التعتيم الإعلامي الذي فرضته سلطات الإحتلال اليمني على حضرموت طيلة الأربعة والعشرين عاماً الماضية وما ارتكبته من جرائم قتل ابنائها , ومن نهب للممتلكات العامة والخاصة والسطو على الأراضي والاتجار بها , وكذلك سيطرة المتنفذين المطلقة على شركات النفط والغاز وعائداتها خاصة ما بعد تلك الحرب العدوانية والغزو والاحتلال الذي اقدمت عليه سلطة القبيلة والعسكر في الجمهورية العربية اليمنية في السابع من يوليو 94 م وبمشاركة بعض القوى الجنوبية التي لجأت إلى صنعاء نتيجة للصراعات على السلطة بما فيها تلك القوى التي كانت تحكم السلطنات والمشيخات الجنوبية قبل العام 1967 م وحتى اندلاع حرب صيف 94 م التي جاءت تحت شعار الدفاع عن الوحدة ومنع الانفصال , أي أن مشاركة أولئك الجنوبيين في تلك الحرب هي التي أعطت المبرر والذريعة لسلطة الاحتلال لرفع ذلك الشعار الذي كان الهدف منه خداع وتضليل الرأي العام المحلي والتركيز بشكل أساسي على الرأي العام الدولي والعربي شعوبا وحكومات ومن ثم نجاح المؤامرة التي كانت أولى إجرائاتها تسريح منتسبي المؤسسات العسكرية والأمنية وكذلك المؤسسات المدنية وفي المقدمة عمال وموظفي القطاع العام والمختلط في مختلف المجالات الصناعية والزراعية بعد نهب امكانياتها ومكوناتها المادية والمالية ومن ثم خصخصتها أو تمليكها لكبار المتنفذين. كل ذلك قد تم وسط تعتيم عام وشامل تزامن مع انتهاج سياسة تميزت بارتكاب أبشع أنواع الانتهاكات الإجرامية من قتل وملاحقات ومحاكمات صورية والزج بالمئات في السجون والمعتقلات وخلق جو عام من الرعب والخوف وتكميم الأفواه عم جميع محافظات الجمهورية. الهدف منه إشغال الناس بكل تلك الممارسات حتى لا تصل أصواتهم ومعاناتهم إلى الرأي العام العربي والدولي . نجحت سلطة الاحتلال في ذلك نجاحا باهرا طيلة سنوات ما بعد الحرب والاحتلال وحتى الوقت الحاضر. في الوقت الذي سلكت فيه أقذر أنواع النفاق والخداع والتضليل الإعلامي المتعلق بالديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة كذباً وبهتاناً , وبهذه الأساليب القذرة نجحت في خداع دول العالم وحكوماتها التي أصبحت مغيبة عن كل ما ارتكب في محافظات الجنوب المحتلة والدليل على ذلك التصريحات التي يدلي بها بعض الزوار الاروبيين وغيرهم لليمن . ونتيجة لجهلهم بالأوضاع السياسية وما يحدث من جرائم في الجنوب أثبتت للقاصي والداني أن هؤلاء الزوار والوفود الرسمية الزائرة ظلت تبني سياساتها ومواقفها ليس على ما يحدث على أرض الواقع في الجنوب وإنما على ماتبثه سلطة الاحتلال عبر إعلامها الرسمي الذي ضرب رقم قياسي في النفاق والخداع والتضليل عبر البعثات الإعلامية الدبلوماسية . لم يسمح لأي زائر أجنبي أو بعثة أجنبية القيام بزيارة ولو خاطفة لإحدى المحافظات الجنوبية أو اللقاء بالناس وتلمس همومهم ومعاناتهم حتى يكونوا على بينة كاملة وحتى تبنى سياسات حكوماتهم على أساسها . لقد اقتصرت زياراتهم على محيط العاصمة صنعاء وداخل أسوارها القديمة وأثارها التاريخية . لقد تغنت سلطة الاحتلال بالوحدة والديمقراطية ليلا و نهارا , وكأنها ديمقراطية لا مثيل لها حتى في أرقى وأقدم ديمقراطيات العالم كذبا وبهتانا. تلك الوحدة التي تمت بين علي وعلي داخل نفق ساحل جولد مور وبوثيقة اختصرت كلماتها في نصف صفحة دون أن يعرف عنها الشعب في الجنوب شيئا إلا بعد الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام في كلا من عدنوصنعاء , وحدة لم يتم الاستفتاء عليها لا في الجنوب ولا في الشمال إلا بعد أن بدأت الخلافات والمكايدات السياسية تبرز بين ( العليين ) منذ الشهور الأولى بعد الإعلان عنها رسمياً في الثاني والعشرين من مايو 1990م. الحقيقة التي لا يمكن أن يخفيها غربال عن ضوء الشمس هي أن تلك الديمقراطية المفترى عليها والتي مثلت طعم أو إغراء للمخدوعين من المواطنيين باعتبارها المنقذ الوحيد للخلاص من أنظمة الفساد والاستبداد في الشمال وفي الجنوب كونها أكدت على الديمقراطية والتعددية والانتخابات والتداول السلمي للسلطة وانتهاءاً بالحريات العامة. الذي حصل أن المواطن لم يذق طعم أو ريح تلك الوحدة وتلك الديمقراطية التي انتهت في الشهور الأولى بعد الاعلان عنها. ويمكن القول وباختصار شديد بأن تلك الوحدة قد انتهت في مهدها وانتصرت المؤامرة التي خطط لها علي عبدالله صالح و أركان سلطته القبلية العسكرية انتقاماً من الشعب في الجنوب وأنظمته المتعاقبة. وما الفتوى التي أصدرها عبدالوهاب الديلمي وغيره من علماء الشيطان إلا دليل على تلك الضغائن والأحقاد التي سكنت العقول والقلوب وحب الثأر والانتقام من الجنوبيين وقد تحقق لهم الشيء الكثير كما ذكرنا البعض منه آنفاً. ومع تمادي هذه السلطة الاستبدادية الفاسدة في ممارسة الانتهاكات البشعة من قتل وتهميش و إذلال في المحافظات الجنوبية والشرقية وعلى وجه التحديد بحق مواطني محافظة حضرموت حتى وصل بها هذا التمادي وتلك العنجهية المفرطة الإقدام على ارتكاب أبشع جريمة تشهدها حضرموت تمثلت في قتل مقدم قبائل حضرموت المنتخب في اجتماعها الأول في يونيو 2013م سعد بن حمد بن حبريش الذي لم يمر على انتخابه سوى عدة شهور حتى أقدمت على قتله في وضح النهار مع اثنين من مرافقيه في أحد نقاط التفتيش عند المدخل الغربي لمدينة سيئون في الثاني من ديسمبر 2013م. وعندما وصل السيل الزبى بعد رفض السلطة تلبية مطالب حلف قبائل حضرموت وفي المقدمة تسليم قتلة المقدم سعد ومرافقيه اتضح للجميع أن هذه السلطة قد تجاوزت كل الحدود وكل الخطوط الحمر والتخطيط لمؤامرة كبرى برزت بعض ملامحها ومؤشراتها بأن هناك أخطار تهددها وتهدد مصالحها الهائلة في حضرموت خاصة بعد الإعلان عن قيام حلف قبائل حضرموت كانت البداية الإقدام على تلك المؤامرة التي تم التخطيط لها بدقة ألا وهي اغتيال المقدم سعد ومرافقيه. عند ذلك تداعت جميع قبائل حضرموت وعقدت لقاء عام يهدف إلى الاستعداد لمواجهة المؤامرة الجديدة والتصدي لها باعتبارها مؤامرة شيطانية فاقت كل التصورات والتوقعات. إن ما تقوم به وتخطط له هذه السلطة الهمجية في حضرموت في الوقت الحاضر سوف تمثل مغامرة فاشلة وخاسرة وسينقلب السحر على الساحر وتتحول حضرموت وبقية المحافظات الجنوبية إلى مقابر جماعية للغزاة المحتلين في حالة الإصرار والاستمرار بمؤامراتهم. وما يجب أن يدركه هؤلاء قبل الوصول إلى المصير المجهول وبثقة صادقة أقول و أوأكد أنه لايمكن لأي كائن في هذا الكون يقبل بأن يدنس بيته وتنتهك أعراضه وتسلب حقوقه ظلماً وعدواناً, لقد صبر الحضارم وبقية مواطني المحافظات الجنوبية على هذه الانتهاكات لأكثر من عقدين, وما على الغزاة إلا أن يعودوا إلى وطنهم وإلى أرضهم ومزارعهم وبين أهلهم وشعبهم, يعودوا من حيث أتوا ويعيدوا كل ماستولوا عليه ومانهبوه لمرافق وممتلكات وقطاع عام لشعب وليس لححزب أو قبيلة في الجنوب واستعادة الدولة لايمكن أن تتم إلا باستعادة كل مرافقها ومؤسساتها التي كانت قائمة قبل الاحتلال, ويتركوا حضرموت والجنوب لحالهم يقررون مصيرهم بأنفسهم. فالأرض هي أعز وأغلى مايملكه الانسان في حياته فهي العرض والشرف والكرامة والرجوله ودونها الرق والعبودية والتهميش والاستعباد والإذلال وهذا مالايمكن أن يقبل به الشعب في الجنوب. حقائق على المجتمع الدولي أن يعرفها
وهنا أجدها مناسبة لتوضيح بعض الحقائق التي ظلت غائبة عن الجيل الجديد وكذلك لللاأي العام ودول وحكومات الاتحاد الأوربي والولايات المتحدةالأمريكية الذين وقعوا ضحية الاعلام الرسمي والبعثات الدبلوماسية في الخارج: أولاً: الوحدة انتهت بالحرب في94م بتهمة الشريك الجنوبي في وحدة وعلى التي تم الاتفاق عليها داخل نفق جولدمور والإعلان عنها مايو 1990م. ثانياً : انتهت الوحدة بعد أن أصبحت المحاور العسكرية والفرقة الأولى مدرع التابعة للجنرال علي محسن الأحمر هي المسيطرة سيطرة عسكرية مباشرة للمحافظات الجنوبية والشرقية وهي التي حلت محل جيش دولة الجنوب قبل الوحدة و الحرب والذي تم تسريحه بعد هزيمته فيها وفر هارباً لاجئاً موزعاً في العديد من البلدان العربية والأجنبية. ثالثاً : يجب أن يكون معلوماً للقاصي والداني أن كل السفراء والبعثات الإعلامية والثقافية والملحقيات العسكرية في الخارج لايوجد بينهم جنوبي واحد بعد الحرب في 94م حتى الوقت الحاضر جميعهم شماليين. وقد لعب دور في ذلك وزير الخارجية الأسبق عبدالكريم الأرياني ومن بعده ( هدهد سليمان ) القربي الذي يقضي الجزء الأكبر من وقته طائراً معلقاً في الهوى بين الأرض والسماء ذهاباً وأياباً من و إلى خارج اليمن لخداع وتضليل دول وحكومات العالم بالفرية الكبرى عن استقرار الوحدة في اليمن ونجاح التجربة الديمقراطية التي لا مثيل لها إلا في جزيرة (واق الواق) الخرافية وتشويه مطالب الجنوبيين وماحصل نتيجة لحرب 94م. أما باجمال فقد جيئ به وزيراً للخارجية ثم رئيساً للوزراء بهدف تحقيق عدة مهام ومن بينها مهمة سمح له باستلام ثمن تحقيقها والتي مثلت أعظم انجازات الحرب التي انهت الوحدة عام 94م. رابعاً : نجحت سلطة الحرب والغزو والاحتلال للجنوب بكسب جميع القوى الجنوبية مدنية وعسكرية التي لجاءت إلى الشمال هاربة نتيجة للصراعات والحروب الأهلية التي جرت بين المتصارعين في الحزب والدولة على السلطة. ثم تم استيعابهم قبل اندلاع حزب 94م بفترة قصيرة جداً مدنيين وعسكريين خاصة تلك التي هزمت في الحروب الأهلية في عدن وتمت ترقية البعض منهم إلى أعلى الرتب العسكرية وكان لهم دور كبير في تحقيق النصر عام 94م والذين تم توزيعهم بعد الحرب في جميع الوحدات العسكرية بينما المدنيين تم استيعابهم في مرافق ومؤسسات الدولة وهؤلاء جميعاً من زايد بأسمهم علي عبدالله صالح وبهم أيضاً خدع الرأي العام الدولي بأن لا حتلال بعد الحرب قائلاً لمن لديه شكوك أنظروا فالجنوبيون يحتلون أعلى المناصب في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية, رئيس الوزراء جنوبي, ووزير الدفاع جنوبي, ووزير الخارجية جنوبي وحتى مابعد إقصاء علي عبدالله صالح وجد رئيس جديد للجمهورية ورئيس وزراء ووزير دفاع جنوبيين وهلم جرة.إن الادعاء بأن الجنوب أصبح محتلاً فهذه كذبة يرددها الانفصاليين. مع العلم أن كل هؤلاء الذين تحدث عنهم وزايد بأسمهم علي عبدالله صالح وأركان حكمه منذ أن لجاؤا إلى صنعاء بداية من العام 1967م وحتى العام 94م ظلوا يحملون بطاقة تعريف مؤقتة كتب على كل من يحملها جنوبي مقيم في تعز أو الحديدةوصنعاء إلخ. فهذه هي وحدة علي عبدالله صالح وحدة وما بعد علي عبدالله صالح وحدة ضم وإلحاق و إحتلال كامل وشامل للجنوب. خامساً : نحن لانلوم جيل الشباب بعد العام 94م. لقد تأثر بالاعلام المكثف لسلطة الاحتلال الذي تميز طيلة العقود الماضية بالكذب والخداع والتضليل والتشويه والحملات الإعلامية والتحريضية الكاذبة ضد من يطلقون الانفصاليين الذين شنوا حربهم الانفصالية ضد الوحدة والوحدويين, تلك الادعاءات الكاذبة والتضليلية التي تكشفت مع مرور الوقت. سادساً : الجيوش الجرارة التي ترسل هذه الأيام إلى كل من شبوة و حضرموت ماهي أهدافها؟ ومن يقف خلفها ؟ هل جاءت تحت شعار الكذبة التي بسببها شنت حرب 94م والتي كانت تحت شعار "من أجل الحفاظ على الوحدة ومنع الانفصال " ؟ لا أعتقد ذلك الهدف الحقيقي لذلك الحشد العسكري المتزايد هو أن لا تتعرض مصالح كبار المتنفذين الفاسدين وخاصة المصالح من عائدات شركات انتاج النفط والغاز وكذلك الشركات التابعة لهم في المحافظات الجنوبية وكل الممتلكات والعقارات والأراضي التي استولوا عليها بالقوة في حرب 94م. وقد يتذرعون بالقول بأن التواجد العسكري يهدف إلى استتاب الأمن ومواجهة أرهاب تنظيم القاعدة. فهذه كذبة كبرى لايمكن أن يصديقها إلا الأغبياء والسذج والمخدوعين. مع أن أعضاء تنظيم القاعدة هم من خريجي مدرسة الأرهاب الذين تم تجنيدهم في اليمن للحرب في افغانستان واسقاط النظام الشيوعي في عدن.والقائمين عليها وبشكل أساسي هما عبدالمجيد الزنداني وعلي محسن الأحمر وتحت أشراف مباشر ومتابعة علي عبدالله صالح. من غرائب وعجائب المخابرات الأمريكية ( C I A ) أن طلب الزنداني وعلي محسن إلى سجن جوانتانامو لمحاكمتهم بصفتهما رعاة للإرهاب و إذا بهم فجاءة يصبحون من أقرب المقربين والأصدقاء للإدارة الأمريكية وسفراؤها في اليمن الذين لا يبرحون مكتب علي محسن من خلال زياراتهم المتواصلة له بعد الإطاحة بعلي عبدالله صالح بعد استغناء الإدارة الأمريكية عن خدماته التي بداءت منذ الإطاحة بالرئيس الحمدي 1978م وحتى توقيعه على المبادرة الخليجية. وبدء مسرحية جديدة من مسرحيات شكسبير الدرامية . وعلى ضوء ما يحاك من مؤامرات يصيغها كبار المتنفذين في السلطة وفي حزب الاصلاح تحديداً فإن الضرورة الملحة أصبحت تتطلب توحيد صفوف أبناء شبوةوحضرموت على وجه الخصوص وبقية المحافظات الجنوبية لإفشال كل المؤامرات الحالية التي تسير بخطوات متسارعة والتي ستكون لها مخاطر جمة إذا لم يتم الاستعداد والتصدي لها وافشالها في مهدها ودون ذلك العبودية والرق والتهميش في انتظارهم.