كتبتُ عام 2008 م في صحيفة الوطني موضوعا هو عبارة عن رسالة لعلي عبد الله صالح اغلقت بسببه الصحيفة.. طرحت فيها عددا من النقاط.. اهمها: ان يثبت علي عبدالله صالح وطنيته من اجل بقاء الوحدة، التي تنهار يوما بعد يوم، بان يتخذ قرارات سياسية شجاعة اهمها إعلان عدن عاصمة سياسية لليمن، ويستقيل من اجل بقاء الوحدة، ويقيل احمد من كل مناصبه العسكرية، لكي يدخل التاريخ من اوسع ابوابه وهي فرصة لم تتسن لغيره، ويرشح للرئاسة رئيسا جنوبيا.. ومجموعة من النقاط الا خرى استخدمها حميد الاحمر في لقائه مع قناة الجزيرة نقطةً نقطة.. وها انا اليوم أجد من يشاطرني التفكير.. هناك مجموعة كبيرة من المثقفين ينادون بذلك.. وهم من الذين يعشقون الوحدة فعلا.. على الذين يعشقون اليمن واحدا موحدا.. يعشقون صنعاءوعدن.. ان يتحركوا لانهم يكرهون ذلك الخط الرفيع الذي وضعه الاتراك والانجليز على الخارطة الورقية وقد نجحوا في ذلك .. لكنهم فشلوا ان يضعوه في نفوس اليمنيين الذين لم يعترفوا به.. وظلت اليمن في قلوبنا هي اليمن الى ان جاء الطاغية صالح، واستطاع ان يفعل في النفوس ما لم يفعله الانجليز.. لعل الهروب الى عدن كعاصمة سياسية، هو اعظم هروب مشرف في التاريخ.. علينا ان ندعم هذه الفكرة التي لا تبدو مستحيلة، ولكنها صعبة، لان كثيرا من القوى ستواجهها.. لكني على يقين من ان الذين يعشقون الوحده هم الاكثر في صفوف الشعب اليمني.. والذين يعشقون الوحدة سيعشقون الفكرة لا شك.. دعونا نبدأ بالاستقطاب، ونبحث عن طريقة للاستقطاب، فلماذا لا يكون لنا مكون سياسي اهلي ينادي ويحاور ويلتقي بكبار المسؤولين السياسيين، في الاحزاب، والدولة من ادناهم الى رايس الجمهورية.. ان صنعاء جميلة بجمال التاريخ التي تضرب في جذوره.. ومغادرتها مسالة تحز في النفس، لكن على صنعاء التي يجب ان لا تكون انانية قط، ان تتنازل عن مكانتها لتفسح لعدن التربع على العرش اليمني، كي تبقى صنعاءوعدن لنا جميعا.. وما اظن صنعاء ستصر بانانية على ذلك لانها ليست كذلك.. هذه المدينة الضاربة في اعماق التاريخ.. ستبقى فواحة بعبق التاريخ، ولن تسقط مكانتها بوصفها اول مدينة عمرت بعد طوفان نوح كما يصف صاحب معجم البلدان.. اعني ياقوت الحموي في معجمه. ان الحقد يتطور الى درجة تمزيق اعضاء الاطفال بالفؤوس، كما حدث في البريقا او احراقهم احياءً كما حدث في سيؤون او قتلهم بالرصاص كما حدث في قعطبة ان الحقد سيتطور على اساس الجغرافيا، وسيزيد كره الجنوبي للشمالي، وكره الشمالي للجنوبي على اساس الجغرافيا ايضا، وستضيع القضايا السياسية وتصبح المسالة مسالة ثار وانتقام.. وهاهي القضية السياسية بدات تختفي ويظهر الحقد في قتل الجنوبي للشمالي وقتل الشمالي للجنوبي.. وسيضطر العاشقون للوحدة الى الانتماء الى طرف لانهم سوف يستهدفون ويهانون على اساس انتمائهم الجغرافي وسيضطرون الى الدفاع عن وجودهم، وكرامتهم التي ستراق.. وهو ما يسعى الى تكريسه كثير من القوى المتضررة من الوحدة والثورة الشبابية المباركة.. اجدد الدعوة الى تاسيس كيان بذلك.. كما ادعو القيادة السياية ممثلة برئيس الجمهورية الى التفكير العميق في هذه القضية،. لانها ستخرجنا من عنق الزجاجة الى الفضاء الرحب للتعايش القائم على قاعدة الحرية والمواطنة المتساوية كما ادعو اعضاء الحوار الوطني الى الاتفاق على ذلك واتمنى ان توضع مادة في الدستور الجديد: عاصمة الدولة عدن.