أولاً ،لابد من ايصال الأمانة التي حملني إياها موظفو ومهندسو وزارة الأشغال العامة والطرق ،وهي شكرهم الجزيل لموقع حياة عدن ودوره في مناصرة قضاياهم ومطالبهم الحقوقية المشروعة ،حتى أن الوزير الكرشمي خاطب مرةً بعض المحتجين بقوله :"خلوا موقع حياة عدن ينفعكم ". لست –ولله الحمد- موظفا في وزارة الكرشمي الذي أزكم فساده الأنوف ،ولكنني تلقيت دعوة لحضور الفعالية الاحتجاجية التي مزق فيها الحرس والشرطة الكرشمية لافتات المحتجين الذين طالبوا فيها بحقوقهم ورحيل الوزير وزبانيته الفاسدين من الوزارة التي يبدو للعيان أنها تعيش أسوأ وضع في تاريخها .
الجُنْد الكرشميون يقولون أنهم تلقوا أوامر من الوزير صريحة في حرق اللافتات وتفريق المعتصمين يوميا باعقاب البنادق وإن" تفاقم الأمر سنضطر لفوهاتها ". الأمر يبدو مأساويا للغاية وحكومة الوفاق لاتلقي بالاً لصرخات وأوجاع عشرات من خيرة موظفي الوزارة وكفاءاتها الذين طالهم عقاب جماعي من قبل سعادة الوزير الذي يستمتع بانتهاك انسانيتهم وحقوقهم ويتجشأ كل شهر فلةً جديدة ،يبنيها من منهوباته ورواتب الموظفين في وزارة الأشغال الشاقة .
وفيما انجال الوزير يتجولون على ضفاف نهر النيل ويهدرون المال العام في حفلات الليل الساهرة على ضفاف المسيسيبي يعيش موظفو أشغال الكرشمي وضعا صعبا للغاية .
لقد آلمني حال هؤلاء الذين باتوا سندانا لمطرقة الكرشمي المتوحشة وسياساته الجائرة ،وللعلم فهو لايحضر الى الوزارة إلا " فيما ندر "لأنه ممن يمضغون القات ويلعبون الكوتشينة ليلاً وإذا حضر فهو في اجتماع مع رفاق اللصوصية داخل قلعته الكرشمية ،وفي الاجتماع تتم عملية تقاسم غنائم الموسم ،على أقبح وجه .
واللافت أن الزائر للوزارة يجد مدى الرعب والهلع في عيون رعاع الوزير وتتعاوره الأسئلة من كل جانب من قِبل عسعس الكرشمي الصغار :من أنت ..من تشتي ..أيش معك هنا ..انتظر واذا ماعرفوا أنك صحفي قالوا من أرنبة أنوفهم :الوزير في اجتماع ..رحْ لك بعد حالك .
بالتأكيد ستغادر القلعة الكرشمية بين أعقاب البنادق وفوهاتها وفي ذاكرتك كرشميات كثيرة ومقززة .