اليوم حدث أمر جلل هز أركاني وبعثر مشاعري اسكت لساني وأربك عباراتي ...حينما جاءني أولاد من دار الأيتام ليزوروني ويهنئوني بمناسبة العيد ...وليس ذلك بالغريب بل الغريب أنهم مدوا أيديهم ليعطوني عصب -(كما هو السالف عند الاخوة الشماليين ان يعطي الرجال محارمهم من النساء )-، صعقت من هول المفاجأة بدلا أن أعطيهم جاءوا هم وأعطوني بل وصمموا لأنني امهم ... رفضت ورفضت فقال محدثهم: أنتي أمي ولابد أن تأخذي ... أخلاقهم عاليه وكرمهم عالي -سبحان الله غرس فيهم الرجولة التي انحرم منها كثير غيرهم- ...ليس العبرة بالمال وما أعطوا ، بل العبرة بالفعل وما يعني ..المبلغ قليل جدا اقل مما تتصوروا ولكنه مقارنة بما أملك فهو أغلى من كل أموالي ..حبهم ومشاعرهم أغلى من الدنيا وما فيها ...أقولها هنا عرفان لكم وشكر يا أبنائي الأعزاء ...فانتم تقدمون لي فرحة القلب وراحة البال وانتم لا تشعرون. عندما يتكرم الأطفال الأيتام ويغمرونك بفيض من الحب والحنان في مناسبة عيدية كالتي مررت اليوم، فإنك تشعر بكم هائل من المشاعر الإنسانية الرائعة تلامس كيانك. وعندما يكون مصدر هذه اللفتة الرائعة التي حضيت بها أطفال بعمر الزهور، وأيتام للحنان والحب والمشاعر الدافئة معاني كبيرة في حياتهم ، تقدر بكل عمق معنى أن يمنحوك شيئا هو أغلى ما يبحثوا عنه في هذه الحياة. ألم يعش نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يتيما ولهذا فقد ملئ محيطه حنانا وعطفا ونشر رسالة الإسلام الحاملة لكل المعاني الإنسانية الراقية وما يزال معينها قويا غالبا ترتوي منه البشرية إلى قيام الساعة ، نعم وحدها الحياة التي يحياها المرء من أجل الآخرين هي حياة ذات قيمة.