لايخفى على كل ذو لب أن المرحلة التي مرت بين العام 1990م 2007م من تاريخ امتنا الجنوبية مرحلة سوداء وقاتمة جنح خلالها كل أشكال العذاب وصنوف الدمار وخيم الظلم بكل ثقله وطرق كل نافذة وباب من ارض الجنوب الحبيبة كما انه لن يتردد كل محلل ومفسر بل ومواطنا عاديا في أن يصف ويسمي الحالة الجنوبية وبكل سهولة المنطق وسلاسة اللغة (بالحالة المصابة بالعقم وفوبيا الهزيمة ) حيث انه لامفر من الإجابة المرة لكل من سال عن ردة الفعل تجاه كل مايحدث من موت وإحياء النفس الجنوبية كل يوم آلاف المرات في كل مواقف ومنعطفات الحياة اليومية فوق ارضناء وتحت سماء بلادنا في أننا كنا أمواتا وبأدق العبارة أجسادا بلا ارواح ودمى متحركة تلهت لفتات العيش إمام حانوت الجلاد ترقص على ضربات السياط وتبتسم لألام الجراح هكذا نعم كنا بعيدا عن كل التفاصيل المؤرقة والمحزنة وسرد تراجيديات تلك الحقبة والحالة التي لن نبالغ في أن أترفها وارفها إن تعيش آدميا مجردا . مرت السنين والأيام التي كان يولد الجنين وفي رأسه شيبا ويشب هرما وإما من مات فقد اختار صواب الحياة ،إلى إن أتى العام 2007م العام الذي شاءه الله إن ينسج فيه خلايا القوة والشجاعة والجرأة والأقدام في الإنسان الجنوبي وتتبدد فيه حالة العقم والتيهان فانتفضت الأرض الجنوبية بكل قواها وبدأت بهدم كل حصون وأسوار الباطل وأزلامه وحملت الحق حملا ثقيلا بين أحشائها وهاهي السنة السابعة من الحمل المنتظر وليده في غريب الزمن . وان ما نود قوله ونحن في هذه المرحلة العسرة أن مرحلة الولادة لفجرا جنوبيا جديدا قد آنت وان كل الإرهاصات الحاصلة اليوم داخل الشارع الجنوبي وخارجه ماهي إلا تداعيات ونتاجا لآلام المخاض العسير ، والذي يجب علينا أن نستعد لكل الآم الأيام القادمة والتي ستكون بك تأكيد اشد وطأة وان نتحلى بكل قيم الصبر والإقدام والفداء في كل ميادين النضال وان نواجه كل طارئ قادم بمزيدا من الجرأة والشجاعة وان لا نترك الفرصة إمام كل من يريد العودة بنا إلى مرحلة الرق والعبيد والتي علمنا التاريخ دروسا واكتسبنا من الزمن عبرا عنها والتي لاهم لها سوء المصالح الذاتية والكسب من وراء دماء الشهداء والجر حاء . أخيرا ، هي صرخة إلى كل أخواني الشباب للاستشعار بأهمية المرحلة وكبر المسؤولية على عاتقهم يوما بعد يوم لاسيما وان الشباب أكثر من يضحي ويقدم في الساحات والميادين بأنه قد آن الأوان إلى تحمل المسؤولية التاريخية والمضي قدما نحو تحقيق ميلاد فجر الحق الجنوبي الجديد وان نترك كل رواسب التعلق بالأشخاص والانتماءات والمكونات ، وان لا نتأثر بما قد يحصل من نتؤات ومماحكات هنا وهناك وعلينا أن نكبر إلى مستوى حجم الوطن المفقود وتضحيات الشهداء ، وأما إذا ماتهينا واستعدينا للمراحل والاستحقاقات الثورية القادمة ومعالجة كل مايحصل من مضاعفات والآلام التي تصيب جسد ثورتنا الداخلي فانه يجب علينا أن نستعد لتحمل النتائج الكارثية التي يمكن قد تأخر من ميلاد فجر ثورتنا وتصيبه بالعاهات والتشوهات وسيكون الشباب أكثر من يكتوي بكل نيرانها .