طفلة كنت كأمواج البحر عند المغيب دافئة الطيات كالليل صاف تطرزه النجوم المعتقات خرجت باكية العينين صغيرة اليدين.. لكنهم فرحوا بي حد التوهان.. لم تعلم أمي وهي تجلبني عنوة إلى عالمها.. إنها إنما تكتب مأساتي بسبق إصرارها والترصد.. حلِمت بي عصفورة بشريطة حمراء وضفائر مخملية الصنع.. لثغة تسكن شفتيها كلما رأتني اجري نحوها احتضنها واقبلها.. زرتها طيفا جميل المحيا مذ كنت في علم الغيب .. رسمتني على جدران قلب من أحبته .. علمته ان ينطق اسمي..وان يزرع الابتسام على شفتيه لأجلي.. لم يظن ابي اني وبعد ان كنت يده التي تحمل عنه العبء ..وتحنو عليه.. سأصبح كأسا فارغا.. مر الطعم ..وعيب يتوارى منه في كل الزوايا.. عيناه تهرب خجلا من سوء مافعله بي وحوش بشرية جائعة الضمير.. قلبه يقرع طبول الحزن ..لأنه لم يستطع ان يكون ذلك الاب الذي تمنيت.. وروحي ترقص مذبوحة لأني لم اعد طفلته.. من يأخذ لأبي حقه ..من يسترد لي شرفي.. لا حول لنا... لاقوة.. وشيخا متحذلق يفتح عينيه ..ويحكم اكفرتم لايراني أكثر من قطعة لحما .. كائنات وجدت على وجه الخليقة..لتصبح علامة يمر عليها كل غادر.. لا يسأل احد عن فقير استبيح شرفه..ولا عن جائع سرق قوته.. طفلة على مهب الريح بين ثنايا الجوع والحذر.. لم احلم بأكثر من ان أكون عمرا زاهي القدر.. طفلة ليس لي من خبثكم وشركم شيئا.. لم اعلم يوما انكم خنجري المسموم المزروع في خاصرتي.. وانكم حبل المشنقة الذي يربط عنقي عمر.. ليس لي فيكم من عذرا ..وانكم ليسوا الا حجر عثرة.. سرتم على أحشاء عفتي..وتركتموها ..منثورة في الريح تتناقلها الألسن.. اصمتوا فأن صمتكم لي قبر..عنوة تفتحون ألسنتكم .. اغتصبت طفلة ..ياااا لسوء الخبر..!