عدن اونلاين/ خاص/ كتب:فؤاد مسعد ارتكبت عصابة البغي والعدوان مجزرة أخرى بحق الثوار، وراح عشرات من الشهداء ومئات الجرحى يعمدون بدمهم الطاهر صفحة العزة والحرية التي اختطوها يوم أعلنوا الثورة في وجه الحاكم الفرد وحكمه الفاسد ونظامه الهمجي، يدرك صالح أن اليمنيين انتفضوا جميعا ضده، بعد صمتهم الذي استمر فترة (33) سنة، وبعد ما خاب ظنهم في بناء دولة على يد بلطجي قادم من مراكز التهريب المشبوهة، ورأوا أنفسهم بعد ثلث قرن من الزمان يحصدون الخراب، ثار اليمانيون كما لم يثوروا من قبل ضد حاكم فاسد، وخرجت الملايين للشوارع والساحات والميادين، وهم يهتفون بملء إرادتهم: ارحل أيها السفاح، كفى قتلا أيها القاتل المحترف الذي يقدم دماء المواطنين قرابين بين يدي أسياده كي يضمنوا له فترة أطول في الحكم، اخرج أيها اللص الذي عاث في الثروات والموارد والخزينة ما لم يفعله سواه، لقد أبت هذه الجموع الثائرة الغاضبة أن تعود إلى المنازل إلا وقد أُودع الباغي ومعاونيه في قفص الاتهام جزاء ما ارتكبوه – وما يزالون يرتكبون- من جرائم بحق الشعب والوطن، وآلت الجماهير على نفسها أن لا تبرح مكانها في الميادين الحرية وساحات الشرف حتى تسترد حقها كاملا غير منقوص من الأيادي الآثمة التي طالما استمرأت العبث والفساد والنهب بمختلف الطرق وجميع الأساليب، يدرك العفاش وزبانيته الأوغاد أن ساعة الصفر دقت مهما بدوا واثقي الخطى غير مكترثين بما حولهم، ومهما حاولوا الإبقاء على كل شيء بمكانه ريثما يعيدون ترتيب أوراقهم المهترئة، ويدرك أن شعبا خرج لن يعود إلا وقد استرد الحق المصادر والسلطة المغتصبة والوطن المنهوب، وهذه الميادين الحية والحرة هي أبلغ رسالة لصالح لو كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، لكنه أبى إلا العناد والغرور وارتكاب الحماقات في معظم مناطق البلاد، وما أرحب وأبين ونهم وتعز عنا ببعيد. صالح اليوم يكشف شيئا مكشوفا، يقول بالفعل والقول أنه لا يملك سوى القتل، ولا يجيد سوى المجازر، ليس في جعبة القتلة غير أدوات القتل وآلة الجريمة، صالح هنا يظهر حاقدا مريضا مأزوما ومجرما، يقدم على الانتحار شاهرا على الجميع وقاحته بكل ما أوتي من خسة وحقارة.. صالح ارتكب اليوم مجزرة بحق الوطن والشعب والثورة والديمقراطية، بكل ما يتحلى به من دم بارد يواصل القتل ويستمر في الجريمة واهما أن المبالغة في الإجرام كفيلة بإعادة الشعب إلى كهف الصمت والقبول به حاكما أبديا ومن بعده نجله القادم هو الآخر على صهوة دبابة غارقة بالدماء. صالح يقتل اليمنيين منذ صعوده إلى سدة الحكم بمختلف وسائل القتل المباشر وغير المباشر، ولكنه اليوم يمهر جرائمه بخاتمة سوداء عنوانها اقتراف الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب، لن تجعل منه سوى سفاح يقبع في أحقر زنازين المجرمين أمام القضاء في الداخل و الخارج. وبينما يفتقد صالح ومساعدوه لشرف الخصومة فإن أدوات الجريمة التي يرتكبونها واضحة بلا لبس وبينة بلا غموض، الجريمة مشهودة أمام الجميع والقاتل مكشوف السوء والسوءة، وهو اليوم بلا قناع يخفي ملامح وجهه المحترق أو قفازات تغطي يديه الملطخة بالدماء، لا رجوع عن ثورة الكرامة ولا تراجع عن ميادين الشرف، حتى يسقط نظام عصابة صارت بلا كرامة ولا شرعية ولا شرف، والله غالب على أمره.