يبدو ان رحلة الشتاء قد انتهت بما احدثتهُ من دمار وخراب في البنية والاقتصاد واحتلال المليشيات المسلحة للعاصمة صنعاء . شتاءُ رُغم شدة برودته وصقيعهُ إلا انه كان أشد سخونة وضرواة على الرئيس هادي الذي مر عليه بطعم العلقم ومرارة المكنسر في أرض المعركة. شتاءُ كانت ايامه طويلة بطول معاناته وآلامه ومنغصاته التي تلونت بلون حمرة الدم واصوات أزيز الرصاص وعويل الاشباح . يا له من شتاء وما اقساها من ايام وليالي مرت على الرئيس واركان دولته التي لم تهنأ يوماً واحداً بكرسي حكمها بل تحولت الى جحيم ووبال عليها . المليشيات المسلحة ظلت تسرح وتمرح وتتلذذ بالتعذيب والقتل والسلب والنهب وكأننا لسنا في عاصمة الدولة بل في تصوير أحد الافلام المرعبة في مدينة هوليود تساقطت القلاع وتهاوت معها كل الحصون وتلاشت معها مقومات دولة من قمة الهرم الى اسفلهُ لم يبقي شئ تناثر في الهواء تطاير مع الرياح رئيس محاصر حكومة تحت الاقامة الجبرية فوضى أرتجالية عصابات تحكم وتأمر وتنهي . ما اتعشه وما اثقل كاهلهُ من شتاء مر على الرئيس هادي من رئيس دولة الى حبس في منزله تحت الحصار والاقامة الجبرية والمليشيات تفعل ما تشاء وما لذ وطاب لها انتهى فصل الشتاء نهاية دراماتيكية لم تكن متوقعة ولم يحسب لها حساب أو يتوقعها حصيف او عاقل شتاءُ جرّ معه اذيال هزيمة وعار وخيانة تعرت فيها الوجوه المقنعة وانكشفت حقيقتها وظهرت معها كل نواياها المبيتة والخفية . هذا هو شتاءُ الرئيس في الشمال وما كانت حصيلته النهائية انكسار وخنوع وضياع عاصمة دولته وهروبُ في جُنح الظلام تاركاً عاصمته وحدها تقارع مغتصبيها وناهبيها بمفردها لاشئ يستر عورتها ويذود عن عرضها وجمالها . مر الشتاء ساخناً وكان لصنعاء ما كان لها من نصيب وما لاقته من تجريف وتدمير من مغول وتتارالحوثيين لينتهي معها اسدال الستار على الفصل الاول من الحكاية في فصل شتائها ليبدء معها بداية قصة جديدة وفصول اخرى من الحكاية وفرسية جديدة انها قصة مدينة عريقة انيقة الجمال هادئة الطباع مدينة يطلق عليها مدينة السلام والتجانس مدينة الامل والحياة إنها عدن الحبيبة لتروي قصة صيف ساخناً باحداثة ومعاناته صيف سيكون غير السنوات الماضية أيام صيفه سيكون ملئ بالأحداث المؤلمة والصراعات التي ستزيد من سخونة صيفها وترتفع معها درجة حرارتها لأن المؤشر سيرتفع درجة سخونته بالتزامن مع تصاعد الاحداث . لا ادري كيف ستكون حياتنا هذا الصيف وما تخفية الايام لنا وراء ظهرها خاصة مع بداية ضهور بؤر التوتر وحسابات الساسة وتحالفات القادة وتمترس المسلحين وتموضع القناصة وغيرها من مؤشرات تدل على ان القادم يحمل معه لنا غموضاً لم تزل ملامحة ضبابية غير واضحة لأن التقلبات لا تزال متدحرجة وغير مستقرة لنستشف منها مصيرنا وما قد نكون عليه ليكن ما يكن فنحن في آخر المطاف جزءً من قاطني هذه المدينه الجميله وما سرى على قاطنيها سرى علينا فلماذا نخاف من المجهول ونحن من أرتضيناه وقبلنا به بيننا لاننا لم نُحرك ساكناً وظلينا صامتين صموتاً ترنحت منه الجبال فأستعدوا للمصير القادم بحلوه ومره .............