عدن اونلاين/خاص/ كتب:عبدالرقيب الهدياني الزمان: ليلة الأربعاء الموافق 14سبتمبر 2011م ... المكان: العاصمتين السياسية والاقتصادية للجمهورية اليمنية ... الحدث: ليلة رعب وسيناريو مصغر للحرب الأهلية المفتوحة في أكثر من منطقة وبأكثر من سلاح. لم يجف بعد مداد بيانات ورسائل ومناشدات وتصريحات تبارى خلالها أطراف الأزمة اليمنية في اتهامات متبادلة تنذر وتحذر من تفجير الأوضاع والتحضير لذلك. ففي رسالة رئيس المجلس الوطني للثورة السلمية باسندوة إلى زعماء مجلس التعاون الخليجي يقول: في الوقت الذي لا نزال نؤكد فيه على سلمية مقاصدنا ووسائلنا لتحقيق التغيير الذي ينشده شعبنا ويحقق مصالحه ويوفر الأمن والاستقرار في منطقتنا، يدأب بقية النظام في الاستعداد للحرب والاقتتال.. و يستغل النظام كل ما تبقى من مقدرات مالية وإمكانات شحيحة في شراء السلاح وتجنيد البلاطجة، ولا تخطئ العين المجردة ولا تقديراتنا الدقيقة، في أن النظام يهيئ للحرب والقتال، على نطاق أوسع مما فعل في الحصبة وأرحب وتعز ونهم وأبين والحيمة وغيرها ، ربما يرغب في حرب أهلية، تبقيه مسيطرا على مقدرات البلاد ولو لبعض الوقت. من جابه يتهم النظام أو ما بقي منه -حسب تعبير الملايين من المنتفضين في الساحات- يتهمون أحزاب اللقاء المشترك والإخوان والزنداني واللواء علي محسن والشيخ القبلي القوي صالح الأحمر بتفجير الأوضاع في أكثر من مكان. ليلة أمس الأربعاء هدأت التصريحات ، بينما نشطت المواجهات والقصف والتفجيرات في أكثر من مكان وبالذات في صنعاءوعدن، أربعة انفجارات استهدفت مقرات للأمن في مديريات المعلا والمنصورة بمحافظة عدن، لكنها قتلت طفلا وجرحت مواطنين آخرين، وجعلت أبناء عدن يعيشون ليلة مرعبة. وما إن توقفت تفجيرات عدن منتصف الليل حتى بدأت الجولة في صنعاء ، حيث قتل شخصان وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في الاشتباكات التي تجددت بين القوات الحكومية والمسلحين القبليين التابعين لشيخ قبيلة حاشد الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر في منطقة الحصبة شمال العاصمة صنعاء. وهزت أصوات الانفجارات الناجمة عن استخدام الأسلحة الثقيلة في تلك المواجهات سماء العاصمة واتهم الأحمر في بيان صحفي وزع في وقت مبكر من صباح اليوم القوات الحكومية بالاعتداء على منزله وخرق الهدنة التي وقع عليها الطرفان مطلع شهر يونيو الماضي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وذكر شهود عيان "أن الاشتباكات وقعت في أعقاب تعرض منزل الأحمر لقصف من عدة مواقع تابعة للقوات الحكومية الموالية للرئيس صالح وأنها تمركزت في شارع (مازدا) وجوار حديقة الثورة وبالقرب من وزارة الداخلية واستمرت لساعات. والسؤال المهم: ماهي الرسالة التي أراد المخرج أن يوصلها للداخل والخارج من هذه الأحداث؟، لماذا جاء بث هذا السيناريو المصغر للحرب والمواجهات الشاملة في ظرف بدا فيه المجتمع الإقليمي والدولي مستاء أكثر من أي وقت مضى ، من مماطلة صالح، وفي وقت صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة يدعو لتحقيق دولي في انتهاكات السلطة اليمنية لحقوق الإنسان واستخدامها القوة في مواجهة المدنيين و ممارسة العقاب الجماعي ضد السكان ، وفي وقت صعدت ساحات الثورة وميادينها من تحركها السلمي باتجاه الحسم. كل هذا يضع دلالات كافية، أن الطرف الأضعف سياسيا وحجة - وهو النظام هنا- يفتعل هذه الأحداث للهروب إلى الأمام ، في محاولة منه كماهي عادته كل مرة أن يحجب صورة الساحات والميادين السلمية بإظهار صورة الحرب والتدمير، ليقول للعالم أن اليمن لا يمكن أن يكون سلميا بل فوهة بركان وحمم وبارود ونار، ألم يكن يصم آذاننا على الدوام أن اليمن على شفى حرب أهلية و(الشعب اليمني كلهم قناصة) وإرهابيين وانفصاليين. السؤال الأكثر أهمية: إلى متى ستظل هذه الأرواح الشريرة تهدد ملايين الشعب اليمني وتمارس بحقه صنوف العقاب الجماعي ، إلى متى ستظل قادرة على إلحاق الأذى بناء حتى وهي تغرغر وفي رحلة الموت البطيء.