الاعتداء على مسيرة سلمية في شارع المعلا لكون بعض منظميها ينتمون للإصلاح، و إحراق ساحة بأكملها و إضرام النار في الخيام و السطو على مقتنياتها لأن تهمة الإصلاحية تلاحقها، و أشياء كثيرة قبلها و بعدها تشير بوضوح إلى طفح كراهية تجاه الإصلاح من قبل من يبررون الاعتداء و يميلون للعدوان، وغدا الإصلاح في عرفهم عدوا يجب استئصاله و خصما لا يجوز السكوت عليه، تتعالى صيحاتهم ضد الإصلاح في كل شاردة وواردة، ما من حادثة تحدث إلا و صاحوا: وراءها الإصلاح، وما من مشكلة تستجد إلا و صرخوا: إنه الإصلاح، حتى عبده الوصابي يحرض في المجالس قائلا: مشكلتنا نحن في الجنوب ناتجة عن الإصلاحيين، و هل لعاقل أن يتصور هذا الوصابي وهو يسعى لحشر منطقته في جغرافيا الجنوب و هي الواقعة شمال اليمن، لا لشيء إلا ليحذر من خطورة الإصلاح و الإصلاحيين! يدرك الإصلاح جيدا أن عليه أن يتحمل تبعات حملة تحملها أكثر من جهة و تتحامل فيها أكثر من جبهة، و يعي الإصلاحيون كم هي جبهتهم متماسكة أكثر من أي وقت آخر في وجه الهجوم القادم بلا وجه، و التحريض المتواصل بلا انقطاع و المستمر بلا فواصل، يدرك الإصلاحيون أن ثمة تحديات تواجههم ويواجهونها كما و يثقون أن بمقدورهم تجاوزها كما تجاوزوا سابقاتها و كما تخطى حزبهم غيرها من العقبات والعثرات التي وضعت نفسها في الطريق، تتعدد الحملة الجديدة القديمة على الإصلاح و تتزايد بتزايد الأطراف التي تصر على اعتباره خصما لا مفر من مخاصمته، و تتجدد الاعتداءات من قبل مهاجمين يعدون الإصلاح عدوا لابد من عداوته و الاعتداء عليه. يا هؤلاء متى تكفوا عن العداوات التي لا طائل وراءها؟ و التحريض الذي هو بضاعة المفلس؟ و الكراهية التي هي سلاح العاجز؟ الإصلاح الذي تعادونه هو أقل من أن يكون عدوا لكم لو كان لحدود عداواتكم منطق يحكمها، و الإصلاحيون الذين تحرضون عليهم ليل نهار بكل ما أوتيتم من قدرة على التحريض و التشويه و توزيع الاتهامات و التأليب عليهم كما لو أن كل قضاياكم ستجد طريقها للحل المناسب إن أفقتم يوما ولم تجدوا في الأرض إصلاحيا. أن يكون الشخص إصلاحيا لا يعني أن مبرر الاعتداء عليه غدا جاهزا، إلا إن كان في العقل لوثة لا يمكن دواؤها والتعافي منها، ذلك أن الإصلاح هو أكبر مما تتصورون و أعقد مما تعتقدون، الإصلاح ليس سلعة تجارية تفقد قيمتها بمجرد التحريض عليها، ولا هو خيمة يسهل القضاء عليها بمجرد إضرام النار في جوانبها، ولا يمكن النيل منه بخبر مفبرك يختلقه أحد المرتزقة من ممتهني الدجل و آكلي فتات الموائد التي تلقى للمتاجرين بضمائرهم. الإصلاح فكر يطاول عنان السماء و وجود يمتد في أعماق الأرض، كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء، يا هؤلاء هونوا على أنفسكم، لقد جرب غيركم الحرب على الإصلاح فانقلبوا خائبين، و عادوا خاسرين و رجعوا منكسرين، فلا تجربوا ما جربوا ولا تخوضوا فيما خاضوا، و اعلموا أنه لا طائل من وراء العداوات التي لا تنتهي إلا باعتداءات والكراهية التي تقود للتصفية و تدعو للإبادة و القضاء على الخصوم، ذلك أن زمن التصفيات ولى بغير رجعة و عهد الوصاية انتهى و إلى الأبد.