نقمة لاتحد وبغضاء لا تحس وشراهة لا تشبع... كل ذلك ما يحمله صالح وأعوانه نحو هذا الوطن الذي ضاق بظلمهم وشرهم المستطير، فأتباع العواطف طريق للطغيان والعجرفة، لأن العواطف الهائجة تتعب صاحبها وتضنيه وتؤلمه وتؤرقه فإذا أزبد وتوعد وثارت مكامن نفسه وحقده ، تراه يتجاوز مالا يجوز. أن عودة علي صالح بعد تنحيته ليس إلا لمواصلة مسلسل العبث باليمن مستغلا المال المنهوب وما تبقى في الحكم من زمرته والانتقام من الشعب الثائر الذي أسقط ملكه.
هو يريد أن يثبت للكل أن ارض اليمن بعده يبابا وعدما ، بغرض التشفي من الخصوم وإشباع الغليل، وهذا هو سر حقده الدفين الذي عاد يحمله بين جوانح صدره لينفث سمه يمنة ويسرة ، ضانا أنه سيذيق خصومه شتى صنوف العذاب أو ينفيهم من الأرض. ما الذي يتوقعه عاقل من ظالم تربع على الكرسي ثلاثة وثلاثين عاما دون منازع ورحل منة مكرها ليعود حينها مغاضبا بأنصاف الحلول متوعدا خصومة بالويل والثبور وأن موعد قيامتهم قد حانت ". لقد صعد صالح منصة الحكم على دم وواصل حكمه بالغدر والفجور والطغيان ، دفع به إلى قتل كل من ينكر علية فجوره وطغيانه دون تفريق بين قريب وبعيد" فتخلص من الالأف وبطريقته الخاصة ليعاود اليوم ذات الجرم ." ومن شب على شي شاب علية" أن التكبر والعند والغطرسة والأجرام نزعات شيطانية يتشربها الأقران من الذين أظلهم الشيطان وأعمى بصائرهم " لقد تشافي صالح بعد حادثة النهدين . ليتمتم بكلمات توعد فيها مناوئيه دون أن يحمد الله على منة له بالشفاء " لأن طابع الشر فيه قد غلب طابع الخير " . ورغم ثلاثة عقود من الحكم وقيام الثورة لازال صالح غارق بفساده وغيه فهاهو اليوم يعبث بكل جميل قتلا ونهبا ودمارا ويتجلى ذالك من سلوكيات زبانيته في تعز وغيرها وقيامهم في وزارة الداخلية بنهب حمولة أربعين قاطرة من مخصصاتها إضافة إلى قرصنة الأجهزة الثمينة من مبنى الفضائية اليمنية لعلمهم أنها من نصيب المعارضة في الحكومة القادمة . حتى عبد ربة الرئيس المفوض فرشوا له الأرض شوكا محاولين اغتياله وقيامهم بسحب مئة سيارة من موكب الرئاسة وتوزيعها للمقربين، أنة الحقد الأسود في نفوسهم المريضة وتجردهم من الوطنية ومعاني القيم والديمقراطية. إن بقاء هؤلاء الشرذمة الفاسدين يعد بمثابة النار تحت الرماد وناقوس الخطر المرتقب.. لقد بات الحل كامن في بقاء الشباب في الساحات ورفع وتيرة التصعيد هو الضمانة الحقيقية لاجتثاث الحاقدين على الوطن وعلى دعاة التغيير ن الطريق الآمن لانجاز أهداف الثورة وبناء الدولة التي نحلم بها وخرج الشعب إلى الساحات ثائرا لتحقيقها.