في الذكرى الاولى لنيلها جائزة نوبل 8 أكتوبر 2011م يوم له ذكرى كبيرة في عام حافل ستتحدث عنه الأجيال والكتاب والمرخون لمائة عام قادمة وأكثر. العام بكل شهوره .. ربيعيا مزهرا .. فواحا بالثورة ، بهيا بالشباب ، مبهجا بتساقط الطغاة والمستبدين.. مكللا بصعود فتاتنا الرائعة توكل تحمل وسام نوبل للسلام.. سنحكي لأبنائنا وأحفادنا قصة الشابة الثائرة توكل كرمان .. حكاية جديدة في سفر العظيمات على خطى بلقيس وأروى بنت أحمد .. نشعر بالزهو والفخر أن أمتنا ما تزال ولادة ولن تصاب بالعقم أبدا ، وهاهي تأتي المفاجئات العظام دفعة واحدة وفي عام واحد ، ثورة أشعلها أكبر قطاع من الشعب ووسام عالمي هو الأول تحصده المرأة اليمنية والعربية توكل كرمان. توكلت وثابرت ونشطت في ساحات الحرية والتغيير ، فأكرمها الزمن بجائزة لتغدو شخصية عالمية ، ترى هل تخيلت حبيبتنا توكل وهي تلاحق وتضايق من قبل جنود أمن نظام المخلوع في ساحة مجلس الوزراء بصنعاء على مدى الأعوام التي سبقت الربيع اليمني أن العالم كله سيفتح ذراعيه لها بكل ترحاب .. هل دار بخلدها شعور بالعالمية وهي معتقلة بين أربعة جدران في سجن المخلوع في الأشهر الأولى للربيع.. عن نفسي أجزم أن توكل كرمان – كما أعرفها عن قرب- كانت تحلق عاليا وتنظر لعالم لم نكن نراه نحن وهي معنا في ساحة الحرية بصنعاء وعدن وتعز ومنصة ردفان وملعب الصمود بالضالع، كانت روحها مفعمة بمعاني المجد والتحرر والشموخ وإلا لما صابرت وقاومت وناضلت كل هذا.. لازلت أتذكر الكلمات التي أطلقتها في منصة ملعب الضالع –جنوب اليمن- أمام الآلاف من جماهير الحراك السلمي ، وبينما كانت تصدح بصوتها الثوري الناعم (جنوبي الهوى قلبي وما أحلاه أن يغدو هوى قلبي جنوبيا .. جنوبيون يعرفهم تراب الأرض, ملح الأرض, عطر منابع الريحان.. جنوبيون يعرفهم سناء البرق, غيث المزَن, سحر شقائق النعمان.. نجوم الليل تعرفهم وشمس الصبح تعرفهم..وبوح الماء للغدران.. حينها رددت ساحة الملعب خلف توكل وصفقت لها بحرارة .. توكل كرمان حملت قيم الحرية وثارت على السلبية والعادات الموروثة المزعومة المثبطة للنشاط .. لم تتقوقع في بيتها وسكنها وقريتها ومدينتها .. لم تسجن نفسها في الجغرافيا فدخلت التاريخ من أوسع أبوابه، فهل يتعلم المناضلون الجهويون أن الذي يحصر نفسه في الجغرافيا يخرج من التاريخ.