تلك الفراشة بألوانها الزاهية.. من تنثر عبق رملها المعتق بالحب على أيامنا بحلوها ومرها.. إليك يا صاحبة الجلالة.. يا قمر الزمان..وأزمان عمرنا البهي..المرسوم بفرشاة حنانك القرمزي الباهي.. يا من تزرعين الحب أطيافاً بلون قوس قزح..وتكتمين الهم بين جوانحك خشية أن يلامس أحداقنا.. صديقتي الصدوقة التي لا تكتمني سراً ولا تفش لي وجع.. من تسهر لأنام خاوية الوفاض إلا من حنانها.. حبيبة القلب ومعبودة الأحداق..سيدة قصور قلبي..وفاكهة لذة للمتعبين.. لأجل عمرك الذي طويته بين أضلعنا أعمارا مذ كنا علقة تحلق في الغيب.. لأنك التي لاتكل ولا تمل من بكاءنا..من همنا..ومن أخطاءنا .. عيناي التي ترى كل جميل ..وعقلي الذي يفكر دائماً بي وحدي.. قائدة كتائب الصبر بين دفاتري ..وعلى ضفاف ألواني وأقلامي والمحبرة.. عاشقة نكدي..راضية بي كيف أكون دون تردد أو تلجج..أو ضيق.. يداك الحانيتان لازالتا تسكنا شعري وجدائلي المخملية التي لطالما أحبتك والتصقت بك.. شرائطك التي غرستِها وروداً حمراء وبيضاء على أعتاب ظفائري.. عطرك المنثور بهجة بين أعطاف أحلامي.. حديثك اللذيذ.. وكأنه ذلك التوت بلونه القاني على أوردتي .. سيدتي ..عنوان كل الماضي...حاضري..والق مستقبلي.. ترسمين القلب غيمات بين طيور سماءك البهيجة.. تعتقين خطواتي ..تعيدين صياغتها..وتُحيكين منها غدي.. أيتها الجميلة..الحانية.. أنت كل جمهوري..كل المعجبين بي..وكل من يذرفون الدمع شوقاً لي.. أمي..سيمفونيتي التي اعزفها على أوتار فؤادي .. كلما تغنى القلب باسمك.. أزهو العمر إن أشاروا بالبنان إليك، قائلين إني احمل عبقك وانه يطير بين أحرفي كالفسيفساء .. بين زوايا المرح الشهي تزورين كل مدني..تُعبدين أرصفتها بقهقهاتك .. تملئينها خوفاً علي..وحرصا بي.. أنتِ وحدك من تملكين مفاتيحي..من تخبئينها في ذلك القمقم الزمني..يحرسها ماردك الحنون.. تسيرين على جنبات وأزقة خرافاتي..تَصلين معي ليوم افترق عنك بعد أن كنا توأم سيامي لا يفترق.. تقتلعين قلبك من بين أضلعك لتُهدني فرحاً بيومنا نقشتِ حلمه مذ كنت ناعمة الأظفار على خارطتي.. وتستقبلين القادمين مني ..تُعدين محراب عمر جديد..وطقوساً اعرفها..لكنهم لم يفقهوها بعد.. لينقشوا هم عنك مخطوطات حب يولد ..عنوانها (جدتي).. واحتل أنا مكانك..لتصاغ عني الأحرف وأصبح ولية عهدك .. أتربع عرشاً صنعته بحبك..وأُكمل مسيرة الأم بعدك.. منك السلام واليك السلام .. يا من يولد العمر بين يديك..