يمر الوطن في الأيام القليلة القادمة بمنعطف تاريخي هام جداً وحدث عظيم والكل يتحدث عنه في الداخل و الخارج ألا وهو (( الحوار الوطني )) الذي سيقوم من خلاله حل العديد من الإشكاليات و الخلافات التي نطمح بأن يكون هذا الأمر الجلل البوابة الرئيسة في البدء في بناء الدولة المدنية الحديثة التي يتمناها الجميع كيف لا يكون حدث عظيم وهي المرة الأولى في تاريخ اليمن السعيد يشهد فيه حواراً وإن دل على شيء فإنما يدل على السعي الجاد في النهج السليم والمضي بالوطن نحو الطريق والمسار الصحيح وبهذا العمل نصبح من أول الدول التي تقوم بحوار يشمل جميع الفئات والمكونات والأحزاب والتكتلات فلم تقم أي دولة من قبل بعمل مثل هذا الحوار فليشهد التاريخ على وطننا الغالي بأننا السباقون في تعليم الدول الأخرى فن الحوار وكيفية حل المعضلات بالتفاهم وليس عن طريق القوة أو الدمار.
الحوار كلمة عظيمة وثقافة عالية في تطور البلدان وخلق الآراء والأفكار لإيجاد الحلول السليمة في حل النزاعات والخلافات المتراكمة وكلنا نعلم ما يعانيه أبناء الوطن من أمور معقدة وإشكاليات ضخمة لا يمكن من خلالها التعايش والعيش في البلاد وهي موجودة وكذلك عدم القبول بالآخر كلنا على أمل أن ما سيقوم الحوار بإفرازه وإخراجه لنا هو حل مهم وجاد في السير نحو الديمقراطية الحقيقية التي يرنوا جميع أبناء الشعب للحصول عليه فلا مانع من أن يقام هذا الحوار كل سنتين أو أربع سنوات لرؤية ما تم تحقيقه وما لم يتم تنفيذه أو التعديل في إحدى البنود وما يجب القيام به في قادم الأيام أو ما يتناسب مع الواقع المتعايش في الأيام المقبلة أو خلال السنوات القادمة فما أجمل أن يشارك الجميع في هذا الحوار الذي سيحل كل القضايا الشائكة والأمور المستعصية ومن كان لدية وجهة نظر مغايرة أو رأي مخالف يحضر لهذا الحوار ويطرح كل ما يدور في خاطره ويجول في أفكاره مهما كانت متطلباته أو ارتفعت أسقف أهدافه فيطرحها ومحاولة إيجاد الحلول مع الجميع من أبناء الوطن الغالي لكي لا يكون هناك أي من الحلول الأخرى الغير سلمية موجودة لديهم والكل سيكون له حرية الاختيار بين أمر وأمر آخر.
كما أنه يجب معرفة أن خلف المشاركين في الحوار الوطني شعب بأكمله ويجب احترام رغباتهم وآرائهم المختلفة وأن يكون الحلول ترضي الجميع أو الأكثرية من أفراد الشعب، فيا حبذا أن يكون هناك استفتاء عام لجميع مخرجات الحوار حتى تكون المشاركة أعم وأشمل وما سيقرره الشعب سينفذ لأنها إرادة الشعب، فدعونا من التصرفات الصبيانية والخلافات الغير مجديه ومقاطعة المشاركة بحجة أن هذا لا يعنينا ولا يخصنا لأننا لسنا منهم نأتي جميعاً لطاولة الحوار وعرض جميع المتطلبات والغايات وإيجاد حلول لها والخروج بأقل الخسائر وأسهل الطرق وأيسر السبل.
نعم هذه هي عظمة ورفعة وثقافة وفكر الشعب اليمني العظيم الذي يحل قضاياه وخلافاته وإشكالاته من خلال الحوار فأصبحنا شعب يستطيع التغلب على معضلات الأمور وأصعب الخلافات بلغة راقية وسمو وعي ومن خلاله نظمن المدنية الحقيقية و بناء الدولة السلمية فهكذا تكون معالم الوطن الذي يحتضن الجميع قد ارتسمت وبرزت ملامحها.