منح العالقون بحلم الخلافة مليشيات الخرافة بروبجندا الضهور كصاحبة استراتيجية رعب سيطرة مستطير يتربص بجدوى عاصفة الحزم ومستقبل صمود قوات المقاومتين الجنوبية والوطنية وشركائها من القوات المشتركة على الارض المحررة . إستراتيجية بلا مقومات موضوعية وواقعية وتندرج ضمن الإدعاء المستحيل الذي يتم تركيب مشاهدها الديكورية بقطع مسرح مقايضات توسعت مساحته اكثر مما ينبغي بحثا عن جمهور متابع بإهتمام وإندهاش وقابل للتأثر السلبي حد الإنهيار ، وبهدف تحقيقها على ارض الواقع جرت محاولات كثيرة وفي اكثر من مشهد وحكاية حتى غدت خشبة هذا المسرح تمتد من نهم شرق صنعاء الى حزم الجوف وتخوم مدينة مارب وتتوسع يوما بعد اخر، وقد سبق وان تقلص هذا المسرح في دور جيش الخلافة الاخوانية حتى راى مؤسس فن كوميدا الحروب وموهوب قناتي العربية والحدث محمد العرب منطقة بني حشيش بالعين المجردة حد تعبيره انذاك . بات من الواضح ان تحالف الإمامة والخلافة يتعاملان مع الحرب في اليمن وفق المرجعيات التي يتعامل بها طرفا التحالف الاصل ايرانوتركيا في الحرب على سوريا والموقف من ثورة يونيو المصرية ونتائجها الحاسمة وكذلك من والجيش الوطني الليبي. وهذه المرجعيات عبارة عن قواسم مشتركة تدور حولها خطوط الإختلاف والتقاطع الايرانية والتركية لا يفسدها سباق الهيمنة على المنطقة ولا يُعطل إنسيابها إعتقاد تركيا ان الخليفة الذي سيستعيد مجدها العثماني لم يعد مُنتظرا فيما مازالت ايران على باب السرداب تترقب مجيئ إمامها المنتظر وتحقق له عبر حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والشيعة في البحرين ومعظم دول الخليج اقصر طرق الضفر بأسبقية السيطرة على المنطقة. كان إخوان اليمن في بادىء عاصفة الحزم واعادة الامل بحاجة الى معجزة تثبت انهم صادقون في تأييدهم للتحالف العربي وانهم شركاؤه الاقوياء على الارض، وبمغالطات تنبهت لها الامارات وتغافلت عنها السعودية حدثت المعجزة ونجح اخوان اليمن من تمويه حقيقة موقفهم والتسلق الى عاصفة الحزم والنفوذ الى اعلى مراكزها القيادية وكانوا سبب إضعاف حزمها وتشويه املها . ما كان مستحيلا جدا ، هو ان يتحصل إخوان اليمن على معجزة اخرى تحول دون تعثر خدعة إنتقالهم هذا بثوابت نهجهم المتعايش مع الحوثيين والمتقاسم معهم عقدة الانتقام من المملكة العربية السعودية..كيف يمكن ان يحافظوا على الحوثي لإستنزاف السعودية في تحالفهم مع السعودية للحرب على الحوثي ومليشياته؟ إنتقال صعب محير تشتبك معه اصعب الاسئلة المعقدة . مع دخول الحرب الحالية عامها سادس تراكم فارق دين الاخوان للحوثيين ووفقا لميزان المقايضة فكان لابد ان يُدفع هذا الفارق على دفعات ثلاث في نهم والجوف والدفعة الثالثة قد تكون مارب إذا ما قبل الحوثيون تنفيذ ملحق الشروط الاخوانية اولها إجتياح الضالع وفتح جبهات له على كامل الشريط الحدودي للسعودية والقضاء على قوات طارق صالح . هذه المقايضات لا تُفسر على نحو يفهم منه ان جيش اخوان اليمن في موضع ضعف وان المليشيات الحوثية في ذروة القوة ، بل تُفِسر ان الإجهاد والإستنزاف المادي والبشري الذي تعانيه المليشيات الحوثية في جبهات الجنوب والساحل الغربي قد دفعها للإستجابة غير المدروسة لورقة تبادل الادوار في الشمال مع جيش الاخوان القوي بإبتزاز التحالف العربي والإستقواء بشرعية الرئيس هادي في الحكومة والرئاسة والتحالف والمناطق المحررة لشرعنة وتغطية مخططات مرجعياته السياسية ضد التحالف السعودية والامارات على وجه الخصوص . ما حدث في نهم والجوف ومايجري الإعداد له هو صفقة إستلام وتسليم لم يربح الحوثيون منها شيئ وفق حساب الحرب مع التحالف العربي او القوات الجنوبية ، خاصة وان جبهات الجيش الاخواني في نهم والجوفومارب كانت طيلة خمس سنوات اقرب الى خط دفاع اول للحوثيين وقد شابته الكثير من النيران الصديقة. يخسر اخوان اليمن الارض كل يوم لكنهم يربحون الحرب وعمى التحالف ولولا سياسة حسن النوايا التي تتبعها المملكة العربية السعودية لما حسّنَ الحوثي شروطه مع جيش الإخوان حد إعلان الاخير حرف مسار معركته من الشمال الخاضع لسيطرة الحوثيين الى الجنوب المحرر ، هذا المكسب الحوثي عزز من ثقته في الإحتفاظ بسيطرته على العاصمة صنعاء التي هي في الاصل عاصمة اليمن والحكومة الشرعية ويأمل ان يمنحه فرجة الإنتقام من عدن وهي تدافع عن وجودها التاريخي كعاصمة للجنوب وعاصمة مؤقتة للحكومة الشرعية قوى اصولية ليس من اهدافها استعادة اليمن الجمهوري بل اليمن العثماني