عدن اونلاين/خاص أطلقت اللجنة التنظيمية لشباب الثورة السلمية تسمية (الشهيد إبراهيم الحمدي) على جمعة الغد التي تعتبر رقم (34) منذ اندلاع الثورة السلمية المطالبة بإسقاط ومحاكمة نظام صالح. التسمية بقدر ما تمثل وفاء للزعيم الأكثر خضا في ذاكرة اليمنيين وخصوصا في اليمن الشمالي ، على اعتبار انه مشروع الدولة الوحيد الذي كان قائما في صنعاء ، لكنه تعرض للإجهاض ومن أبرز المتهمين باغتياله الرئيس علي عبدالله صالح، بعدها جرى اختطاف الثورة والدولة والوطن وكل شيء جميل فيه على يد الشاويش تيس الضباط في 1978م. شباب الثورة من خلال تسميتهم هذه يريدون لتأكيد على الدولة التي ينوون إقامتها ، الدولة المدنية تكون فيها السيادة والقرار للمؤسسات والنظام والقانون ، وليس العشوائية والهمجية والعرف القبلي والنفوذ. جمعة الشهيد إبراهيم الحمدي رسالة مطمئنة للشعب ورسالة مقلقة لصالح وأبنائه ، مفادها للشعب أن الثورة تسير بكم نحو دولة انتم مصدر القرار فيها، ورئيسها هو خادم لكم،باختصار (رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس).. أما الرسالة الثانية لصالح ففحواها أن ذاكرة الشعب ما تزال تحتفظ لك بالكثير من الجرائم قديما وحديثا والعدالة لك بالمرصاد ولكل كلابك التي تنهش في الشعب حتى اليوم. الحديث عن الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي حديث ذو شجون، فالحديث عنه حديث عن نشأة الدولة اليمنية الحديثة، فقد تولى زمام الحكم في اليمن في العام 1974م في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية غاية في التعقيد، لاسيما والأمور كانت تتجه إلى غير مسارها، إبان حكم القاضي عبد الرحمن الإرياني الذي رأى ضرورة التخلي عن الحكم حفاظاً على مصلحة الوطن وتكريساً لمبادئ وأهداف ثورتي (26 سبتمبر، و14 إكتوبر) . كان الفقيد الحمدي وطنياً محنكاً، نشأ في بيت بسيط ومتواضع في منطقة قعطبة بمحافظة الضالع، علمته الحياة البسيطة التي تربى عليها المعاني الأولى للوطنية، وتعمق في وجدانه حب القومية والعروبة والثورة التحريرية،كما رسخت في نفسه وعقله حلمه بأن يصبح اليمن شيئاً أخر ما هو عليه في ظل الإمامية الحميدية.. كل ذلك رسخ وعيه الفكري والسياسي وموقفه الوطني والقومي والإنساني، وحب اليمن وكل اليمنيين .والفقيد الحمدي إنسان جاد وصادق مع نفسه ومع من حوله، زاهد لم يعرف المجاملة ولا النفاق الاجتماعي أو السياسي ومع ذلك فهو قائد إداري وسياسي محنك، ورجل تنمية وتطوير وتقدم يعرف كيف يحاسب من يعملون تحت إدارته، ويتابع الأمور بدقة ويحددها ويعرف كيف يتعامل معها بنوع من الحزم والشدة، والتسامح والعفو بنفس الوقت، كما عُرف عنه الجرأة والشجاعة وعدم الخوف والصراحة والمواجهة، والتحدي، وهي صفات قلما نجدها في الكثير من الأسماء اليوم، لاسيما في عالم القيادة والزعامة.يشهد له الكثير من أعداءه ومحبيه وممن عملوا تحت إمرته، وعايشوا عهده بذلك (!).إن معظم الانجازات التي نراها اليوم في الساحة اليمنية من تعبيد وإنشاء الطرق وبناء المنشآت الحيوية في قطاعات الدولة المختلفة، من ثمرات خير الحمدي.كان الرئيس المعجزة يتحرك بنفسه إلى مواقع العمل، ومرافق الدولة في مختلف المحافظات متنكراً، ليتابع بنفسه سير أعمال تلك الجهات ليعرف المحسن من المسيء، والقصص شاهدة على ذلك، لقد رحل الحمدي في عام 1978م إثر حادثة اغتيال مدبرة، ورحلت معه آمال اليمنيين وأحلامهم . فكم نحن بحاجة ماسة هذه الأيام إلى رجل شجاع ووطني كإبراهيم يعيد لهذا الوطن مجده وعزته، وللمواطن كرامته وأمنه.