فلتنتصر مدرستنا الجنوبية. عنوان واضح لا يحتمل الكثير من التأويل. هذه المدرسة التي تختلف كثيرا عن الأخرى الشمالية في كافة جوانب الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية... كنت ثالث ثلاثة زملاء شماليين، عندما سألني احدهم عن حوار صنعاء ومخرجاته ؟؟ فردّ عليه صاحبه مباشرة متأتاءً بالآية الكريمة : " .. إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفارا". إنتهى. هذه هي مدرستهم، وهذه هي أفكارهم الحقيقية ذاتها لم ولن تتغير أبداً. قد ترجمها كبيرهم سابقاً عندما أفتى بسفك دماء أبناء الجنوب في 1994م تحت غطاء الدين والوحدة. ومن يومها وإلى اليوم يعيدون ترجمتها فينكسون أعلام دولة الجنوب مكبرين ومهلهلين، ويزيلون صور الشهداء، ويقمعون ثوراتنا السلمية بالقوة... ليؤكدوا لنا وللعالم أن ما لم يتحقق بالقوة، سيتحقق بمزيد من القوة. وبقدر إيمانهم بما حققوه على أرض الجنوب من تدمير البنية التحتية، وفرض الإحتلال، ومحاولة تغيير الواقع بهذه القوة المفرطة. بقدر إيماننا بإفلاسهم، وبداية النهاية التي تؤرقهم ليلاً نهاراً. لتتحول حياتهم على أرض الجنوب شبيهة بحياة الثعالب الماكرة التي لا يسودها آمان البتة. وفي حقيقة الأمر، نوقن إيقاناً قوياً أن سياسة الاحتلال التي فرضها نظام الشمال على الجنوب ليست بالسهلة، أو الهينة. هو ليل طويل لابد أن ينجلي. لا شك أنه لا يتوفر لدينا كجنوبيين الكثير من الخيارات غير الخيار الأقوى المتمثل بحراكنا السلمي المستمر. وهذا بحد ذاته ما يجعلهم أكثر حقداً علينا، محاولين بما أوتوا من قوة طمس وتشتيت هذا الحراك الجماهيري السلمي بكافة الطرق القمعية الشرسة على الميدان. وبطرق أخرى إعلامية، ومحسوبية، ومغرية في سبيل تحقيق فشلهم المحتوم. أيها الإخوة الجنوبيون حيث ما كنتم. واجب علينا اليوم أن نعي اننا أمام واجب عظيم تجاه أرضنا المحتلة، تجاه شهدائنا، عرضنا وتاريخنا. نقف صفاً واحداً ونقول لصنعاء يكفي طبخات ومحسوبية فقد فاتكم القطار. بل وفاتتكم فرصة إعلان توبتكم المزيفة فقد بلغت أرواحكم الحناجر. فلتنتصر مدرستنا الجنوبية .. نعم نقول كما قال معلّم المدرسة الألمانية عندما أنتصرت ألمانيا في الحرب السبعينية" أنتصر معلّم المدرسة الألمانية". أننا أم تحد عظيم وخطير والقادم أشدً وأخطر. كثير من الأمم التي قهرت الظلم وغيرت الواقع بالصبر والعلم. هي دعوة إلى كل تربوي، وكل خطيب وواعظ، وكل مثقف، وكل أب وأم، وكل ذي لب على أرض الجنوب الغالي أن ندرك مسئوليتنا الجسيمة، ونخوض معركتنا التربوية الميدانية بلا كل أو ملل في توعية أبنائنا وجيلنا الصاعد بحب الوطن، حب الأرض، حب التاريخ، حب الثقافة، حب العلم والمعرفة، حب الكفاح والمقاومة، حب العلم الذي يضمن ويحقق الانتصار تلو الإنتصار. أخيراً، نعم نؤمن أن المعلم والمربي الجنوبي أياً كان، وأينما كان فبسببه يكون النصر أو بسببه تكون الخسارة. ولكن بعدالة قضيتنا الجنوبية، نضمن -بمشيئة الله تعالى- أنها ستنتصر المدرسة الجنوبية عاجلاً أم آجلاً. أمام وحدة صنعاء المعمدة بدم أبناء الجنوب. وحدة حق، أريد بها الباطل. سيزول هذا الباطل ويتلاشى مهما زاد وقوي. ومهما قتلوا ومثلوا في أجسامنا، إلا أن قلوبنا هي ملكنا، وفكرنا هو حقنا لا ولن يتغير تجاه قضيتنا المصيرية قضية أجنتنا وأبناءنا من بعدنا. لا نستعجل المخرجات. أكررها لا نستعجل المخرجات. علينا أولاً أن نضمن جودة المدخلات، جودة التعليم والتربية والتوعية، فبهذا نضمن حقنا في تقرير المصير.