دعا نشطاء يمثلون الشباب في ساحات التغيير جموع المواطنين إلى إحياء "جمعة الإنذار" يوم غداً الجمعة في عموم المحافظات اليمنية للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح. ويعتزم مئات الالاف من المحتجين تأدية صلاة الجمعة في ساحات الاعتصام في عدد من محافظات اليمن أبرزها "صنعاء، تعز، إب،عدن، الجوف، مأرب، البيضاء، ذمار، حضرموت، شبوة، حجة"، وغيرها من المحافظات.
وقال عدد من شباب الثورة ل"المصدر أونلاين" إن يوم الإنذار يٌعد بمثابة إعلان عن "وجود ملايين من اليمنيين المحتجين الذين يرفضون أي مبادرة لا تتحدث عن المطلب الأول للمعتصمين وهو رحيل الرئيس علي عبدالله صالح وسقوط نظامه ومحاكمة الفاسدين".
وطالب المعتصمين جميع المواطنين بالمشاركة الفاعلة في جمعة الإنذار للتعبير عن رفضهم لقمع السلطات للمحتجين، ونضالهم السلمي والقانوني، مؤكدين بقائهم في الساحات حتى تتحقق مطالبهم.
وأضافوا "إن اليمنيين سيقولون أمام العالم كله إن لهم صوتا لا بد من احترامه ومساندته، وأن على دول العالم إقناع الرئيس صالح بضرورة تسليمه للسلطة سلمياً وعدم الانجرار للعنف وسفك الدماء".
وتأتي جمعة الإنذار بعد أسبوع مليء بالأحداث تلت جمعة الصمود التي أحيتها عدد من المدن اليمنية.
وشهدت العاصمة صنعاء تقدما في عملية العصيان وشل الحركة المرورية، عندما قطع المعتصمون جولة السنباني الواصلة بمذبح، وجولة القادسية (سيتي مارت) التي تصل بشارع هائل، وجولة العدل التي تصل بشارع الزراعة، وهو ما دفع السلطات الأمنية لاستخدام العنف في محاولة لإعادة المعتصمين إلى أماكن اعتصامهم السابقة.
وسقط قتيلين وأكثر من 1100 جريح خلال يومي السبت والأحد الماضيين في أعنف هجومين نفذهما بلطجية يتبعون الحزب الحاكم، وقوات من الحرس الخاص والجمهوري والأمن المركزي ضد المحتجين بساحة التغيير بصنعاء، فيما جرح حوالي 9 أشخاص مساء الأربعاء في هجوم ثالث خلال أسبوع فقط على ساحة التغيير.
وقتل طفل في الثانية عشر من عمره برصاص قوات الأمن في مدينة المكلا السبت الفائت. وفي مأرب أصيب أكثر من 30 شخص عندما اطلق مسلحون يتبعون محافظ المحافظة النار على المعتصمين أمام مبنى المجمع الحكومي، والذي أسفر أيضاً عن إصابة المحافظ الزايدي بطعنة في رقبته.
وغير بعيد عن مأرب، وبالتحديد في عاصمة الجوف، قتل شيخ قبلي وعدد من الجرحى في هجوم لبلطجية الحزب الحاكم على المعتصمين الذين سيطروا فيما بعد على المجمع الحكومي.
وفي الحديدة أصيب أكثر من 200 شخص بجراح واختناق بالسم بينهم مراسل المصدر أونلاين الزميل بسيم الجناني، بعدما هاجم أنصار الحزب الحاكم برفقة جنود الأمن المركزي الاعتصام في حديقة الشعب ظهر الثلاثاء.
واستمراراً لعمليات القمع التي تنشها السلطات، أقدمت قوات الأمن برفقة بلطجية بمهاجمة المعتصمين في ساحة الحرية بمدينة تعز، جرح خلالها 20 شخص، فيما أصيب أكثر من 300 شخص باختناق من الغاز الذي أطلق عليهم.
وفي عدن ينوي المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام تشييع جثمان القتيل جلال ناصر محمد يحي الذي سقط في مواجهات الأمن والمحتجين في مدينة دار سعد، حيث سيصلى عليه في ساحة الشهداء بالمنصورة وتشييع جثمانه إلى مقبرة الرحمن.
ويحذر المعتصمون بصنعاء من انجرار قوات الأمن لاستخدام العنف يوم الجمعة، خصوصاً مع أنباء عن نية المعتصمين للتوسع في عدد من الشوارع مع ازدياد أعداد المنضمين إلى ساحة التغيير بعد وصول المئات من أبناء مدينة عمران بعد نقلهم اعتصامهم إلى صنعاء.