ان تكون حراكيا مخلصا تلك قصة ذات مراحل تتطلب السعي المزيف والعمل المتفاني في البحث عن اشاعات وكذب ودجل وعليك ان تقطع الطرقات وتسلب وتنهب وتفعل المنكرات وتتناول المخدرات والمسكرات وتبحث عن مثالب الجيران والاهل والاصحاب ممن هم في صفك ويشاركونك رغيف العيش لكي تثبت ل(القايد ) انك من الحراك.. فليس كل من اصيب او سجن او قتل او عذب في سجون الامن القومي والسياسي وسجون مقولة يعد حراكيا بل الحراكي هو من كان في حزب المؤتمر ويعادي الثورة السلمية ويجيد مهاجمة الاصلاح والمشترك... فهناك معايير للجودة العفنة يتبعها ديناصورات الحراك العفاشي – طبعا انا لا اعمم هنا - تلك الزعامات الورقية التي الفت التقطع والسطو وليس ما يدور في الحبيلين والضالع وعدن والجنوب عامة عنا ببعيد..لقد سقطت الاقنعة وآن الاوان ان نتحدث عن هذه الجماعات المارقة وافعالها المشينة الدخيلة على المجتمع في الجنوب. لقد أطل علينا أقزام الحراك الجدد – للاسف بعد صمت العقلاء خوفا على السمعة,- بصور قبيحة ولغة عبيطة,نثروا عنصريتهم في كل مكان عبثوا بكل ماهو جميل من أخلاق المجتمع أضاعوا المروءة والشرف للانسان الجنوبي الأصيل وصوروه بانه قاطع طريق لا هم له إلا السلب ومصادرة حقوق الآخرين, تلك هي إنجازاتهم التي يتباهون بها هذه الأيام .. قطع طرقات, إحراق محلات, مهاجمة الثوار, إحراق مخيماتهم, نثر الفرقة من خلال وسائل إعلامهم الرخيصة التي تفتقد أصلا للبنى اللغوية والاحترافية في العمل الصحفي. لقد نثروا البؤس والويل والثبور بين أبناء المجتمع ونظّروا للعلمنة والفرقة والشتات وحرضوا وسفكوا الدماء واستباحوا اموال وممتلكات الاخرين بحجة النضال. وهنا تستحضرني صورة من صور التسلط والاستقواء الذي يمارسونه على سبيل المثال – لا الحصر – هناك جماعات للفيد تم تشكيلها مؤخرا مهمتها الاشراف على توزيع مادة الديزل في المحطات من خلال فرض انفسهم بقوة السلاح على مالكي المحطات وتتبع هذه الجماعات احد القيادات البارزة في الضالع المعروفة بالسطحية والتطرف وفقدان ابسط مؤشرات الوعي السياسي... تم تشكيل فرق متخصصة بكل منطقة همها مراقبة قدوم صهاريج الديزل القادمة من محافظة عدن والسير معها حتى ايصالها الى مبتغاها كحماية – حسب زعمهم – كما يقول المثل (حاميها حراميها) وبعد ايصال القاطرة الى المحطة يقومون بمطالبة مالك المحطة بمبلغ من المال لقاء الحماية هذا للافراد ثم (برميل القايد ) يتم جلب برميل فارغ باسم القايد فلان ويملا بالديزل ليرسل اليه او يباع ليقبض هو ثمنه ولا ندري هل يعلم ذلك القايد بهذا العمل المشين ام لا؟ لكن على مايبدو ان الامور تسير دون استنكار ل(برميل القايد ) من اي من قيادات الحراك في المحافظة. تلك القصة (برميل القايد) ذكرتني ببراميل الشريجة التي ضل يتغنى بها الحراكيون منذ انطلاق الحراك الجنوبي قبل سنوات وكيف ان ذلك البرميل الذي كان يرمز الى وطن ينشده العنصر الحراكي قد تحول بفعل فاعل الى مجرد برميل يحوي قليل من الديزل.. ولا شك ان هذا المعيار يدل دلالة قاطعة على تهاوي اهداف الحراك الجنوبي في ظل القيادات الدنيئة التي اساءت اليه على مدى سنوات مضت وكيف ان احلام من ضحو بدمائهم وهم يحملون ذلك البرميل (برميل الشريجة ) قد خابت وتبخرت الى برميل ديزل على أيدٍ خائنة همها الاستقواء والتعالي والفيد بعيدا عن مصلحة الكل التي ناضل لاجلها الكل. المفارقة العجيبة أن من ينشط هذه الايام في صفوف الحراك أناس ظلوا مغمورين طوال المدة الماضية, وذلك يظهر بشكل جلي وواضح مدى اتباعهم للخطة الجهنمية التي رسمها صالح لخلط الاوراق وبعثرة كل ما انجزه الثوار من مراسم ومرتكزات يمكن البناء عليها للدخول في حوار شامل خلال المرحلة القادمة. اقول ياهؤلاء عليكم بمراجعة حساباتكم... الشعب اليمني اليوم غير الذي كان بالامس, الربيع العربي غير كل شيء عبروا عن قناعاتكم وانفصالكم باسلوب حضاري لقد اصبنا بالصمم من سماع نعيقكم ونباحكم انصبو خيامكم وناضلوا مثل خلق الله.. اتركوا الهنجمة فانكم مبعثرين لا تلعبوا بعواطف الناس فانكم تواجهون اناس منظمين بامكانهم البقاء سنين بدون ان تسمع ان احدهم خون الاخر او تهجم عليه .. رجاء اقرأوا مابين السطور فان النيران التي اشعلتموها ستتحول الى حمم بركانية تلتهمكم وقياداتكم الخشبية. * ناشط في الجالية اليمنية بالولايات المتحدة الأمريكية