عقدت هيئة رئاسة مجلس الحراك الثوري لتحرير الجنوب واستقلاله اجتماعها الدوري في يوم السبت 25 يوليو 2020م في العاصمة عدن برئاسة الدكتور عيدروس محسن اليهري رئيس المجلس لتقييم الوضع التنظيمي لهيئاته العُليا ، وفرعي المجلس في العاصمة عدن ومحافظة لحج ، والتطورات والمستجدَّات السياسية والعسكرية والأمنية والشعبية، وعلاقات المجلس ومواقفه الداخلية والخارجية .. وقد ناقش الاجتماع القضايا المدرجة في جدول أعماله بمسؤولية سياسية ووطنية وأخلاقية استناداً إلى مواقف المجلس وأهدافه ومهامه السياسية وثوابته الوطنية الجنوبية ومبادئه وضوابطه التنظيمية المثبَّتة في وثائقه وأدبياته .. واتَّخذ الإجراءات والقرارات الآتية :
1- يُجدَّد الاجتماع التأكيد على تنفيذ قرار هيئة رئاسة المجلس السابق الخاص بإقرار اللائحة التنظيمية المعدَّلة والعمل بها، والاحتكام إلى بنودها ومضامينها وضوابطها في العمل التنظيمي الداخلي والعلاقة بين الهيئات العُليا من ناحية وعلاقاتها بالهيئات الفرعية لفروع المجلس في المحافظات من ناحية أخرى .. على أن يظلُّ الباب مفتوحاً للملاحظات والتعديلات والإضافات التي تُعزِّز اللائحة وترصِّنها لتكون دستوراً للعمل السياسي والتنظيمي المؤسَّسي القائم على التفكير والتخطيط الإبداعي والتنفيذ الخلَّاق والتقييم والمراجعة، والقرار الجماعي والديمقراطية الداخلية، ولا تُقرُّ إقراراً نهائياً إلَّا في المؤتمر العام القادم أو المؤتمر الاستثنائي إن شاء الله تعالى .. وأكَّد الاجتماع أنَّ هيئة رئاسة المجلس هي المعنيَّة - بحسب الَّلائحة التنظيمية المعدَّلة - برسم الاتجاهات العامة لسياسة المجلس وعلاقاته الداخلية والخارجية، ومناقشة المشاريع والقضايا السياسية والتنظيمية العامة واتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة وإصدار إلبيانات السياسية ..
2 - يُجدٍَد الاجتماع التأكيد على ما تضمنته بيانات هيئة رئاسة المجلس السابقة بتعزيز علاقة الشراكة النضالية السياسية والوطنية مع كافة القوى والمكونات الجنوبية ومواصلة اللقاءات لتحقيق شراكة حقيقية استنادا الى الاهداف المشتركة التي نناضل من اجل تحقيقها منذو انطلاق وتأسيس حراكنا الثوري ووفاءاً لدماء شهداؤنا التي روت ارضنا الطاهرة من اجل التحرير والاستقلال وانطلاقا من المواقف والرؤى والثوابت الوطنية الجنوبية والمصير المشترك واحترام ارادة شعبنا الجنوبي وخياراته واهدافه المعلنة. ويُجدِّد الاجتماع الإشادة بالعلاقة المتميِّزة بين قيادات مجلسنا الثوري وقيادات المجلس الانتقالي في محافظة أبين على مستوى المحافظة، وعلى مستوى المديريات بفضل العلاقة النضالية والوطنية المتجذِّرة بين قيادات المجلسين ، وحكمة رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الشيخ العميد عبد الله الحوتري وحنكته السياسية ورحابة صدره وحرصه على تعزيز العلاقة النضالية والسياسية بين المناضلين الصادقين والمخلصين في المجلسين .. كما يُجدَّد الاجتماع التأكيد على ما تضمَّنه البيان السابق بمباركة قرار الإدارة الذاتية وتأييده ، والتأكيد على ضرورة توسيع المشاركة فيها ، وحُسن اختيار قياداتها واعضاءها وفق معايير النزاهة والشفافية والخبرة والكفاءة والمهنية والاختصاص، واعطاء الاولوية في ذلك لمن تم تهميشهم ومحاربتهم واجبارهم على التقاعد المبكر بسبب مواقفهم الوطنية ورفضهم للفساد ومقاومته .
3 - يُحيِّي الاجتماع شعبنا الجنوبي العربي الأبي والصامد في موقفه الرافض لقوى الاحتلال اليمني ومليشياتها وجحافل جيشها ، والصابر على سياسة العقاب الجماعي المتمثِّل في التجويع والتركيع وحروب الخدمات الضرورية وقطع رواتب موظفيه والتلاعب بالعملة وإضعاف قيمتها الشرائية والغلاء الفاحش وافتعال الفوضى الأمنية والانفلات الأمني والبلطجة، واستئجار أدوات القتل والترويع وغيرها من صور الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.. فضلاً عن الحرب والضغط على كل جبهات الصمود والتصدى.. ظنَّا من القوى اليمنية الاحتلالية أن شعب الجنوب سوف يضعف ويستكين ويخنع ولا يقدر على النهوض والعودة إلى زخم مليوناته الحاشدة التي زلزلت الأرض تحت أقدام جحافل الاحتلال اليمني العفاشي وأمنه المركزي والقومي وهزَّت عرش حكم عفاش في المحافظات الجنوبية وعرشه في صنعاء .. فإذا به ينهض من تحت الرماد كطائر الفينيق، فينتفض انتفاضته المعهودة بحشوده العارمة التي صدمت قوى الاحتلال وأفشلت رهاناتها وأذهلت العالم في المكلَّا وحوطة لحج ولودر ومودية والمهرة، والتي جدَّدت التلاحم بين محافظات الجنوب ومناطقه ووحدتها المصيرية، والرفض المطلق لمحاولات قوى الاحتلال اليمني الظلامية والطائفية البائسة واليائسة ، والتي رحَّلت خلافاتها وصراعاتها على السلطة والثروة واتفقت على تغيير مسار الحرب واتجاهها، وحرفت بوصلتها نحو الجنوب ، وتبادلت الأدوار والمهام، لاعادة احتلال الاراضي الجنوبية المحررة.
ويُؤكِّد الاجتماع أنَّ الإرادة الشعبية لشعب الجنوب هي أقوى عوامل القوة لتعزيز المسارات السياسية والجبهات العسكرية، وأنَّ التخلِّي عن هذا العامل يضعف تلك المسارات السياسية والجبهات العسكرية، لأنَّ إرادة الشعوب أقوى من كُلِّ الإرادات، لاسيما عندما يكون الشعب على درجة عالية من الوعي بقوة إرادته الصلبة ومواقفه الفولاذية، ومتشبِّثاً بخياراته واستحقاقاته وأهدافه، وهو ما يتَّصف به شعبنا الجنوبي الذكي والواثق بأنَّ إرادته لا تُقهر ولا تنكسر .. فقد كان ومازال في الموعد وعلى العهد في تلبية الدعوة لتعزيز قيادته السياسية ومقاومته وقواته العسكرية والأمنية في الجبهات السياسية والعسكرية..
4 - ندعو الجنوبيين السياسيين والعسكريين إلى فكِّ ارتباطاتهم بالأحزاب اليمنينة والوحدات العسكرية للجيش اليمني ومليشيات قواه الظلامية ، والانحياز إلى أهلهم وأبناء جلدتهم وشعبهم ، وخروج السياسيين من المكان الخطأ إلى مكان الصواب ، وخروج العسكريين من مُستنقق الموت مع الاحتلال اليمني الذي يضعهم في صدارة الجبهات في مواجهة إخوتهم وأبناء جلدتهم ، ويقدمهم قرابين لتحصدهم رصاصات إخوتهم ، والتحرُّر من العار الذي سيظلُّ يُلاحق أبناءهم وأحفادهم بعد الموت أوالهروب وراء جحافل المحتلين والغزاة والتشرُّد .. وهو انحياز للحق والعدل والإنصاف ، وانتقال إلى مربَّع الأبطال ، إذ يُمكن أن يتحوَّل المغامر والمكابر والمخدوع والمغرَّر به إلى بطلٍ في لحظة القرار الشجاع إذا ما تمعَّن في موقفه وماضيه ومصير مستقبله ..
5 - نُجدد الدعوة والنداء الوطني الصادق والمخلص إلى جميع قوى الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية وجميع النخب السياسية والشخصيات الوطنية الاعتبارية المستقلة باسم أمهات وأباء وأبناء الشهداء ، وباسم الجرحى ومُعاقي الحرب ، وباسم شعب الجنوب الصابر والصامد والموحَّد .. ندعو الجميع إلى ترك مربَّعات خلافات الماضي المقرفة وصراعاته المؤسفة والترفُّع عن الأحقاد والضغائن والسمو إلى مصاف التضحيات والانتصارات، والتجرُّد عن الذاتية ، والاتجاه بقلوبٍ صافية وعقولٍ متفتِّحةٍ لتوحيد الجهود المبعثرة والمشتتة وتحقيق التقارب والتوافق الجنوبي وتأسيس الجبهة السياسية الجنوبية الداخلية العريضة بالاعتماد على ما تأسّس لمواجهة مؤامرات قوى الاحتلال اليمني وخططها ومحاولاتها عسف الزمن وإعادة عقارب الساعة والعودة إلى ما قبل 19مارس 2015م لاستعادة الهيمنة على الجنوب وإعادة احتلاله لتحقيق ماعجز عن تحقيقه تحالف الحوثي وعفَّاش ، بحيث تعتمد عملية تعزيز الجبهة الداخلية الجنوبية على مبادئ التصالح والتسامح والشراكة في استكمال تحرير الجنوب وتحقيق استقلاله وبناء دولته الفدرالية المنشودة القائمة على النظام والقانون والحكم الرشيد والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والحريات العامة والتعددية الحزبية المرشدة ونسج علاقات تعاون وحُسن الجوار مع الدول المجاورة يتأسَّس على مبادئ التعاون والاحترام المتبادل وعدم التدخُّل بالشؤون الداخلية..
6 - نُعلن تضامنا مع المعتصمين العسكريين والأمنيين امام معسكر قيادة التحالف العربي للمطالبة باستحقاقاتهم في انتظام الرواتب، وغيرها من الاستحقاقات، ورفض سياسة الإضعاف والتركيع والتجويع والإذلال .ونُؤكِّد أنَّ التلاعب بقضية الرواتب التي لم تُقطع على موظَّفي دول العالم حتى في ظروف الحروب يُعدُّ جريمةً وصورةً من صور الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.. ونطالب التحالف العربي بالالتزام بواجباته بوصفه المعني بهذه القضية وغيرها من القضايا الإنسانية المرتبطة بحياة الجنوبيين ومعيشتهم .. وندعو جميع المكونات والمنظمات المدنية والنقابية والفئات والشرائح الاجتماعية إلى التضامن مع أبائنا وإخواننا العسكريين والأمنيين المقاعدين قهراً وقسراً وغيرهم من العسكريين المرابطين في جبهات الصمود والتصدي والدفاع عن الشرف والكرامة والأرض والعرض الذين يُعذَّبون في استحقاقات الرواتب كأنَّ التحالف العربي يٍكافئهم على الانتصارات التي يحققونها، والتي تُعدُّ انتصاراتٍ للعرب قبل أن تكون انتصاراتٍ للجنوب، وعلى المآثر البطولية في التصدي لمحاولات تهديد الأمن القومي العربي ..
الرحمة لشهدائنا الأبرار ..
الشفاء لجرحانا ..
الحُرِّية لأسرانا في زنازين الاحتلال ..
والرفعة والعزَّة والانتصار لشعبنا الجنوبي العربي الأبي ..