من المرات القليلة التي أشحذ همة قلمي ليقف رصينا في وجهك يا سيادة الرئيس ، اعلم جيدا أن القلم الذي سيكتب هذه الأحرف المهترئة أمام سيادتك ، لا يشبه القلم الذي تُكتب به خطابات الأعياد الوطنية ، وليس ك قلم عبده بورجي أو نصر باغريب أو عباس المساوى ومن شابههم إلى حدٍ ما اشعر بديمومة جفاف القلم أحيانا ، لكنني لا استطيع أن أملأه بحبر التزلف والتقرب لشخصكم باريس .. لأجل وائل القباطي فقط اكتب هذا ، وائل الشاب الصحفي الذي يدفع ثمن اعتقاده بحرية أدعيت بها يا سيادة الرئيس ، لهذا أردنا أن نعاتبك بطريقة مسؤولة عن تصرفات احد أعضاء السلك الأكاديمي في البلد ضد هذا الطالب ،وأملنا بعد الله سبحانه وتعالى أن تعمل على إنهاء هذه المأساة ولتعد ل وائل ابتسامة انزاحت فجأة من على محياه .. اعتقَدَ وائل أن هناك مساحة شاسع بونها ليقول أن هناك أخطاء تمارس في جامعة عدن ، وان هناك قيادة لا يهمها أن تكون الجامعة كصرح علمي وبدلا من ذلك تم تحويلها إلى مخفر أمني تحمل قيادتها هراوات مجتزئة من تعبث بما تبقى من جمال في هذا البلد ..وائل القباطي يا صاحب الفخامة ، ذلك الشاب الطامح ، يتوهج إبداعا ، يخلق في زوايا وطنه بقع ضوء كثيرة رغم ما صنع حبتور أو شاكلته في المؤسسات الحكومية من عتمة ويأس لدى الجيل الصاعد اليمني .. تم توقيفه لعامين دراسيين ،من أوقفه هو الدكتور: عبد العزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن ، هذا الرجل رغم جماليته في التنوير التعليمي أحيانا إلا انه يتصرف الآن كرجل افتراضي يحاول أن يجعل من جامعة عدن مكانا لائقا للقمع والكبت الوطني ، استطاع بن حبتور أن يخلق فجوة مؤلمة هي أيضا في النظرة الاستعلائية للرجل الأكاديمي أمام طلابه ، استطاع إن يحول دفعة " اليمن أولاً" في قسم الإعلام بجامعة عدن من دفعة أرادت أن تحتفل بتخرجها لتخرج راعية للحرف المسؤول ، ببراعة حولها بن حبتور إلى دفعة تتوجع طفحا بتوقيف زميل لهم ، له حجمه الذي يليق به كحجم وائل القباطي .. يا سيادة الرئيس ،المشكلة ليست فقط بتوقيف وائل لعامين دراسيين وحرمانه من فرحة التخرج الذي احتفل مع زملائه الخريجين بوجه مبتسم يوم أن اتشح بالسواد ، المشكلة الكبرى أن الشخص الذي قمت بتعيينه ليتحمل مسؤولية صرح عدن الجامعي داس على قرارات السلطة القضائية التي أقرت بعودة الطالب وائل القباطي لمواصلة دراسته وتوقيف القرار الظالم الذي اتخذه بن حبتور ، نعم يا سيادة الرئيس : صفعنا بن حبتور كثيرا وهو يرمي بتوجيهات محكمة صيرة خلف ظهره ، ولم يعِ هذا الرجل فداحة ما قام به من تعسف وطغيان وديكتاتورية في وقت كان وائل في قمة تعامله الأخلاقي الراقي وهو يتوجه لتقديم شكواه بعد الله سبحانه وتعالى إلى القضاء ، ليصنع فارقا حقيقيا في النقد البناء و التعامل المسؤول مع الاختلالات ، والقضاء ساحة حقيقية لإصلاح هذا الاختلال ومكان قانوني لردع القرارات السادية الغير مسؤولة حين تتخذ بداعي المزاجية والانتقام ليس إلا ، متى ما احترمت هذه السلطة القضائية من قبل قيادات البلد وبن حبتور احد القيادات التي نالت ثقتك يا سيدي الرئيس .. وبعنفوان الأكاديمي المهترىء تم رفض توجيهات وزير التعليم العالي بخصوص إعادة الطلاب الموقوفين ومن ضمنهم وائل القباطي ، ذلك حين استطاع الوزير أن يفهم معنى العفو الرئاسي وان يوجه رئيس جامعة عدن بتنفيذه إلا أن هناك شيء يقبع في رأس رئيس الجامعة يأبى الرجل أن يوضحه للجميع ليبقى معشعشاً في رأسه .. أما الآن ومادام الجميع يصرخ بإعادة الطالب إلى مقعده الدراسي ، وإنهاء هذه المعاناة ، فأنت وحدك يا فخامة الرئيس من تستطيع أن توقف هذا العبث اللا واقعي والغير مصدق ، أن تعيد الطالب وائل لكي ينهي دراسته الأكاديمية في امتحانات الدور الثاني وبدرجة وافية ، وان تعيد النظر بما خدعت به أنت وخدعنا نحن أيضا برجال يصنعون التجهيل اليومي و لا يستطيعون النظر إلى أبعد من دائرة الحزب ، بعيدا عن نظرتهم للوطن ك حاضن للجميع ..