في خضم الأحداث السياسية والأمنية الجارية وتداعياتها على كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والبيئية وكل شيء يمت للإنسان بصلة تبقى المرأة عنصر مهم في ذلك الصراع المحتدم على التمثيل والتمكين والاستحواذ . لكن هناك مشكلة لدى المرأة وهو انفصام بين المرأة في النخبة والمرأة المكافحة بحيث لا تعبر امرأة النخبة عن المرأة البسيطة بمشاكلها ومعاناتها وهمومها . لذلك تنشأ قضية بالإمكان تسميتها ((قضية المرأة )) . فقضية المرأة هي غياب صوت المرأة الحقيقي المنادي بانتشالها من وحل الأمية والتخلف وتردي الوضع الصحي والتغرير بها حتى في الجوانب الشرعية وصناعة التشريع والفتاوى حسب فقه الواقع السياسي والحزبي وليس حسب واقعها الذي تعيشه . هناك تساؤل لماذا لا تستطيع المرأة فب النخبة أن تعبر عن المرأة البسيطة ؟ وهل يجب أن تعبر فقط المرأة عن المرأة ؟ برأيي أن قضية المرأة هي قضية إيمان فمن كان مؤمنا بها وبحقها ويشعر بإنسانيتها استطاع أن يعبر عن احتياجاتها . سواء كان امرأة أو رجلا مناصرا لها . فما هي احتياجات المرأة البسيطة ؟ هل تعلمون أن المرأة لا تريد مؤتمرات ولا حوارات ولا كوتة ولا مقعد في البرلمان ، كل ما تريده هو أن تعيش بسلام مطمئنة على حالها وعلى مستقبل أولادها وعلى تجاوز شيخوختها بكرامة . اذا سألت أي امرأة في الشارع ما طموحك ؟ ستقول : (( يا الله نعيش )) أما أذا سألت امرأة من ذوات المناصب والهيبة والصولجان ستقول نريد أن نخدم المرأة بدخولنا في البرلمان والرئاسة والوزارة والمؤسسات . ليس المهم أن يكون الكلام صدقا أم تدليس بل المهم أن تثق المرأة بالمرأة .