سؤال وحيد في ذهن الرئيس صالح أعتقد جازما انه السبب في عدم استجابته لأي مبادرة ومن أي نوع كانت, ويمكن هنا ان يلجأ الى أي خيار لمواجهة الشعب كخيار القذافي مثلا, على الرغم انه قد قتل الكثير من ابناء شعبه بدم بارد في ساحات الاعتصام على امتدارد الارض اليمنية. والسؤال هو من الذي يمول هؤلاء المعتصمين في ساحات التغيير ومن الذي بوسعه تحمل تكاليف الصرف على المعتصمين من طعام وشراب وملابس واتصالات وانترنت ومواصلات ولافتات وندوات وورش عمل وخيام واجتماعات ولجان وتنظيم وووو... هذا مايدور في ذهن الرئيس – طبعا – وهو (أي الرئيس) ينطلق بتساؤلاته هذه من منطلق مجرب خبر أسلوب الهبات والعطايا وشراء الذمم طيلة فترة حكمة الممتدة منذ 33عاما, ويعتقد صالح أن كل شيء في الشارع يتحرك وفق أجندة خارجية بقيادة دولة قطر وقناة الجزيرة, بمعنى أن الوطنية في نظره هي تمجيد شخصه (المقيت) والتغني بالصور التراثية لليمن التي يصورها الإعلام الرسمي بانها من منجزات صالح مثل أغنية..(عالي.. عالي يايمن ) التي يظهر فيها صالح يتجول اما بعض القصور التاريخية والمنشآت. صالح اليوم له أنصار لكنهم من ذوي الدفع المسبق, وفي نظره أن كل من خرج إلى الشارع يطالب برحيله يتقاضى أموالا لقاء هذه المطالب كما يدفع هو لأنصاره وبلاطجته, وهكذا يصر صالح على البقاء بعقلية (مقوتي) لا بعقلية رئيس حكم اليمن 33عاما, فمقدار الدفع الذي يهبه لأنصاره تجاوز 300 دولار لكل مشارك كلها أموال سرقها من عائدات النفط والضرائب وغيرها. فمن يمول المعتصمين الثوار في ساحات التغيير في صنعاء وعدن وتعز وحضرموت وشبوة والبيضاء وذمار والحديدة ووو.. هل صحيح أن الشعب اليمني "مرتزق"؟ لا يتحرك إلا بمقابل!! وهل هؤلاء المعتصمين يتبعون قطر أم انهم متآمرون مع حميد الاحمر وحزب الاصلاح ام يتبعون الحوثي جاءو ليجربوا النضال السلمي بعدما هزمتهم حروب ستة أكلت الاخضر واليابس في محافظة صعدة ام ان علي محسن جمعهم من صحاري اليمن الى الفرقة الاولى مدرع بعدما كانوا يتبعون القاعدة؟! هذه الاسئلة كلها تدور في خلج الرئيس الصالح بعدما اختلط عليه الحابل بالنابل ولم يدر في أي واد هلك وكما كتب أحد الزملاء قبل فترة " ... وكأنك يابو حمد ماغزيت .." أكلت وقتلت وسرقت وبطشت وشردت وصادرت وزمجرت وأرعدت وأزبدت وفي الاخير سقطت سقوطا مدويا ياصالح ما هذا الخاتمة المخزية.. لكن لاغرو فهذه هي خاتمة الطغاة المتعجرفين والجهلة كأمثالك فلو أنك درست حتى الاعدادية لكان لديك قليل من الوعي وفهمت كما فهم بن علي ومبارك لكنك لم تفهم إلا لغة الفيد والنهب وسياسة (فرق تسد). وللإجابة على تساؤلات صالح هذه يمكن القول أن الظلم والجور والطغيان وإراقة الدماء وإلغاء الآخر والعجرفة والروح القبلية المتخلفة لنظام صالح هي من يذكي ويمول الروح الوطنية لشباب الثورة في الساحات وفي البيوت وفي الجبال والسهول وكل ربوع اليمن السعيد الذي ابتسم مجددا بعد حزن دام 33عاما, لقد ظن صالح ان هذا الشعب الذي صمت هذه السنين الطوال لن يتحرك مطلقا ولن تقوم له قائمة ابدا وحسب ان شعب اليمن جاهل كجهله وتخلفه وللاسف فقد رقي وصار في هذه المرتبة بعد ان كان (ذواد إبل) لا يعرف من التعليم شيء ولذلك تعمد ان يجعل الشعب اليمني في جهل دائم لكي لا يستطيع معرفة رئيسه على حقيقته.. اليوم وبعد زمن مديد انكشف المستور وظهر صالح بانه عمل غير صالح عطل المصالح وحول حلو الماء مالح. أواه ياصالح كيف عصفت بك الاحقاد والمساوئ بين ليلة وضحاها.. لقد أضحيت اليوم تحاور على كيفية رحيلك ورحيلك فقط بعد أن تخلى عنك الصديق والقريب.. أين ذاك الهيلمان وتلك الهزات والبزات وأين الكروت التي ربما نفدت وأصبحت منتهية الصالحية.. لقد هويت ياصالح من علٍ من رئيس لليمن الى عمدة لقصر السبعين, بنيت كتائب وزبانية من حرس جمهوري وخاص وفرق خاصة وامن قومي وسياسي وسري وعلني ومخضرية تحسبا لهجوم جيش مضاد سيقوم ضدك ولم تعر الشعب أي اهتمام فجاءتك الامواج القاصفة من حيث لم تحتسب, أطفال وشباب وشابات كلهم "شباب خال من العقد" كما قلت انت ذات مرة في لحظة هرج, خرج الاطفال حتى ليتغنوا بأغنية رحيلك, وأختم هنا بجملة للزميل عبد الرقيب الهدياني واصفا تعنت صالح"... غيب إرادة الشعب فحكم ولم يحقق الغايات والاماني, هاهو خروجه الحتمي يبدو ثقيلا وغير سلس تماما مثل حال الروح الخبيثة الطالعة من جسد إنسان أكثر الخطايا والآثام".