في مناسبة عيد الغدير الأغر، يوم الولاية، قدم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي تهانيه الخالصة لشعب اليمن والأمة الإسلامية جمعاء، مستذكراً عمق هذه المناسبة الدينية التي تحمل في طياتها إرثاً إيمانياً عظيماً يمتد عبر الأجيال، ويشكل منطلقاً لفهم الولاء الحقيقي الذي يحمي الأمة من الانزلاق نحو الولاء للأعداء اليهود والنصارى في سياق صراع حضاري وديني وسياسي معقد. مناسبة إيمانية ذات أبعاد تاريخية وروحية عيد الغدير ليس مجرد احتفال شعبي، بل هو تجسيد لحدث تاريخي عظيم تمثل في إعلان النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لولاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، في موقع غدير خم، بعد حجة الوداع، حيث أكمل الله الدين وأتم نعمته على المؤمنين، هذه اللحظة الفارقة في تاريخ الإسلام تؤكد على أهمية الولاية كركيزة أساسية لاستقامة الدين وحماية الأمة من الولاء للأعداء. الرسالة التي بلّغها النبي في ذلك اليوم كانت رسالة شاملة، وبالتالي تحدث السيد القائد وحذر من التولي لليهود والنصارى، باعتبار ذلك إخلالاً بالانتماء الإيماني، وتهديداً لوحدة الأمة واستقامتها، هذا التحذير القرآني يحمل في طياته دعوة صريحة للتمسك بالولاء لله ورسوله وأولياء الله المؤمنين، كضمانة لحماية الأمة من التمزق والضياع. التحذير من التولي لليهود والنصارى لا يقتصر على مجرد موقف ديني، بل يمتد ليشمل كل أشكال التعاون والخضوع لهم في شؤون الحياة المختلفة، السياسية، الاقتصادية، والثقافية، هذا الولاء هو خط الدفاع الأول الذي يحمي الأمة من الانزلاق في فخ الاستعمار الفكري والسياسي، الذي يسعى الأعداء من خلاله إلى تفكيك الأمة وتشويه هويتها.وبالتالي غياب التثقيف الديني والتوعية بخطورة التولي للأعداء يؤدي إلى حالة من النفاق الداخلي، حيث تتماهى بعض الفئات مع الأعداء، مما يهدد وحدة الأمة ويقوض قدرتها على مواجهة المخاطر الخارجية، هذه الظاهرة الخطيرة تستدعي وقفة جادة لإعادة بناء الوعي الديني والسياسي على أسس إيمانية صلبة. الصراع مع العدو الإسرائيلي: واقع مؤلم في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والجمهورية الإسلامية في إيران، تتجلى اهمية الولاء والبراءة في أبهى صورها، ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من ظلم وإجرام بحق الشعب الفلسطيني، وما يمثله من تهديد مباشر لكل دول المنطقة، يؤكد ضرورة وحدة الموقف الإسلامي والعربي في مواجهة هذا العدوان. العدوان الإسرائيلي المدعوم من القوى الغربية لا يمثل فقط تهديداً عسكرياً، بل هو محاولة لفرض معادلة الاستباحة على الأمة الإسلامية، وإخضاع شعوبها لحكم الطغاة والعملاء، في هذا السياق، يؤكد السيد القائد على أهمية دعم الجمهورية الإسلامية في إيران، باعتبارها درعاً قوياً في مواجهة العدوان، ومصلحة استراتيجية لكل دول المنطقة. ضرورة استعادة معادلة الردع تواجه الأمة اليوم خياراً مصيرياً: إما الخضوع لمخططات الأعداء، أو مواجهة مؤامراتهم بكل قوة وعزم، قبول معادلة الاستباحة يعني خسارة الكرامة والهوية، بينما استعادة معادلة الردع تعني الحفاظ على الحقوق، والكرامة، والوجود. في هذا الإطار، يؤكد السيد القائد على استمرار اليمن في دعم المقاومة الفلسطينية والرد الإيراني، معتبراً ذلك جزءاً من مسؤولية الأمة المقدسة في مواجهة شر اليهود الصهاينة، والحفاظ على وحدة الأمة وصون كرامتها . الخاتمة عيد الولاية ليس مجرد مناسبة دينية تقليدية، بل هو رسالة إيمانية استراتيجية تحث الأمة على التمسك بولائها لله ورسوله وأولياء الله، وتحذر من الولاء للأعداء الذين يسعون لتدمير الأمة من الداخل والخارج. في ظل التحديات الراهنة، تبرز أهمية هذه الرسالة كمنارة توجه الأمة نحو الوحدة، الصمود، والمواجهة الحاسمة ضد كل أشكال العدوان والظلم. إن استلهام روح عيدالغدير يعزز من قدرة الأمة على مواجهة أعدائها بثقة وإيمان، ويؤكد أن الطريق إلى النصر والكرامة لا يمر إلا عبر التمسك الثابت بالولاية الحقة التي تضمن استقامة الدين وحماية الأمة من التمزق والضياع. بهذا التحليل، تتضح أهمية عيد الولاية ليس فقط كحدث تاريخي، بل كمنطلق روحي وسياسي يعزز من صمود الأمة في مواجهة تحديات العصر، ويؤكد على ضرورة الوحدة والولاء الحقيقي لله ورسوله والإمام علي عليه السلام.