في العاشرة من صباح الأحد ، وتلبية لنداءٍ قرأته في موقع (عدن الغد) ، للإحتجاج ضد قرار توقيف صحيفة عدن الغد ،وإيماناً مني بدورنا كإعلاميين لرفض هذا الأسلوب القمعي الاستبدادي ضد حرية الرأي والتعبير ونقول لا لسياسة الترهيب وإسكات الكلمة الحرة ، كفى ترهيباً للإعلاميين في كل المؤسسات الإعلامية . ولكني وجدت نفسي أتيت مبكره وأنه لا توجد وقفة إحتجاجية ، وأثناء نزولي من السيارة رأيت رئيس نقابة الصحفيين في عدن الأستاذ محمود ثابت وإثنين أخرين من النقابة ، دخلنا سوياً إلى مكتب رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر ، وجدنا ترحيباً في بادئ الأمر ، فكنت لا أعرف الأسباب الحقيقية لزيارة نقابة الصحفيين للمدعو محمد علي سعد رئيس تحرير الصحيفة ، وكنت مخطئة عندما أعتقدت أن النقابة قدمت إليه لتعرف ماهي الأسباب التي أدت إلى توقيف صحيفة (عدن الغد) ، ولكني عرفت من خلال الكلام الذي دار بينهم أن محمد علي سعد ، تواصل معهم بخصوص الحديث عن دور النقابة في الدفاع عن الموظفين في الصحيفة من المحتجين الذين سيأتون الصحيفة للتعبير عن رفضهم لقرار إيقاف صحيفة عدن الغد . فبدأ محمد علي سعد ، يتحدث عن قرار إيقاف صحيفة عدن الغد ، فقال جاء لي إتصال من صنعاء بإيقاف طباعة الصحيفة ، وعندما سألته أنا من تواصل معك ؟ رفض الإفصاح عن الجهة ،فأكمل الحديث وقال: تواصلت أنا مع رئس تحرير صحيفة (عدن الغد) ، وإستقبلته في مكتبي لأحدثه عن القرار ، فقلت له ماذا عملت حتى يأتيني قرار بإيقاف طباعة صحيفتك ،فقال أنا نشرت صورة من الخطة الأمنية التي تم تسريبها ، فقال حاولت تهدئته ولكنه خرج غاضباً ، من مكتبي . فبدأ يقول محمد علي سعد ويستعرض بأنه يقدم عشرين في المئة تخفيض لطباعة صحيفة (عدن الغد) وأحياناً يصل الدعم إلى ثلاثين في المئة ، وصحيفة الجنوبية فهو يقدم لها تخفيض يصل الى اربعين في المئة ، وأصبح يكرر مراراً عن هذا الدعم وأن السلطة تقدم دعم للصحيفتين الجنوبيتين وعندما قلت له ، هذه ليست هبةً من الدولة للصحف الجنوبية فهناك وسائل إعلامية مقروءة ومرئية معارضة في صنعاء يقدم لها الدعم من الدولة ، فقال لي بكل غضب وعنجهية أنا من أدعم هاتين الصحيفتين (عدن الغد – والجنوبية ) من خلال التخفيض، مني أنا ، فكان يؤكد لي في كلامه أن هو من يدعمها بالتخفيض ويلمح أنه هو صاحب الفضل في ذلك ، فقلت له أيش يعني : هذا الدعم من صحيفة 14أكتوبر، فقال لي لا مني أنا وبكل غرور ، فهذا أغضبني فقلت له الصحيفة ليست ملك لك ، ، وأنت موجود على هذا الكرسي فقط لتسيير أعمال الصحيفة فقط وفغضب أكثر وقال/ ( هذه من جابها )) ويشيروا إلي ، وكان مصر على أنه هو من يعطيها وأحاول أقول له ليس من مالك ، فيؤكد أنه من حقه لدرجة إني فقدت السيطرة على كلامي وقلت له أيش يعني الصحيفة حقك ، (من فين جبتها من بيتك). فخرجت من مكتب رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر ، من مؤسسة إبداعية لها تأريخ في عدن مثلها مثل تلفزيون عدن ، وأنا أقارن بين صورتين كل واحدة أقبح من الأخرى بين رئيس قطاع تلفزيون عدن ورئيس تحرير صحيفة 14أكتوبر ، فوجدت صورة واحدة فيها كل ما في الحياة من قبح ، صورة لقيادات موجودة في أعلى الهرم الوظيفي في هاتين المؤسستين الإبداعيتين يتوهمان بأنها ملكهما ، ويتصرفان على هذا الأساس ، وهما في الحقيقة فاقدا لكل معايير الوظيفة القيادية في أي مؤسسة فكيف بمعايير الوظيفة القيادية في مؤسسة إبداعية ، فعند خروجي من بوابة الصحيفة وجدت الجنود في البوابة وهم يعملون على قمع المحتجين من خلال الغازات المسيلة للدموع ، فذهبت إلى تلفزيون عدن ، فوجدت خبراً أخر غير ساراً ينتظرني وهو أمر توقيفي من الظهور في الشاشة عبر برنامج أقدمه بعنوان ( عدن التأريخ ) ، وطبعاً أمر التوقيف هذا صدر عقاباً لي لإني وصلت صوتي لمستشار رئيس الجمهورية الأستاذ محبوب علي ،عندما زارنا في القناة ، فشرحت له معاناتنا في تلفزيون عدن بسبب طاغية وبلطجي ،( رئيس قطاع تلفزيون عدن ). يعني يا إعلامي إما أن تعيش إعلامياً بلطجياً مع إتقانك فن البلطجة ، أو تعيش عبداً , وإذا فكرت تعيش حراً فستصبح عدواً تلاحق وتنبذ وتحرم من حقوقك في العمل والحياة بشكل عام ،عندما إعترضت على قرار توقيفي من تقديم البرنامج قالوا لي لإنك تكلمتي مع مستشار رئيس الجمهورية ولإنك تكتبي في الصحف والمواقع الإلكترونية وتنتقذي رئيس القطاع فهذا تأديباً لك . عندي سؤال : هل نحن أحراراً أم عبيداً .. ردوا علي يا جماعة الخير ؟