يبدوا ان المناخ الديمقراطي في امريكا قد فعل فعله في اجتماع السفارة اليمنية في واشنطن , لقد شاهدنا الفيديو الذي ظهر فيه احد شباب شبوة المنتمي الى قبيلة العولق و(العوالق ما تنعد) كما يقول المثل الشهير . الشاب العولقي كان يتكلم عن ازدواجية معايير المؤسسة العسكرية في اليمن , وكلامه كان موجها الى رئيس تلك المؤسسة أعني الرئيس التنفيذي لها وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد الرجل الذي اثبت فعليا انه يمتلك الكثير من الصفات القيادية , والتي طبقها فعليا في احداث كثيرة عصفت بالبلاد ,وكان من اهم الشخصيات المساندة للرئيس هادي ,.
كلنا ذو خطأ وعندما تدخل تعقيدات المشهد السياسي و الامني في اليمن الى أي اجتماع وان كان ذلك الاجتماع على الضفة الغربية للأطلسي أي ما وراء المحيطات وليس البحار , عندها لا يمكن لثلوج واشنطن دي سي ان تصمد ازاء حرارة النقاش اليمني اليمني , شماليا كان او جنوبي .
وعليه فان ما حصل في حادثة قنينة الماء العولقية لم يكن إلا نتاج طبيعي , لحالة الاحتقان الموجودة التي خففتها عوامل التعرية منذ انطلاقتها في الرحلة الطويلة من اليمن مرورا بإفريقيا والمحيط الاطلنطي وصولا الى بلاد العم سام , لتتحول من مشاعر مشتعلة الى قنينة مياه صحية عند التعامل معها بايجابية سيكون الجواب شكرا على الهدية (سقيت من حوض النبي ) .
ربما لو كان المشهد في صنعاء لكانت ردة فعل كلا الطرفين اكثر عنفا وذلك لكون صنعاء قريبة من عمران التي نحرت فيها ثيران التحكيم الحكومي القبلي , وقريبا من اصوات الرصاص المعشر به لكي يقبل السادة الحوثيين بقربان الحكومة القبلية , المشهد آنف الذكر كان سيجعل من ابناء المناطق التي لا تحظى بلعقر و التعشير , اكثر سخونه واكثر حده , وعندها لن نجد قنينات مياه حده لكي نرميها على خصومنا او من اختلفنا معهم .
على العموم كل ما حصل كان بمثابة تعبير عن راي قوبل باستهجان الحاضرين لخروجه عن حد اللياقة , عند من يعرف ادب الحوار والتعبير عن الرأي , ومن جهة اخرى استهجان من المطبلين والمزمرين على حساب الوطن وكرامة المواطن اينما كان وحيثما وجد .
وفي اليمن تم تضخيمه من قبل جهات متعددة الاهواء والميول , وكل منهم يحاول ان يستخدم الموقف لمصلحته الشخصية او الجهوية او الحزبية , ولو كان ذلك على حساب شاب وقائد جنوبيين كل له وجهة نظره , ويعمل حسب مايؤمن بصحته .