ندد مرصد حضرموت لرصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، بالمذبحة التي أرتكبتها جماعة أنصار الشريعة الموالية لتنظيم القاعدة بمحافظة حضرموت يوم أمس الجمعة بحق 14 جندياً حكوميا بزيهم المدني ، كانوا في طريقهم إلى العاصمة اليمنية صنعاء ، واصفا تلك الواقعة بالوحشية.
وقال المرصد في بيان له تلقى "حياة عدن" نسخة منه أن تلك المذبحة تتنافي مع كل القيم والمبادئ الإسلامية والأعراف الحقوقية والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، مطالباً جميع الأطراف بالتزام بمبادئ اتفاقية جنيف الدولية المتعلقة بأسرى الحرب. مندداً بالإرهاب الذي تعرض له المسافرين من نساء وأطفال ومشائخ أثناء عملية اقتحام حافلة النقل الجماعي وأسر الجنود.
وعبر المرصد الحقوقي عن مخاوفه من أن تتحول حضرموت إلى ساحة صراع لتصفية الحسابات تحت ذرائع طائفية مقيته. قائلاً " أنها بدأت تظهر على الساحة". منددا بالصور التي يتم تداولها من قبل الطرفين ( الجيش وأنصار الشريعة) ففيها تمثيل للجثث.
ودعا البيان الحقوقي طرفي الصراع إلى تجنيب المواطنين خطر الأستهداف ، حينما طالب الجيش بتحديد أهدافه وعدم القيام بتنفيذ قصف عشوائي طال بعض المنازل والمزارع. كما طالب مقاتلي أنصار الشريعة بضرورة الإبتعاد عن المدنيين وعدم المساهمة في تعريضهم للخطر.
(نص البيان )
تابعنا بقلق شديد ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في مدن وادي وصحراء حضرموت من أعمال عنف وممارسات غير إنسانية تُرتكب بعيدة عن كل الأعراف الحقوقية والإنسانية ومنتهكة لكل ما جاءت به الشريعة الإسلامية السمحاء والاتفاقيات والمواثيق الدولية. وهي الأعمال التي كان أخرها مذبحة يوم أمس التي تعرض لها عدد 14 من الجنود الحكوميين على أيدي عناصر مرتبطة بجماعة أنصار الشريعة ، بمدينة حوطة شبام بوادي حضرموت.
أن مرصد حضرموت لرصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، وإذ يُعبر عن قلقه الشديد من تلك التطورات، فأنه يعبر عن إدانته الشديدة لتلك المذبحة البشعة والوحشية التي تتعارض مع كل القيم الإنسانية وتعاليم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف. وبذات القدر من الإدانة ندد بما تعرض له بقية المسافرين من نساء وأطفال وشيوخ في حافلة النقل الجماعي من إرهاب وإفزاع جراء ما حدث البارحة.
إن ديننا الإٍسلامي والاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية جنيف المتعلقة بمعاملةأسرى الحرب، جميعها تؤكد على حق الحياة لأسرى الحرب وتمنع التعرض لهم بالقتل وتنفيذ عمليات إعدام خارجة عن القانون. فكيف الحال بالتعرض لجنود مسافرين بالزي المدني وليسوا في حالة حرب.
أننا في مرصد حضرموت لرصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان ، لا نخفي مخاوفنا من أن تتحول محافظة حضرموت لساحة صراع وتصفية حسابات تحت ذرائع طائفية مُقيتة بدأت تظهر في الساحة، وقد يذهب ضحيتها الأبرياء دونما مراعاة للدين وتحكيم شرع الله وسنة نبيه محمد - صل الله عليه وسلم – وتحريم قتل النفس إلا بالحق.
كما ندد بالصور التي تم تداولها وتظهر فيها قيام بعض عناصر الجيش بالتمثيل ببعض جثث مقاتلي جماعة أنصار الشريعة.
وعليه فأننا ندعو قيام طرفي الصراع ( الجيش وأنصار الشريعة) إلى الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية التي ترفض مثل هذه التصرفات، كما ندعوهم إلى التقيد بمبادئ وأسس حقوق الإنسان واحترام كيان وقيم الأدمية ومعاملة أسرى الحرب وفقاً للقوانين الدولية المتعلقة بأسرى الحرب.
كما نُعبر عن أسفنا لقيام الجيش بتنفيذ عمليات قصف عشوائية طالت منازل ومزارع بعض المواطنين أثناء ملاحقتها لعناصر أنصار الشريعة، وهو الأمر الذي كان يمكن أن يؤدي لسقوط ضحايا من المدنيين .
وإذ يدعو مرصد حضرموت لرصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، الجيش بتحديد أهدافه بدقة وعدم تعريض المدنيين للخطر. فأنه إيضا يُطالب أنصار الشريعة بضرورة الابتعاد عن المدنيين وعدم المساهمة لتعريضهم للخطر.