يحتاج الحوثي أن يصبح إنسانا ، يحتاج لثورة أنسنة تجعله يخلع أدوات حفاري القبور و يتخلى عن زرع الموت في كل بقعة، سيكون من المذهل ان يخرج من قبوه في جبل مران ويستخدم اللابتوب ومواقع التواصل الإجتماعي في إقناع الناس ببرامجه بدلاً عن لغته الحالية. على ابن رسول الله في صعدة التخلى عن لقب "زعيم الجماعة"، والإنخراط في العمل المدني كرئيس حزب أو حتى أمين عام على غرار أمين عام حزب الله ، بالرغم انها جماعة مسلحة تتخذ من المقاومة لتغليف مشروعها المرتبط بالمرشد الأعلى في إيران. بإمكانك أن تضحك من رجل يجرم "ربطة العنق" وينصب مشانقه لقطع الأعناق في وذبح الأوردة ، يجرم ركب الدراجات النارية في الوقت الذي يحرق البلد بالنار في أكثر من مكان وزمان. تخيلوا لو أن الحوثي يقعد مع الفرقاء السياسيين ويناقش قضايا تتعلق بمصير بلد ويتخلى عن إرتباطاته الخارجية ومشاريع التمزيق ، ويقف مبتسماً أمام كاميرا الجزيرة لإدلاء بتصريح لحمدي البكاري عن موقف حزبه من قضية السجل الإنتخابي مثلاً. على قادة ميليشيات الحوثي دراسة قانون الجرائم والعقوبات لدولة اسمها الجمهورية اليمنية وقراءة الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والطفل والمرأة. بدلاً عن نظريات المؤامرة والتجسس التي تحل لهم ذبح الناس، دمويتهم المعقدة بحاجة إلى طوفان نوح كي يتحولو إلى أناس صالحين. يجب ان يعي الحوثي ان ما تقوم به ميليشياته من قتل للأطفال وتجنيد لصغار السن ، وذبح للنساء في حجة،ومحاصرة المساجد بالسلاح في صعدة ، وحرق المخالفين ، والإعدامات الميدانية ، وتكميم الأفواه هي جرائم بحق الإنسان اليمني وليست لعب بلاستيشن! على الحوثي أن يتخلى عن ثقافة البندقية ويتذكر قول أحد غلمانه "قبحها الله من بنادق وهل أغنت عنا شئياً" ، في حجة والجوف ودماج ينكسر مشروع البندقية وتنتصر إرادة الكرامة في الدفاع عن النفس والوحدة والسلم الأهلي. يفتتح السيد زعيم حركة الحوثيين خطاباته بجملته الشهيرة "يا أبناء شعبنا اليمني .." ويخاطب من خلف زجاج واق من أحد جبال صعدة "أبناء أمتنا الإسلامية" كحارس أمين على مقدرات الوطن وثوابت الأمة، في حين يذبح الوطن من الوريد للوريد. في حشد عاشوراء كتب الجنرال الحوثي على لوحة كبيرة "أهلاً بكم في مدينة إبن رسول الله"، قمة الإستفزاز ، ينسب محافظة بسكانها إليه بطريقة عصبوية مقيتة، حتى سيارات الشرطة مكتوب عليها "الموت لأمريكا" شعارهم المقدس. الحوثي بحاجة الى دروس في الوطنية والتاريخ والتربية الإسلامية، أجداده آل بيت رسول الله، كانوا يربطون على بطونهم الحجارة من أجل أن يشبع الجائعين ، والحوثي يسكب دماء الطيبين في الشاهل ومستبأ في الجبال والطرقات. يمارس الحوثي كل ما تمارسه المافيا والعصابات المنظمة من جرائم مروعة تسيطر على جغرافيا بقوة السلاح ، بإمكانك أن تبكي من دم وأنت تشاهد صورة صفية القاعدي ذات العقدين من الزمن ووالدتها تذبحان بصورة لا إنسانية بشعة. يمارس الحوثي سلوك تنظيم القاعدة في القتل بتهم الجاسوسية لأمريكا ، اعدم الحوثي قبل يومين عامل بناء من تعز لذات السبب السخيف، الحوثي يقتل خارج القانون وينصب نفسه قاضياً ومنفذا . ما الذي يمكم أن يقدمه عامل بناء في محافظة عمران لأمريكا وإسرائيل ! وما علاقة الحوثي بالجاسوسية وهو العميل الأول لإيران وصاحب المشروع الطائفي المستورد من الملالي في ايران. لا يمكن للحوثي نشر مشروعه بشفرات السيوف وزرع الموت في كل باب وطاقة ، عليه ان يختار طريق غير هذا الطريق الوعر والذي ستجعله يغني أغنية نيرون الأخيرة . بإمكان الحوثي أن ينزل شوية العيال الحفاة بتوعه من الجبال ويرسلهم إلى أقرب محل لشراء "شنابل " وإلحاقهم بمدارس تزيل الترسبات الفكرية والعقدية والحقد المتجذر في عقولهم. يقول التاريخ ان الجماعات التي تتغلغل جذورها في الدم والحقد الأسود والتشدد من الصعب أن تنخرط في المجتمع والسلم الأهلي، لكن ما زال أملنا كبير في أن يعود قادة هذه الجماعة إلى جادة الصواب.