الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    شاهد لحظة اختطاف الحوثيين للناشط "خالد العراسي" بصنعاء بسبب نشره عن فضيحة المبيدات المحظورة    الصين توجه رسالة حادة للحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    غزو اليمن للجنوب.. جرائم لا تسقط من الذاكرة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    استشهاد 5 نساء جراء قصف حوثي استهدف بئر ماء غربي تعز    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرب باردة ضد.. حزب معين!
نشر في المصدر يوم 10 - 06 - 2013


[1]
أقل ما يوصف به العدد الأخير من صحيفة «الثوري» الناطقة باسم الحزب الاشتراكي اليمني – الخميس 6/6/2013- بأنه إعلان حرب باردة ضد حلفائهم في التجمع اليمني للإصلاح تتماهى مفرداتها مع الخطاب السياسي والإعلامي للنظام السابق، وتتناقض مع مواقف رسمية في الحزب حريصة عن استمرار التحالف بين الاشتراكي والإصلاح!

أكتب هذه الكلمات وأنا أتوقع أن يلحقني لوم شديد من قيادة الإصلاح، لكنني معجب بتحذير د. ياسين سعيد نعمان من القوى النفعية التي ضخت الخلافات داخل المشترك، ودعوته المخلصة إلى مراجعة وضع اللقاء المشترك، وبدء حوار داخله حول بناء الدولة والمستقبل، فهو ليس بقرة مقدّسة (على حد التعبير الشهير للدكتور ياسين نفسه في وصف المسميات البشرية)، وصار الذين يعملون علانية من داخله لهدم المشترك لصالح خصوم الأمس يفعلون ذلك جهاراً وكأنهم يؤدون مهمة بقَرَيّة.. غير مقدسة!

سيقول البعض: وما الجديد في ذلك؟ فقد نشر في «الثوري» الكثير من الإساءات ضد الإصلاح وقيادات فيه بالاسم ما يؤكد فقط أن اللقاء المشترك؛ وقطبيه الرئيسيين: الاشتراكي والإصلاح، متين مثل جبل عيبان، ومضاد للصدمات مثل الصلب!

العدد الأخير من «الثوري» كان مسعراً للخلافات، أو على رأي د. ياسين سعيد نعمان في كلمته في افتتاح أعمال اللجنة المركزية: «ضخ الخلافات إلى داخل المشترك..»، خذوا مثلاً هذا الاهتمام بشكوى مدرّس في مدرسة «العلفي» بمديرية السبعين، صيغت بأسلوب يفهم منه أن المقصود به الإصلاح، فالشكوى تتحدث على طريقة إعلام المؤتمر عن تجيير العمل التربوي لصالح حزب معيّن (هذه الصيغة يقصد بها حالياً الإصلاح في إعلام بعض أحزاب المشترك)، وتحويل المهمّة التربوية إلى عمل حزبي سياسي صرف، وإقحام الطلاب في صراعات حزبية لا ناقة لهم فيها ولا جمل!!

صاحب الشكوى قال أيضا إنه يتعرّض هو وزملاء له إلى مضايقات كثيرة لأسباب حزبية لرفضهم استغلال الطلاب وشحنهم حزبياً من قبل حزب معين ضد المدرّسين الذين لا ينتمون لهذا الحزب من خلال تهديد الطلاب بالعبث بدرجات نجاحهم، أو على حد صياغة المدرس الشاكي: «بالتأثير على الطلاب بنجاحهم»، الأمر الذي يجعلني أشك أن هناك إسهاماً مؤتمرياً في صياغة الشكوى!

بالطبع لا يستبعد أن تكون هناك مشاكل في المدارس وفي وزارات المشترك كلها، وحتى من النوع المذكور في الخبر، لكن محاولة توجيه الخبر للإساءة للإصلاح بفجاجة أمر لم يكن يليق بحلفائه؛ لأن الإصلاح -كما تأكد لي من خلال اتصالات قمت بها- ليس له علاقة بالموضوع، والمسؤول الأول في المدرسة ليس إصلاحياً، ومحسوب على التيار السلفي، ولم يكن هناك داعٍ للمز والغمز بالحزب المعيّن الذي أول حرف من اسمه: «الإصلاح».. ثم إن مكتب التربية هو المسؤول المباشر عن المدرسة وليس وزير التربية الإصلاحي حتى تنبش «الثوري» مشاكل التعليم في اليمن كلها على رأسه.

بل وما أدرانا أن المدرس صاحب الشكوى بريء من الخطأ، وأن شكواه صحيحة؟ على الأقل كان على الأخوة في «الثوري» سد الفجوة التي تضخ منها الخلافات -على حد تعبير د. نعمان- ومعرفة موقف الطرف الآخر، والتأكد من انتمائه السياسي والفكري.. طالما أنه متهم بأنه من حزب معيّن حليف للاشتراكي!

مسؤولية الصحيفة في «ضخ الخلافات داخل المشترك» لا تبدو فقط في نشر شكوى مثل هذه مليئة بالغمز واللمز من حزب معيّن، يمكن أن تنشر «الصحوة» مئات مثلها في الاتجاه المعاكس (وحاسب ريح)، ولكن لأنها مهدت للخبر بما يصرفه تجاه الإصلاح تحديداً، واقرأوا ما كتبته: «مثل العديد من وزارات التوافق الوطني تعيش وزارة التربية والتعليم حالياً خللاً وظيفياً حاداً (!!) في أداء مهمتها التربوية.. هذا الأداء انعكس سلباً على العملية التعليمية في الكثير (!!) من مدارس الجمهورية رغم أن المأمول لدى الناس بعد ثورة التغيير كان معالجة الاختلالات التي شابت هذا المجال طوال عهد الرئيس المخلوع..».. الخالق الناطق إعلام المؤتمر الشعبي العام وصحف أبناء الجواري فصيلة «واي». رفض هذه الفقرة ليس دفاعاً عن وزير إصلاحي ووضع التعليم في عهده، فحال التربية والتعليم خلال فترات الحكم الشمولي بجناحيه منذ خمسين سنة تؤدي بها إلى القبر وليس الخلل الوظيفي فقط، ولكن لعدم مناسبة مضمون الشكوى مع المقدّمة، فهل يُعقل أن مشكلة إدارية أو حتى حزبية بين مدير مدرسة سلفي أو إصلاحي أو يهودي يفهم منها كل ما تضمنته المقدّمة؟ ماذا سنقول إذن عن عصابات الحراك المسلح التي عطلت الدراسة في عدن ثلاثة أيام في الأسبوع.. وأضرت بالعملية التعليمية والتربوية وسيّستها ولصالح مشروع معروف؟، وبماذا ستصف «الثوري» الهيمنة الحوثية على التربية والتعليم في صعدة، ومعها الأرض والبشر، والأمن والجيش، والاقتصاد والضرائب وحتى الشوارع والأغاني والموسيقى .. الخ.. الخ .. الخ!

هل الوزير الإصلاحي مسؤول عمّا صار إليه حال المدارس الواقعة تحت هيمنة الحراك والحوثيين وتسخيرها لأهداف حزبية وأسوأ منها؟ هل مدرس العلفي على فرض صحة مظلمته أكرم من العملية التعليمية والتربوية ومدرّسي صعدة المشردين خارج محافظتهم أم أن الحوثيين والحراكيين مغفور لهم ما يصنعون؛ لأنهم ليسوا من .. حزب معيّن؟

[2]
بجوار الشكوى التربوية السابقة يوجد اهتمام ثوري سعيد بخبر براءة صحيفة «الأولى» الثورية جداً في القضية المرفوعة ضدها من قبل جمعية الإصلاح الاجتماعي؛ بسبب وصف الصحيفة للجمعية بأنها: اللصوص الجدد، وبدعوى أنها حصلت على مبلغ مليوني دولار شهرياً منذ عام 2011 من جمعية الهلال الأحمر القطري لمعالجة جرحى الأحداث في أربعة مستشفيات يمنية.. لكن الجمعية تلاعبت بالمبلغ، وقصرت العلاج على مستشفى العلوم والتكنولوجيا التابع للإصلاح -في زعمها- ولم تعالج من جرحى الحرب إلا المحسوبين على الإصلاح، أما الآخرون وكذلك جرحى النظام السابق فقد تم استبعادهم رغم نص الاتفاقية «المزعومة» عليهم!

«الثوري» فرحت جداً ببراءة صحيفة «الأولى» الياسرية – العواضية؛ نكاية في حزب معيّن؛ رغم أن حكم البراءة اعتبر أن وصف الجمعية باللصوص الجُدد من قبيل النقد المباح وليس أنه حق أو باطل (عقبال كل مسؤولي البلاد دون استثناء أن يتهموا بأنهم لصوص جدد وتبرئ المحكمة الصحفيين؛ لأنه نقد مباح.. يا الله؛ شدوا حيلكم يا صحفيين!)، ولم يكن الحكم تأكيداً لتهمة المليوني دولار شهرياً المزعومة وفق محامي الجمعية، ولم تسعف «الثوري» عقلانية د. ياسين لمحاولة معرفة موقف جمعية الإصلاح (التي فتحت أبواب مقرّها الرئيسي ليكون أحد مقرات الثورة الشبابية، بينما كان ياسر العواضي صاحب الصحيفة، وما يزال، أحد مخالب صالح وأكثرهم عداءً لثورة الشباب)، والتي أكدت عدم وجود أي اتفاقية مالية بينها وبين الهلال الأحمر القطري بشأن علاج الجرحى إطلاقاً، وطالبت الصحيفة في المحكمة بإظهار صورة من الاتفاقية المزعومة دون جدوى، وكل ما أحضروه هو رسالة شُكر من الجمعية للهلال الأحمر القطري على تقديمه مساعدات إغاثية أثناء الثورة!

على العموم، مبارك جداً لصحيفة «الثوري» هذا الانتصار العظيم الذي حققته ضد جمعية الإصلاح الاجتماعي، ولننتظر حكم الاستئناف حول صحة تُهمة الاتفاقية «أبو اثنين مليون دولار شهرياً».. كذلك مبارك للمؤتمر الشعبي العام هذا الانتصار الذي حققه بطريق غير مباشر، فقد أثبت أن له جنوداً مسخّرين له من داخل المشترك!

[3]
الثوري استضافت في العدد نفسه الأستاذ عبد الباري طاهر القيادي التاريخي في الحزب الاشتراكي اليمني ليعمّق ضخ الخلافات داخل اللقاء المشترك والإصلاح صراحةً بدون حزب معيّن.. وبدايةً، فأنا تربطني بعبدالباري علاقة إنسانية طيّبة، وقد تعاطفت قلبياً مع الحملة المتضامنة معه استنكاراً لإحالته للتقاعد قبل خمس أو ثماني سنوات تقريباً، لبلوغه أحد الأجلين؛ لكن ها هو يعود من جديد كطائر «الفينق» الأسطوري، رغم السنوات الثلاث والسبعين من عُمره المديد - بإذن الله- ويصير رئيساً للهيئة العامة للكتاب بعد ثورة الشباب المباركة.. والمهم أن العلاقة الطيّبة لا تمنع من تفنيد هجومه الكاسح الوارد في الحوار (وخاصة ما يتناقض مع حديثه الدائم عن التسامح والقبول بالآخر)، ضد الحزب المعيّن الذي أول حرف من اسمه: الإصلاح، الذي لم يجد فيه فضيلة واحدة!

يتكلم عبد الباري طاهر عن القوى الإسلامية التي شاركت في الربيع العربي بأسلوب الرفض والاستعلاء والاشمئزاز الذي حذّر منه د. ياسين في كلمته المشورة في نفس عدد إعلان الحرب.. فهي عنده: قوى تقليدية (مش مشكلة حتى الإسلام زمان كان يُقال عنه أكثر من ذلك: كهنوت ورجعي وتخلّف)، وهي جزء من مجتمع الأمية العربية (برضه مش مشكلة.. إحنا أميين ومتخلفين وأنتم الذين صنعتم الصواريخ والكمبيوتر وطلعتم الفضاء وفجرتم الذرة والقعاميص!).. والإسلاميون في اليمن -طبعاً يقصد حزب معين أول حرف من اسمه: الإصلاح- كانوا جزءاً من النظام في الشمال منذ السبعينيات وحتى الثورة! (وقلدك يا دكتور ياسين.. هذا الكلام صحيح؟ ربطت مصير الاشتراكي بحزب هو جزء من نظام صالح حتى الثورة؟)، وطبعا عبد الباري -وفق سيرته الذاتية في العدد نفسه- كان مضطهداً منذ السبعينيات حتى إنه أجبر على أعمال «السخرة» فعين رئيساً لتحرير الصحيفة «الأولى» في النظام المتحالف مع الإسلاميين الأميين، وهو سخرة قصدي منصب لا يحلم به إسلامي أبداً حتى اليوم، ووزير الإعلام محسوب على الإصلاح.. كذلك عوقب طاهر بأن يكون نقيباً للصحفيين اليمنيين في نفس الفترة الملعونة، وحكم عليه بالأشغال الشاقة بأن يكون من مؤسسي اتحاد الكُتاب والأدباء اليمنيين الذين يشاركون في المؤتمرات الداخلية والخارجية.. وعمل بالسخرة فترة طويلة في أرخبيل «الكولاج» المعروف باسم المركز اليمني للدراسات والبحوث! ولاحظوا كيف أن طاهر لم ينورنا عن حال الإسلاميين الجنوبيين قبل الوحدة، وهل كانوا مثل الشماليين متحالفين مع النظام والقبائل التقدّمية التي كانت تحكم أم متحالفين مع السجون والكبت والإقصاء والتهميش والتشريد في بلاد الله؟!

• كالعادة شن طاهر هجوماً ضد التكفير وأصحابه من الإسلاميين، وشهد لنظام صالح أنه أفضل من العهد الراهن الذي انتشر فيه التكفير أكثر.. وقبل أن نلعن التكفير في عهد الرئيس هادي فاجأنا عدو التكفير بفتوى تكفيرية ليبرالية حداثية من النوع الثقيل؛ فوصف القبائل التي تحالف الإسلاميون في اليمن معها بأنهم: كفار ومنافقون.. أي والله، واقرأوا الفتوى وقولوا معي: أنت فين يا أبو حمزة المصري، وفين أيامك وفتاويك؟ يقول سيدنا المفتي: [هي قوى منظمة وقوى حاضرة في المجتمع، والسؤال هنا: لماذا هذه القوى عاجزة عن بناء دولة؟ وهي -للأسف الشديد- تدير تحالفاتها وخاصة في اليمن عبر نفي الدولة عندما يصبح رئيسهم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر.. الشيخ عبد الله زعيم قبيلة وبدون أي شك القبيلة نفي للدولة، والقرآن الكريم يقول: الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله.. وهذه بنية وتركيبة ما دون المجتمع (ربما يقصد ما دون الدولة).. عصبياتها وتفكيرها، أعرافها تقاليدها تتنافى مع الشريعة الإسلامية، وتتنافى مع بناء الدولة أي دولة..!].

لاحظوا المفكر الحداثي التنويري المتسامح كيف ينزل آية نزلت في بعض الأعراب حول المدينة قبل 1400 سنة على القبائل اليمنية في الوقت الحاضر دون أن تهتز فيه شعرة حداثية أو ليبرالية أو بلهارسية.. ويستسيغ عدو التكفير وصف أبناء وطنه ليس بأنهم كفار ومنافقون بل أشد كفراً ونفاقاً، ثم يترحم على عهد صالح أن التكفير كان محدوداً أيامه.. شيء منطقي طالما انخرط الليبراليون الحداثيون في هوجة التكفير! [يبدو أن صديقنا لم يصل في دراسته في مكة إلى قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم!).. ولذلك لم ينتبه لمخالفة معناها مع تكفيره للقبائل. ولم ينتبه رغم أنه أحد كبار المسؤولين على تثقيف اليمنيين، ودرس فقه المذاهب واللغة في مكّة؛ بأن هناك فرقاً كبيراً بين الأعراب والبداوة وبين القبائل والقبليين يشابه الفرق بين الحزب الشيوعي الفرنسي وحزب معيّن.. اللي بالي بالكم! الأعراب رحالون في البوادي لا يستقرون في مكان إلا مع وجود الماء.. أما القبائل فهي تسكن المدن والحواضر والقرى، وتمارس معظم الأعمال الإنسانية المعروفة.. والمهاجرون والأنصار كانوا من قبائل الأوس والخزرج وقريش وغيرها من قبائل العرب الذين خرجوا من الجزيرة وعمّروا وبنوا وشيّدوا المدنية في ثلاث قارات، ولم يقل لهم أحد «إنهم أعراب أشد كفراً ونفاقاً».. حتى انتهى عهد صالح المتسامح فأفتى مفت حداثي أن قبائل اليمن كفار ومنافقون!

• من حق طاهر أن يقول إنه يريد دولة يبنيها الجميع وليس بمقاييس الأزهر أو ابن تيمية ولا الزنداني وابن باز... ومن حقنا أن نقول: ولا بمقاييس عبد الفتاح إسماعيل ولا علي سالم البيض، ولا بمقاييس ماركس ولينين وميشيل عفلق، والغرب الرأسمالي العلماني، ولا الخميني، وحسين وعبدالملك الحوثي وعلماء الهادوية وأنصار الله (لم يذكر طاهر هؤلاء الأخيرين أبداً رغم أن لديهم مشروع دولة مذهبية طالما ناضل طاهر ضدها؛ لأن الفتوى تتغير محافظة ومذهباً)!

• استشهد طاهر بعبارة رسول حمزاتوف (لا تفتح على التاريخ مسدسك فيفتح عليك مدفعه..).. وفي حواره يفتح على تاريخ غيره ما هو أسوأ من المسدس والمدفع: ألا وهو الكبر؛ الذي عرفه الرسول (صلى الله عليه وسلم) بأنه بطر الحق وغمط الناس، وادّعاء الصواب وتناسي التواضع مع المختلفين معه في الرأي!

للتنبيه فقط؛ لا حجر ولا عتاب على من يريد تقييم ماضي أي حزب من أحزاب اللقاء المشترك، والفكرة ترد بالفكرة، وهم رجال ونحن رجال، وعلى سنة حمزاتوف، لكن فترة التحالف السياسي وخاصة ما بين الإصلاح والاشتراكي والناصري التي نعيشها ينبغي أن نجنبها التنازع والتنافر والتقييمات الجامحة؛ لأن أطرافاً بيوتها من زجاج ولن تستطيع أن تتحمّل النقد، ولدى الجميع منه الكثير تجاه الجميع.. وعلى أقل تقدير، وإن كان ولا بد من ذلك فليكن في غير وسائل الأحزاب الرسمية لتقليل المخاطر على المشترك، وليتركنا قادة الأحزاب نقول ما نشاء، ويتفرغوا هم لتحقيق أهداف المشترك مشكورين.

[4]
من الواضح أن التسريبات الصحفية حول د.واعد باذيب وعملية التوظيف في وزارة النقل أثارت حساسية خاصة لدى الأخوة في الحزب الاشتراكي.. لكن ما تناساه الأخوة في الحزب الاشتراكي هو أن يتعاملوا مع التسريبات الصحفية ضدهم بأكثر قدر من ضبط النفس؛ وخاصة من قبل قيادات في مستوى الدكتور ياسين نعمان، ويتركوا مهمة التعبير عن استيائهم لآخرين في الحزب ممن إن أخطأوا لن يسخط أحد.. وهؤلاء للأمانة يخوضون معركة حياة أو موت مع الإصلاح، ولم يقصروا في اجتراح كل ممكن للإساءة للإصلاح وقياداته وبالاسم وعلى صفحات «الثوري» نفسها؛ فضلاً عن الصحف الأخرى، وفي مقدمتها صحف علي صالح وابنه، والعائلة، والقبيلة والعسكر (التي يقال للرأي العام إنها العدو الأول لليمن)، التي فتحت صفحاتها لقيادات في الحزب ومحسوبين عليه ليلصقوا كل إساءة ووساخة بالإصلاح وقياداته في ظل صمت حزبي مطبق، وفي المقابل لم ينبر قيادي إصلاحي واحد لتحميل الاشتراكي مسؤولية تهجمات أعضائه القياديين!

الغضب من قائمة وزارة النقل التي نشرها موقع «نشوان نيوز» لا يجوز تحويله صوب الإصلاح، فلا الموقع إصلاحي ولا الأخ عادل الأحمدي مفتون بالإصلاح، فضلاً عن أن يكون ناطقاً باسمه، وأعلم له آراء ومواقف معارضة قوية للإصلاح وسياساته يجاهر بها أمامنا.. ومعركة وزارة النقل ومكتب الرئاسة لا ناقة للإصلاح فيها ولا جمل.. وشخصياً ليس عندي مانع –وقد قلت هذا للدكتور واعد باذيب- أن يملأ وزارته كلها باشتراكيين من حزبه.. فطالما أنه لا يوجد قانون وتقاليد تضمن للمسؤول أن يدير عمله بنجاح ودون مؤامرات وعراقيل لإفشاله فمن حقه أن يستعين بمن يثق بهم!

هناك أمر مهم أختم به المقال: فمن المحزن أن البعض ما يزال يصنف الناس وفق انتماءاتهم السياسية القديمة التي تخلوا عنها.. وكما هو معروف فلا يوجد حزب لم يعرف خروج أعضاء عنه.. ولذلك لا يجوز أن يأتي من يصنف شخصا مثل الأخ نصر طه مصطفى بأنه إصلاحي، وإلا فإننا أيضا سنصف الحزبيين السابقين بالمعيار نفسه، فنقول عن ابن دغر أنه اشتراكي قُح، وباجمال أبو الحزب، وعبد الله غانم محوره، وأحمد الحبيشي صوته الصادح وآخرين بالمئات يقوم حزب صالح على جهودهم المنكرة.. ومثلهم كثيرون من الأحزاب الأخرى موجودون الآن في المؤتمر أو يدعون أنهم مستقلون ويتفرغون للعمل ضد الإصلاح وأحزابهم تتبرأ منهم بأنهم انشقوا أو متمردون.. المهم عندهم ألا يفعلها إصلاحي وإلا قامت القيامة ضد.. حزب معيّن!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.