس المقصود الاتيان بالجديد، اذ الاتيان بشيء جديد بدعه ومحدث في دين الله سبحانه وتعالى واحياناً التجديد يكون تحريفاً كالتجديد في فهم نصوص، فهذا تحريف للنصوص وليس تجديداً فالمقصود انه بدعوته إلى تجديد علم اصول الحديث اما جاهل باصول الحديث ومنهج النقد عند المحدثين أو انه متأثر بأفكار المستشرقين كما ذكرت، ويقول الترابي ايضاً- لابد من اخضاع السنة النبوية لمعايير النقد التاريخي عند الغرب- انظروا فالرجل مبهور بالغرب ومنطلقاته يبدو انه اثرت فيه جامعة السيلفون وغيرها من الجامعات التي درس فيها فهو يأتي يحمل فكراً غربياً ويريد ان ينشر الثقافة الغربية والفكر الغربي في اوساط المسلمين.
ومعايير النقد التاريخي عند الغرب- عندهم شيء يسمى «الموضوعية في البحث» وهو ان يبحث الموضوع بحثاً عقلياً مجرداً عن التصورات الدينية والتأثيرات الدينية وهذا لا يمكن في علوم الاسلام لأن عندنا- نشترط في الرواة العدالة ومن اساسيات قبول رواية الراوي ان يكون عدلاً ومعنى ان يكون عدلاً: ان يكون مجتنباً للكبائر غير مصر على الصغائر، ان يكون عنده وازع ديني يمنعه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم» وهم لا يقولون بهذه المعاني فلذلك ينقلون أو يخوضون فيما جرى بين الصحابة لا يستصحبون افضلية ذلك الجيل ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بل مدح الله عز وجل لذلك الجيل بانهم خير القرون «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم» وغيره.
وما دعا اليه الترابي منهج منحرف فاذا كان منهج النقد في التاريخ الاسلامي يستفيد المؤرخون من منهج النقد عند المحدثين، لأن منهج النقد عن المحدثين ليس نظير اطلاق في نقد المرويات في اي فن من الفنون ولذلك المؤرخون وحتى الادباء يستفيدون من علومهم من منهج النقد عند المحدثين، اذن هذه هي المنطلقات لمدرسة الترابي ومصادرها والتي تستقي منها أو تلك هي الكتب التي اشرت اليها، فيما يتعلق بالسنة النبوية التي ترد على هذه الشبهات والاباطيل التي اثيرت حول السنة النبوية سواء حول اصول الحديث أو الكتب ومراجع الاسلام كالصحيحين أو منهج النقد عند المحدثين وغير ذلك.
وقبل ان انهي انا حقيقة كنت قبل فترة ادافع عن الترابي واقول لعلها كبوة أو هفوة من هذا الرجل فلته وتغتفر وأن خصومة السياسيون يستغلون مثل هذا التشويه وكان بعض الطلاب يقولون كلاماً شديداً في الترابي فكنت احاول ان اصرفهم عن ذلك واحاول التأول لكن قد اتسع الخرق على الراقع كما قال الشاعر وكما قال الدكتور يوسف القرضاوي لم يبق لنا الدكتور حسن الترابي شيئاً نعتذر له به. عليه ايضاً مرشد الحركة الاسلامية المغربية الشيخ عبدالكريم الحمداي وقال رده بعنوان زواج المسلمة من الكتابي حرام ومستحلة مرتد وان اشتراط الاسلام كي يكون اهلا للزواج من المسلمة ثابت ثبوتا قطعيا بنص الكتاب ولان جادل بعضهم بمحاولة تأويل قوله تعالى «ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا فلا حجة لهم» فيما ذهبوا اليه لان هذه الاية تؤكد تحريم زواج المسلمة من الكافر وما محاججة اية من سورة الممتحنة باية من سورة البقرة إلا من تلبيس الاهواء والغواية والقول بأن اهل الكتاب ليسوا مشركين دعوى ساقطة لتعارضها مع النقل الصحيح والعقل السليم وختم رده بقوله وان انكار حكم التحريم هذا يوجب ردة القائل به لانه معلوم من الدين بالضرورة وغير خفي على عامة المسلمين وتواقتهم وعلمائهم والرد كاملاً منشور في الانترنت وممن رد عليه والف في ذلك كتاباً الدكتور عبدالله الزبير وهو معروف في الجامعة لدى الدفع السابق فهو كان مدرساً هنا في الجامعة الدكتور عبدالله وهو من علماء السودان رد عليه ايضاً في انكاره لنزول المسيح عليه السلام ونقل اقوال الائمة في اجماع اهل السنة على نزول المسيح عليه السلام وانه لم يخالف في ذلك إلا المعتزلة والجهمية ولا عبرة في خلافهم لورود النصوص الجلية التي تدل على ذلك وممن رد عليه ايضاً مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حيث اكد ان بعض فتاوى الترابي مخالف لما جاء في القرآن مخالفة صريحة كما انها تخالف اجماع المسلمين حيث وصف من افتى بجواز زواج المسلمة من مسيحي أو يهودي بانه ناقض اجماع المسلمين ومادل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعامة المسلمين جميعا، ثم وصف من قال بتساوي شهادة الرجل والمرأة بانه مخالف للقرآن هذه بعض وإلا فهناك ايضاً رد لعلماء الازهر ولغيرهم كان القصد هو البيان لبعض الردود تلاحظون في هذه الردود انها من مختلف البلدان وانها مختلف الجماعات الاسلامية والتيارات الاسلامية وإلى الآن أيها الاحباب الكرام لو تتبعنا اقوال العلماء فيما قاله الترابي لوجدنها جلية واضحة وإلى الآن لا يوجد عالم واحد يدافع عن الترابي إلا بعض الكتاب وبعض الصحفيين الذين لا علم عندهم ولا فقه ولا يرجعون إلى العلماء ولا يعترفون بمرجعية العلماء اصلا هؤلاء هم الذين يتبنون مبدأ الترابي ومدرسته وافكاره حتى يطوعوا الاسلام للواقع الواجب علينا ان نحكم في واقعنا بمقتضى كتاب الله وسنه النبي صلى الله عليه وسلم، لا ان نجاري الموجة التي تأتي يميناً وشمالاً هذا ما اردت ذكره مع الاختصار وجزاكم الله خيرا.
وقد تحدث الشيخ عبدالله الحاشدي-استاذ الحديث وعلومه حول افكار الترابي ومطالبته التجديد في اصول الحديث حيث قال:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين والتابعين لهم باحسان إلى يوم الدين ايها الاخوة الكرام انه لمن العجب ان يجتمع وتجتمع هذه الكوكبة من العلماء في هذا المجلس لمناقشة مثل هذه القضايا القطعية الاجماعية والتي بعضها معلوم في الدين بالضرورة وتناقش ويرد فيها على شخص أو اناس ينتسبون إلى الاسلام وإلى الاتجاه الاسلامي وإلى المفكرين الاسلاميين ولكنه مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يأتي زمان وإلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم» ومصداق قوله صلى الله عليه وسلم «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبضه بموت العلماء حتى اذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلو» ومصداق قوله صلى الله عليه وسلم «بين يدي الساعة سنوات خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويخون فيها الامين ويؤتمن فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة» قالوا وما الرويبضة يا رسول الله قال السفيه يتكلم في امر العامة. . أيها الاخوة الكرام: اؤكد ما ذكره الشيخ الديلمي من انه ليس المقصود بالدرجة الاولى هو الشخص الدكتور حسن الترابي بل المقصود هي الاقوال وهذه الضلالات التي تنسب إليه والتي يقول بها غيره فهي مدرسة وتوجه وتيار هذا الشخص رمز كبير من رموزها، وايضاً من رموزها مجلة «المسلم المعاصر» وبعض القائمين على معهد الفكر الاسلامي في واشنطن «باميركا» والبعض يسمي هذا الاتجاه «بالعقلانيين» أو «العطرنيين» أو بعضهم يسميهم بالليبراليين الجدد ليبراليون اسلاميون والاليق بهذه المدرسة وهذا الاتجاه ان يسمى «بأهل الاهواء» فالسلف كانوا يسمون من يخالف الكتاب والسنة بأهل الاهواء يتبعون اهواءهم وهذا أليق اسم ينبغي ان يسمى به هؤلاء.
الحقيقة ان هذه المدرسة والتي من رموزها الدكتور حسن الترابي فيما يثيره من قضايا وفيما انا بصدد التحدث عنه وهو قضايا في علوم الحديث ومصطلحه وحول السنة النبوية وهم لم يأتوا في هذا بجديد، بنبغي ان نعلم مآخذهم ومنطلقاتهم وهناك البعض يقول: لماذا تنكرون على الترابي فهو لم يأت ببدع من القول وانما له في ذلك سلف ونحن نقول: نعم له في ذلك سلف ولكن من سلفه؟ فالشبهات التي اثيرت حول السنة منذ زمن ووقت القديم وحمل راية ذلك وتولى كبره في العصر الحديث المستشرقون من يسمون بالمستشرقين الغربيون من اليهود والنصارى الذين توجهوا لدراسة العلوم الاسلامية لاغراض متعددة وفي الاغلب تكون مقاصدهم واغراضهم سيئة وهي اثارة الشبهات والشكوك على احكام الشريعة الاسلامية والاستشراق: طليعة الاستعمار درسوا المعارف الاسلامية والعلوم الاسلامية وبدأوا يثيرون الشبهات والشكوك وفيما يتعلق بالسنة النبوية هناك مستشرق يدعى «جورج سيهر» واصله يهودي مجري أو الماني ومستشرق اخر اسمه «كينسج» ومستشرق ثالث اسمه «شاخث» هؤلاء اثاروا شبهات كثيرة حول السنة النبوية، فيما يتعلق بتدوينها وتاريخ تدوينها وفيما يتعلق بكتبها كالصحفيين وفيما يتعلق برواتها وفيما يتعلق بمنهج النقد عند المتحدثين عند اهل الحديث فهذا هو مصدرهم، المستشرقون ايضاً استقوا كثير من معلوماتهم هذه من بعض الفرق الاسلامية القديمة وفي مقدمة تلك الفرق المعتزلة، إذن الترابي وامثاله من اهل هذه المدرسة فيما يثيرونه حول السنة النبوية من الشبهات هم المستشرقون وشذاذ من الفرق المبتدعة الضالة من اهل القبلة فهو لم يأت بجديد وانما ردد كلام قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل.
والمشكلة يا اخوة كثير من المثقفين وشباب الصحوة الاسلامية انهم يأخذون ثقافاتهم الاسلامية من الصحف والمجلات والفضائيات ومن النشرات التي تنشر ولا يرجعون إلى مراجع الاسلام.
الترابي اثار عدة قضايا منها قوله بعدم عدالة جميع الصحابة يقول: ان الصحابة ليسوا كلهم عدول وحقيقة هذا القول مأخوذة من شبهات اثارها المستشرقون وتلقفها عندهم بعض تلامذتهم الذين درسوا في الغرب ورجعوا مثل الترابي الذي اخذ الماجستير من بريطانيا واخذ الدكتوراه من فرنسا من جامعة سلينون، وبعد ان تلقفها تلامذتهم جاؤوا ليبثوها في الجامعات الاسلامية وفي اوساط المجتمع الاسلامي كما تلقفها ايضاً من قبل هؤلاء اشخاص آخرون مثل شخص يدعى -محمد ابو رية- وكان من طلبة الأزهر وكان طالباً فاشلاً في دراسته وحصلت بينه وبين مشايخ الأزهر خصومة، فنقم على ذلك وألف كتاباً سمَّاه « أضواء على السنة المحمدية» جمع فيه شبهات المستشرقين والشبه القديمة التي اثارها بعض الفرق الضالة حول السنة النبوية، حجيتها، تاريخ تدوينها، كتبها ومراجعها، ومصادرها الاصلية. . . الخ، وبفضل الله عزوجل لم يسكت العلماء عن ذلك، بل تصدوا لهذا، لأن كتاب ابو رية اجمع كتاب للشبهات التي اثيرت حول السنة النبوية وقد تصدى من العلماء غير واحد للرد عليه من اشهرهم الشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي اليماني-رحمه الله- ألف كتاباً سمَّاه «الأنوار الكشافة لما في كتاب أبي رية من الزلل والتضليل والمجازفة» وهو كتاب مطبوع وعظيم جداً.
وألفَّ الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة -كتاباً رداً على هذا الكتاب «ظلمات ابي دية» لأن مسمى الكتاب أضواء على السنة، وممن ألف كتاب في الرد عليه الشيخ الدكتور محمد بن محمد ابو شابة-رحمه الله- واعتقد ان ذلك رسالته في الماجستير بعنوان «دفاع عن السنة النبوية» فالشاهد هنا وما أريد قوله: ان مأخذ هؤلاء هو افكار المستشرقين واقوال بعض الفرق الضالة المبتدعة من المنتسبين إلى الاسلام، اما فيما يتعلق بعدالة الصحابة فقد اجمع العلماء على القول بعدالة الصحابة وقد حكى هذا الاجماع غير واحد ولكني أنقل كلاماً مختصراً في هذا للحافظ ابن حجر-رحمه الله- في كتابه «الاصابة في تمييز الصحابة» يقول : اتفق اهل السنة «طبعاً اهل السنة اما غير اهل السنة مثل الرافضة» فانهم يقولون بردة الصحابة في مجملهم لا يلتفت إلى قولهم اطلاقاً» وابن حزم- رحمه الله- ذات مرة ناقش يهودياً في مسألة سلامة القرآن من التبديل والتحريف وقال له: ان الله قدتكفل بحفظ القرآن بخلاف التوراة والانجيل فقد دخلهما التحريف فقال اليهودي لإبن حزم: في منكم انتم من المسلمين من يقول بأن القرآن دخله التحريف والتبديل فقال له ابن حزم: هل تقصد الرافضة فرد اليهودي نعم فأجابه بن حزم: ليسوا من فرق الاسلام اصلاً الرافضة ليسوا من فرق الاسلام هذا كان جواب محمد بن حزم فيقول الحافظ ابن حجر اتفق اهل السنة ان جميع الصحابة عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذاذ من المبتدعة «والمعتزلة قالوا: الصحابة كلهم عدول إلا من قاتل علياً، وهو كلام باطل لكن قولهم هذا احسن حالاً من قول الرافضة، الإمام الحافظ ابو بكر الخطيب البغدادي -رحمه الله-الذي قال فيه ابن نخبة كل من انصف علم ان المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه في كتابه الكفاية عقد فصلاً عظيماً جداً في ذكر الادلة على عدالة الصحابة وانهم عدول بتعديل الله عز وجل لهم وساق الآيات القرآنية والاحاديث النبوية الدالة على ذلك وهنا بين يدي الآيات والاحاديث لكن قد لا يتسع الوقت لذلك سأذكر كلاماً مختصراً ونحيله على المرجع، من جملة ما قال الخطيب البغدادي -رحمه الله- عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم واخباره عن طهارتهم واختياره لهم فمن ذلك قوله تعالى «كنتم خير امة اخرجت للناس» والصحابة يدخلون في هذا الخطاب دخولاً اولياً وقوله تبارك وتعالى «وكذلك جعلناكم امة وسطاً» والوسط كما قال البخاري في صحيحه - الوسط: العدل- وقوله تبارك وتعالى «لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم» وقوله «والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه» -إلى ان قال:- الحافظ ابو بكر الخطيب: في آيات كثيرة يطول ذكرها واحاديث شهيرة يكثر تعدادها وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم ولا يحتاج احد منهم مع تعديل الله إلى تعديل احد من الخلق على ان لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكر لاوجبت الحال الذي كانوا عليه، «من الهجرة والجهاد ونصرة الاسلام وبذل المهج والاموال وقتل الاباء والابناء والمناصحة في الدين وقوة الايمان واليقين لسد ذلك على تعديلهم والاعتقاد بنزاهتهم وانهم افضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم» هذا منهج كافة العلماء ومن يعتمد قوله ثم روى في سنده عن الامام ابو زرعة انه قال: اذا رأيت الرجل ينتقص احداً من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك ان القرآن حق وان الرسول حق وهم «اي الصحابة» نقلة القرآن والسنة إلينا فمن تكلم فيهم فانما يطعن في ديننا فهو زنديق «هذا معنى كلام ابي زرعة رحمه الله تعالى وايضاً الترابي يدعو إلى تحديد اصول الحديث، هذا العلم: اصول الحديث ومصطلح المحدثين ومنهج المحدثين في نقد المرويات الذي تفاخر به هذه الامة خصوصاً الاسناد والنقل وسند المرويات وتمحيص الاخبار من خصائص هذه الامة المحمدية» تفاخر به الامم الاخرى- حتى المنصفين من المستشرقين: مثل المستشرق مرجل يوث يقول: ليفاخر المسلمون بعلم حديث هم ما شاؤوا وهذا مستشرق انصف في قوله هذا.
وفي منهج النقد للروايات يشترط المحدثون شروطاً لصحة الرواية: العدالة والضبط والاتصال وعدم الشذوذ وعدم العلة وينقدون الروايات ايضاً نقداً عقلياً لا كما يقول البعض ان منهج المحدثين يعتنون بنقد الاسانيد ولا يعتنون بنقد المتون- رغم ان نقد المتون موجود من زمن الصحابة ومعارضة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لبعض الاحاديث، لبعض الآيات هذا نوع من النقد والمعارضة، وايضاً اشتراط العلماء في الحديث تدل وتكون قرينة على وضع الحديث ألا يكون مخالفاً للعقل الصريح ولا يكون مخالفاً للحس، ولا يكون به مجاز للفاحشة، ونحو ذلك كله يدل على ان المحدثين في منهج نقدهم كانوا يعتنون بنقد الاسانيد، يعتنون ايضاً بنقد المتون، ويبدو في الحقيقة ان الترابي لا يعرف منهج المحدثين في النقد، وإلا لما قال هذا الكلام ويدعو إلى التجديد.
والتجديد في المصطلح الشرعي الذي جاء في الحديث «إن الله يبعث لهذه الامة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها امر دينها» المقصود بالتجديد احياء ما اندثر من معالم الدين، وليس المقصود الاتيان بالجديد، اذ الاتيان بشيء جديد بدعه ومحدث في دين الله سبحانه وتعالى واحياناً التجديد يكون تحريفاً كالتجديد في فهم نصوص، فهذا تحريف للنصوص وليس تجديداً فالمقصود انه بدعوته إلى تجديد علم اصول الحديث اما جاهل باصول الحديث ومنهج النقد عند المحدثين أو انه متأثر بأفكار المستشرقين كما ذكرت، ويقول الترابي ايضاً- لابد من اخضاع السنة النبوية لمعايير النقد التاريخي عند الغرب- انظروا فالرجل مبهور بالغرب ومنطلقاته يبدو انه اثرت فيه جامعة السيلفون وغيرها من الجامعات التي درس فيها فهو يأتي يحمل فكراً غربياً ويريد ان ينشر الثقافة الغربية والفكر الغربي في اوساط المسلمين.
ومعايير النقد التاريخي عند الغرب- عندهم شيء يسمى «الموضوعية في البحث» وهو ان يبحث الموضوع بحثاً عقلياً مجرداً عن التصورات الدينية والتأثيرات الدينية وهذا لا يمكن في علوم الاسلام لأن عندنا- نشترط في الرواة العدالة ومن اساسيات قبول رواية الراوي ان يكون عدلاً ومعنى ان يكون عدلاً: ان يكون مجتنباً للكبائر غير مصر على الصغائر، ان يكون عنده وازع ديني يمنعه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم» وهم لا يقولون بهذه المعاني فلذلك ينقلون أو يخوضون فيما جرى بين الصحابة لا يستصحبون افضلية ذلك الجيل ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بل مدح الله عز وجل لذلك الجيل بانهم خير القرون «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم» وغيره.
وما دعا اليه الترابي منهج منحرف فاذا كان منهج النقد في التاريخ الاسلامي يستفيد المؤرخون من منهج النقد عند المحدثين، لأن منهج النقد عن المحدثين ليس نظير اطلاق في نقد المرويات في اي فن من الفنون ولذلك المؤرخون وحتى الادباء يستفيدون من علومهم من منهج النقد عند المحدثين، اذن هذه هي المنطلقات لمدرسة الترابي ومصادرها والتي تستقي منها أو تلك هي الكتب التي اشرت اليها، فيما يتعلق بالسنة النبوية التي ترد على هذه الشبهات والاباطيل التي اثيرت حول السنة النبوية سواء حول اصول الحديث أو الكتب ومراجع الاسلام كالصحيحين أو منهج النقد عند المحدثين وغير ذلك.
وقبل ان انهي انا حقيقة كنت قبل فترة ادافع عن الترابي واقول لعلها كبوة أو هفوة من هذا الرجل فلته وتغتفر وأن خصومة السياسيون يستغلون مثل هذا التشويه وكان بعض الطلاب يقولون كلاماً شديداً في الترابي فكنت احاول ان اصرفهم عن ذلك واحاول التأول لكن قد اتسع الخرق على الراقع كما قال الشاعر وكما قال الدكتور يوسف القرضاوي لم يبق لنا الدكتور حسن الترابي شيئاً نعتذر له به.
يتبع في الحلقة القادمة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.