عبر سياسيون ومراقبون للشأن الجنوبي عن دهشتهم وخيبتهم من بيان السيد علي سالم البيض الذي جاء رداً على بيان مجلس الأمن الدولي الصادر بتاريخ 15 فبراير الجاري ، والمصدر الرئيسي لدهشة هؤلاء وخيبة أملهم هو أنهم لم يكونوا يتوقعوا من قائد سياسي كبير ومجرب بحجم السيد البيض أن يخاطب أعلى مؤسسه دولية بذلك البيان الضعيف والخالي من أية مستمسكات تفند بيان المجلس بشكل راقي ومنطقي . واجمع العديد من السياسيين ممن اطلعوا على بيان الرد على عدة نقاط أجملوها في حديث ل(عدن اون لاين) في :- 1- لقد اهتم السيد البيض في الفقرة الأولى من بيانه بشأنه الشخصي معتبرا نفسه ممثلا للقضية الجنوبية منذ 21 مايو 1994م، ونسي انه أقام في سلطنة عمان ونام نومة أهل الكهف مدة 15 عاما منذ 94-2009. 2- أعتبر ان كونه لم يوقع على المبادرة واليتها التنفيذية فأنه غير ملزم بهما ونسي أن قراري مجلس الأمن رقم 2014 و 2051 قد أكدا على معاقبة كل من يعرقل التسوية السياسية في اليمن استنادا الى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، ولذلك فأن بيان المجلس يستند إلى القرارين المشار إليهما فيما يخص العقوبات. 3- وفي الفقرة الثانية من بيانه أكد مجدداً على أن البيان يعتبر استهدافاً للشرعية السياسية للرئيس البيض المنبثقة عن الإرادة الشعبية الجنوبية . وهنا فأن السيد البيض قد أعتبر نفسه ملكاً على الجنوب بالرضا وإلا بالصميل وان القضية الجنوبية هي "علي سالم البيض" وعلي سالم البيض هو القضية الجنوبية، وفي هذه الحالة فأنه يقزم نفسه من حيث انتقاد مجلس الأمن لعدم الاعتراف به السيد الأول للجنوب ويتناقض مع نفسه فيما حوته الفقرة الأولى من بيانه بأنه يمثل قضية شعب الجنوب منذ 21 مايو 94م ونحن اليوم في بداية 2013م. 4- ويعود السيد البيض مجدداً إلى شأنه الذاتي في الفقرة الثالثة من بيانه مستغرباً من وصف بيان المجلس له ب(( نائب الرئيس اليمني السابق)) مصمماً على انه رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية غامزاً بشخص الرئيس عبد ربه منصور بأنه كان " نائبا للرئيس المخلوع صالح منذ احتلال الجنوب عام 1994م" متناسيا أن بيان مجلس الأمن كان في منتهى الدقة حيث أشار إليه في فقرته رقم (4) بنائب الرئيس الأسبق ولم يذكر كلمة السابق التي وردت في بيان السيد البيض وذلك هو الصواب سياسيا وتاريخيا ولغويا ، حيث انه فعلاً نائب الرئيس الأسبق، أما السيد عبد ربه منصور فهو يعتبر نائب الرئيس السابق. 5- اذا كان السيد البيض يعتبر نفسه رئيساً لجمهورية اليمن الديمقراطية فما الذي يمنعه أن يتعامل مع الذين كانوا معه في موقع القيادة منذ 21 مايو 94م بنفس الصفه الاعتبارية ومعظمهم في الخارج : - سالم صالح محمد وسليمان ناصر مسعود هما عضوا مجلس الرئاسة - عبد الرحمن الجفري هو نائبا للرئيس . - حيدر العطاس رئيس الوزراء. - صالح عبيد احمد نائب رئيس الوزراء - هيثم قاسم وزير الدفاع - عبد الله الاصنج وزير الخارجية - محمد علي احمد وزير الداخلية – محسن بن فريد وزير التخطيط – يحيى الجفري وزير التجارة. ولذلك فأن الاستغراب اصبح لدى الجميع وليس لدى السيد البيض كونه لا يعترف بمن تم ذكرهم ولا بمناصبهم بينما أصر في وثيقته التي قدمها للجنة التواصل بالقاهرة على اعتبار اعترافهم به كرئيس للجنوب أمرا لا يقبل النقاش أما هم فقد أعتبرهم مجرد لاشي . وأخير يشير العديد من السياسيين والمتابعين للشأن اليمني والجنوبي بالذات إلى أمر أكثر أهمية في مقارنتهم بين من هددهم قرار مجلس الأمن باتخاذ العقوبات استنادا إلى المادة 41 من ميثاق الأممالمتحدة (الفصل السابع) وكذا الى ما حل بالجنوب من قبل صالح والبيض وهو على النحو الآتي: 1- المخلوع صالح ومن معه نهب ودمر ثروات الجنوب الطبيعية وأعاد الجنوب الى مربع التمزق القبلي والمناطقي والحروب والثارات ودفع بعناصره الى العنف والقتل والإرهاب لتشويه سمعة الحراك السلمي الجنوبي. 2- السيد البيض واصل طريق المخلوع في اعتماد العنف والإقصاء منذ عودته البائسة الى العمل السياسي في 2009م كما انه دمر أهم ثروة للجنوب حاضراً ومستقبلاً ولسنوات طوال وهي "الشباب" العماد الأساسي لأول ثورة سلمية في الوطن العربي " الحراك السلمي " حيث كان هذا الحراك في أوج مجده يهز عرش المخلوع ليل نهار سلمياً وبتضحيات جسام موحداً متماسكاً يعتمد على ذاته لا يعرف الأموال ولا السرقة ولا الفساد، ومنذ ظهور البيض في 2009م مزق الحراك وأعتمد أسلوب الولاء الشخصي له وأستخدم المال كمحرك رئيسي لأية نشاطات وساهم في اختراق الحراك ودخول الفساد الى مفاصل قياداته حتى وصل به الأمر الى التوجيه باعتماد ما اسماها الخيارات الأخرى وهي العنف والقتل والدعوة للكفاح المسلح هارباً بالجنوب وشعبه من حضن المخلوع الى حضن طهران وأموالها وحرسها الثوري من خلال تدريب مئات الشباب في لبنان وفتح معسكرات تدريبية داخل الجنوب وبالتالي فأنه يتحمل كامل المسئولية عما يصل إليه الجنوب ويضع نفسه أمام قرارات من قبل شعب الجنوب وشباب وشابات ومناضلي الحراك السلمي وأسر الشهداء و الجرحى وهي لاشك ستكون أقسى وأقوى وأوجع من بيان مجلس الأمن وقراراته السابقة واللاحقة.