إن الظلم زائل لا محالة وهذه حتمية تاريخية ونحن نعيش الآن عصر انهيار الأنظمة الديكتاتورية التي أذاقت الشعوب مختلف أصناف العذاب وها هي اليوم تتبنى الدعوة إلى حوار في محاولة منها لالتفاف آخر على قضايا كبرى مثل القضية الجنوبية التي يلتف حولها شعب الجنوب بأكمله والذي يقف موقف الرافض من الدخول في حوار لا يعبر ولا يحترم عن إرادة الشعوب. إن تعارض الاحتلال مع منطق التطور السياسي التاريخي يجعله يدفع ثمن هذا الإصرار والعناد داخل قاعة حوار التآمر التي سوف تشهد صراعاً عنيفاً بين مختلف قواه المشاركة التي تختلف وتتفق بين الحين والآخر وكل طرف ينتظر حصته من الكعكة وتثبيت موقعه لمواصلة الهيمنة والظلم، هذا طبعاً هو حلم النخب السياسية الآتية من مناطق الخراب والدمار ومن مواقع الهزائم والفشل والناهبة لخيرات البلاد والعباد والرافضين للتغيير والتحويل والمحصنين من المسائلة وداخل القاعة أيضاً قوى أخرى تدعي الحداثة والثورية التي يبدو أنها عاجزة وغير قادرة على تغيير المشهد وهذا واضح من خلال تراجعها عن كثير من مطالبها التي كانت تشترطها لتهيئة الأجواء لانعقاد المؤتمر ومن هذه الحالة سوف يتحول إلى بركان عنيف يصعب السيطرة على مجرياته إذا أرادوا فعلاً إحداث تغييراً حقيقياً ولكنهم سوف يتذرعون بالوضع القائم في الجنوب المدجج بالقوات العسكرية ومختلف أنواع الأسلحة التي تقتل الأبرياء والعزل وتعتقل النشطاء وهذه الطبيعة العدوانية تجاه شعب الجنوب هي عمل ممنهج ومتواصل وهم يعرفون تماماً أن الجنوب يعيش وضع ثوري حقيقي لن يقبل بالمساومة وأنصاف الحلول. ولهذا سوف يحولون قاعة المؤتمر إلى قاعة إجماع لشرعنة الحرب الشاملة على الجنوب ومن هذه المؤشرات يجب على قيادة الثورة السلمية الجنوبية العمل بجد وحزم وإدارة المقاومة السلمية وتكثيف أعمال التنسيق بين قيادة المكونات والمحافظات والمديريات والمراكز وتكثيف الاتصال بالمنظمات الدولية والحقوقية المهتمة بالحقوق والحريات وإطلاعهم على الوضع وخطورته وما يبيته المحتل من حرب إبادة شاملة على الجنوب. إن المؤتمر هو صناعة قوى قديمة قد سئم الناس من صورها وهي سبب كل البلايا والمصائب التي حلت بهذه الأمم وهذه القوى هي تعيش خارج الزمان والمكان وجاءت إلى الحكم بالقوة والتزوير وإلا إذا كانت نخب شعبية لالتزمت بمطالب الشارع واحترمت إرادته وما استقوت بالخارج وهذا دليل قوي على فشلها ولن يطول عمرها وما يحصل في العراق خير دليل على انهيار العملية السياسية وسوف تنتهي اللعبة وتتكشف الأوراق وعندها يبدأ الدخول في مرحلة جديدة بين الشمال والجنوب كحتمية لا مفر منها وعندها نقول لهم لكم فوضتكم وبلادكم ولنا دولتنا وبلادنا إن شاء الله.