في الجزء الاول من هذا المقال سردت قصص لاقرباء لي عانوا اذيه بالغه ممن كانت في ايديهم مقاليد الامور في العهد الماركسي الظالم الجائرالدخيل واشرت الى ان ما اصاب اهلي وقع مثله واكثرلالاف العائلات الجنوبيه. وخلصت الى القول انه لا ينبغي ابداًان انسى ما وقع لهم من ضيم لان النسيان يعني الخذلان والاساءه الى ذكراهم (خاصه ان كان نسياناً جماعياً) والاهم من ذلك ابقاء ذكرى ما عانوه (خاصه ان كان ذلك ضمن ذاكره جماعيه) فمن شان ابقاء الذاكره الجماعيه حيةً متقده ان يقينا من تكرار حصول الاهوال وكي لا "نلدغ من جحر مرتين" وقلت انني في جزء ثان من المقال ساحاول ان اجيب على هذا السؤال المحوري "هل يستحسن الصفح او هو يستنكر ولا يجوز -عن من كان وراء الاذيه التي طالت اهلي فعلا او عبر التغاضي عن ايقاف او صد الاذيه وهو قادرا على ذلك؟"” وانطوت التعليقات التي تلت نشر المقال وكما توقعت –على اراء مسانده واراء مضاده الا انه يخيَل الي ان الكثير من الاراء المضاده بنيت على خلط او سؤ فهم معرفي-او هكذا اراهاواليكم تبيان قولي هذا 1. لم ينتبه هولاء انني اشرت بوضوح في الجزء الاول ان خصومتي تنحصر في "من سببوا اذيٌه لاهلي ممن كانت بايديهم مقاليد الامور في حقبه الحكم الماركسي الشمولي الجائر". دون غيرهم يجب ان يكون هذا واضحا جليا دون ادنى التباس او خلط ومن اعنيهم هم من كان لهم يداً مباشره في ايذاء اهلي واخرين غيرهم والذين يثبت عليهم الادانه بشكل قانوني لا يعتريه لبس او يغشاه شك في فعل اجرامي ارتكبوه مباشره وساوسع في شرح ذلك لاحقاًفلا يحاولن احد ان يخلط الاوراق ويقول ان حرصي على عدم النسيان هو ضد مبداء التسامح والتصالح بين مكونات اهلي في الجنوب من المهره الى باب المندب والجزر فالتصالح والتسامح قد حصلا وفرغ منهما ومن شان محاكمه مجرمي الماركسيه ان يثُبت هذا التصالح ويعززه ويوطده ولا ينبغي لعاقل ان يرهن التصالح بعفو على مجرم اوغظ الطرف عن ما اقترفت يدا سعد او عبيد واسعود الى ذلك لاحقاً بل انني اجزم ان المصالحه والتسامح الذين حصلا لهما نموذجان تاريخيان رائعان يحتذى بهما ويفاخر بهما الامم وتوقعي اننا سنشهد اطروحات اكاديميه تُكتب عنه في جامعات عالميه2. دعوني اقول وبكل وضوح انني قلبا وقالبا مع استقلاليه الحكم في الجنوب العربي بل انني اتوقع ان يتم ذلك في وقت ادنى مما يعتقده كثيرون. اما يقال ان طلب محاكمه الذين اجرموا في حق اهلي من شانه ان يضر الحراك او ان يبطي حركه الاستقلال فهذا – وربي- كلام لا يستقيم ويشوبه اهانه ويعتريه احتقاراً لا يليق لاهلي الحركيين في الجنوب اذ من يقول هذا فكانه يقول ان الحراك لايكون مؤثرا دون الحوز على رضاء وعون من اجرموا –ولعمري ان للحراك رب يحميه وشعب يذود عنه فالحراك منبعه الجمهور الذي غذاه وبناه حجرا حجرا قبل ان يدخل ساحته سعد او عبيد 3. ولا بد من التاكيد- و ذلك من نافله القول- ان السيئه لا تمحو سيئه حصلت قبلها كان يقول احد ان مساؤى الحكم الشمالي على الجنوب تمحي ما حصل لاهلي من اذيه- لا لن اقبل بذلكوقد بلور فكرتي بشكل غايه في جوده التلخيص وفي اناقه التعبير ما علق به "حسين امعسل من دثينة" على مقالتي بقوله" ليس بالضرورة ان نقارن الحزب بالشماليين كلهم العن من بعض" ثم اضاف " ما فيش قرية ولا مدينة ولا شعب ولا قبيلة ولا رعوي ولا محافظة ولا مديرية الا وصار فيها قتل واغتيال واختطاف وسحل" واضاف ايضاً " قولوا صارت اخطاء هذا مقبول انما نكران الحقائق مرفوض وسنعيد ذكر الجرائم وهي موثقة عند ما لم نجد حتى شبه اعتذار او اعتراف بالأخطاء لأن الاعتراف يعني عدم التكرار لكن التنصل ووصف الماضي المأساوي بالعراقة والحضارة"وقد اعجبني قول اخي حسين كثيرا وساعود الى اقتراحاته الجيده لاحقاً في هذا الجزء من المقال وعوده الى صلب لموضوع وهو "هل يستحسن الصفح او هو يستنكر ولا يجوز؟" لا باس ان ابداء بخلفيه اخلاقيه- قانونيه ذات صله بالموضوع وان على عجل خوفاً من الاطاله عليكم 1. الجنوح الى الانتقام لأّذيه اصابتنا او المت بذوينا جرا فعل من جهه او اخرى غريزه انسانيه مجذره في الطبع الانساني ولكن الانتقام عاده يكون اشد حده وضراوه من الفعل الاول –ليشفي غليل المنتقم- فيلي الانتقام انتقام معاكس وهكذا في حلقه متواصله ولقد وعت والمجتمعات المتمدنه لذلك فحضت الى الصفح وان لم يكن الصفح مستحسناً او كان غير وارد فقد وضعت الحكم في ايادٍ غير متحيزه تتاكد من حصول الجرم دون شك بعد محاكمه عادله ثم يقدر العقاب بقدر الخطيئه والاذيه وبمعيار قانوني 2. فلاسفه الاخلاقيات يرون ان احد الاسس المؤهله للعفو ان الخاطئ يستحقه (اي يستحق العفو) فان لم يكن يستحقه فلا يستحسن العفو ولا ينبغي و الاستحاق الذين يرمون اليه يبني على ركيزتين : ان يكون الخطاء يحتمل العذر ( وهذا لا ينطبق على حالتنا) وان يكون الخاطئ ابداء شعورا واضحا بالاسف لما اقترفت يداه واتضح انه يشعر بالذنب أو تأنيب الضمير (وهذا ايضا لا ينطبق على حالتنا) وبناء على ما سبق فهم يرون ان ليس كل مغفره وصفح مبرر 3. الجنوح الى العفو بسهوله دون تمحيص او غضب يرقى الى صف من " يفتقر إلى الكرامة واحترام الذات" حسب الفيلسوف الالماني كانت والى "الضعف والبلاهه" حسب الفيلسوف الانجليزي هيوم ووصف ارستوتل من كان هذا ديدنه ب"المعتوه"( وزهير بن أبي سلمى ادلى بدلوه هو الخر في هذا الموضوع الا اني اراه قد جانب الصواب في عجز بيته التالىومن لا يذد عن حوضه بسلاحه*** يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم 4. واغلب المفاهيم الفلسفيه تصر على انه بغض النظر عن أي شي اخر فان نسيان الخطاء او الاذيه ليس معادلا او موازيا للصفح او الغفران.وعلى ماسبق ففي حاله الاذيه التي اصابت اهلي وكثيرين غيرهم من اهلي في الجنوب فان الصفح لا ينبغي الا بشروط واركان لاسباب محوريه سته: 1) الاذيه وقعت من اشخاص في اياديهم مفاصل الحكم والملك في حقوق العباد والبلاد. أي انهم استعملوا ادوات القمع التي لديهم دون حسيب او رقيب على من لم يسعفه قدره على صد الاذى او رده 2) الاذيه وقعت بشكل متكرر واسلوب نمطي وبسياسه متأصله مقننه لدي المؤذيين هدفهم من ورائها اخضاع الناس لارادتهم بالترويع والتخويف وارتهانهم وجرهم جراً الى بيت الطاعه. 3) الاذيه وقعت عبر امد طويل وفي كافه المحافظات الجنوبيه دون استثناء 4) الاذيه طالت الاف مؤلفه من اهلنا في الجنوب سجناُ وقتلاٌ وتعذيبا وتنكيلا ونفيا وتهجيرا وتجسسا ومنع ذوي القرباء من الالتئام بعضهم ببعض و صدأ ومنعا لقيام الناس بما امر الله به 5) الاذيه التي اتحدث عنها ترقى الى مستوى "جرائم ضد الانسانيه" حسب تعريف معاهده روما واجماع فقهاء القانون الدولي وساسهب في شرح ذلك لاحقا واثباتهُ. 6) ان الكثير من الذين يتهمهم الناس بالوقوف وراء هذه الجرائم لا يزالون احرار طلقاء بل ان من هم من لا يزال يرى نفسه مؤثرا في حقل السياسه وكان شيئاُ لم يكن وهولاء معروفون باسمائهم وصفاتهم (وهناك من يقول ان لكل محافظه جزاريها المعروفين) ويبقى اعتى الجزارين اولئك الذين شغلوا الوظائف العليا في الحكومه وخاصه في الامن السياسي والمباحث الذين تلقوا تداريبهم المشئومه في التعذيب من سيئه الذكر"ستاسي" (جهاز البوليس السري لالمانيا الشرقيه) وفي وزاره الداخليه واداره السجون ولا يقولن احد انما كان يتبع اوامر رئيس له فهذا دفاع باطل لا يُلفت اليه اكٌد بطلانه في محاكمات نيورمبرغ وقبل هذا كله بمقوله الامام احمد بن حنبل المدويه السرمديه لسجٌانه عندما سأله الاخير "هل أنا من أعوان الظلمة ؟"!.فردَّ الإمام الجليل:- إن أعوان الظلمة؛ هو مَن يرتق له ثوبه ويخصف له نعله، ويعد له طعامه، ولكنك من الظلمة أنفسهم!؟.وارى انه يجب ان نفرق بين درجتين من الاتهام والجرم الذي اصاب اهلنا فالجرم الادنى منها يستحق ان يفكر المرء في امكانيه الصفح عن مرتكبيه بينما يوجب الجرم الاقصى للمحاكمة العلنيه لمن كانت هناك ادله دامغه بانه اقترف جريمه قتل او تعذيب او شارك بالفعل او بالتوجيه او باغفال مسئوليه في جريمه قتل او تعذيب ومن ثم احقاق العقاب عليه ان تحققت شروط واركان الادانه حسب القانون الدولي الحالات التي ارتُكب فيها جرم ليس فيه قتل او تعذيب او خطف واخفاء قسري تحتمل الصفح اذا استوفت شروط محدده ومقدمات مبينه لاستحقاق الصفح فان طبع الانسان الذي فطُر عليه ان الصفح وصفاء القلوب لا يسكن قلوب الذين لحقت بهم اذيه جراء ارتكاب لجرم او اغفال لمسئوليه مالم يسبق ذلك احقاق الشروط التاليه: 1) اعتراف من الجاني بارتكاب الخطاء 2) اعاده ما سلبت من حقوق خاصه ان وجدت3) التاكد من عدم العوده الى جرم مماثل ومن شروط التوبه في ديننا الحنيف ( بعد اخلاص الامر كله لله) الاعتراف بالذنب والندم على ماسلف وردالمظالم الى اهلها واخذ العهد على النفس بعدم العوده الى الخطاء والجرائم التي عاناها اهلي وغيرهم- والتي ادرجتها في مقالي الاول ترقى الى تصنيفها بجرائم ضد الانسانيه وتستوجب المحاكمه والعقاب اذا اكدًت ببراهين وقرائن مشهوده. وذلك تبعاً لما جاء في "نظام روما الاساسي للمحكمه الجنائيه الدوليه" وهي جرائم قتل او تعذيب او خطف واخفاء او شارك بالفعل او بالتوجيه او باغفال مسئوليه في جريمه قتل او تعذيب او خطف واخفاء وكان ذلك بصفه متككره نمطيه متاصله في سياسه الدوله اقول من فعل ذلك وادين وثبت ذلك بادله دامغه في محكمه عادله فيكون بذلك قد ارتكب "جرائم ضد الانسانيه" يستحق عليها العقاب المنصوص عليه وحسب النظام الصادر من "مكتب الاممالمتحده لحقوق الانسان" فانه لايجوز صرف النظر عن الجرائم ضد الانسانيه بالتقادم وان من اجرم ضد الانسانيه ولم يكن ممكناً رفع قضيه عليه في البلد الذي ارتكب الجرم فيه ففي الامكان محاكمته في بلد اخر. هناك اناس باسمائهم وصفاتهم متهمون بفعل هذه الجرائم باهلي وغيرهم وكما ذكرت كان لكل محافظه وجهه ومركز معذببها الا انني تعمدت ان لا اذكر اسماء بعينها لمن شارك في اذيه اهلي لانني بصدد جمع كل القرائن لاثبات الجرم ضدهم ومن ثم ملاحقتهم قضائيا واتمنى من الاخرين ممن اؤذؤا او اوذي اناس يعرفونهم ان يفعلوا التالي كي تتراكم الادله ويثبت الجرم وتستوفى شروط الجلب للمحاكمه: i. أن يراسلوني باي وثائق ومستندات لديهم تثبت الجرم على اهلهم على العنوان التالي [email protected] ii. ساعرض هذه المستندات في موقع على شبكة الإنترنت انشئ لهذا الامرقريبا واسمه " لن انسى" (lun-ansa.com) iii. ساقوم بانشاء موقع بالفيس بوك للغرض نفسه iv. اذا تمكننا من تجنيد متطوعين حقوقين محليين او عالميين فسنطلب منهم تمحيص هذه الوثائق واسداء المشوره القانونيه v. اتمنى ان كل محافظه تكون لجان حقوقيه خاصه بها وتتبادل المشوره مع اللجان الجهويه الاخرى والى متابعه اخرى للموضوع ان شاء الله تعالى وعلى الله الاتكال وبه نستعينعبدالله احمد السياري