في فضاء رحب من الصدق ومن الحرص على تسييد مبدأ الحوار كمنهج وكوسيلة وكسبيل قويم لاحتواء تفاعلات الحياة السياسية ومتغيراتها لتصب في مصلحة البلاد ولصالح عموم أبناء الوطن الواحد. ولذا ومن منطلق الحرص الوطني، ومن منطلق تغليب مصلحة اليمن تحتم المصلحة الوطنية على الأحزاب والفعاليات السياسية والاجتماعية تلبية دعوة فخامة رئيس الجمهورية إلى الحوار الوطني في ال 26 من ديسمبر الجاري المقرر في مجلس الشورى وذلك للاصطفاف الوطني وتعزيز الوحدة ومواجهة التحديات التي تواجه اليمن. فقد أكدت شخصيات سياسية ونواب ومثقفون بأن دعوة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية للحوار الوطني الذي حدد في ال 26 من ديسمبر الجاري دعوة وطنية وحضارية وحكيمة تتطلبها ضرورة الوقوف أمام كثير من التحديات التي تواجه الوطن في مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والتنموية وغيرها بجدية. وأجمع المتحدثون بأنها الطريقة المثلى والمناسبة لإيجاد الحلول والاتفاق على أي خلافات، والوصول إلى اتفاق يخلق اصطفافاً وطنياً لمواجهة التحديات المتربصة بالوطن، والترفع عن أي خلافات قد تضر بمصالح الوطن العليا وأمنه واستقراره ووحدته. وأكدت أنها ليست المرة الأولى التي يدعو فيها فخامته إلى الحوار، فكما هو معروف أنه النهج الذي يسير عليه دائماً وذلك بهدف وحدة الصف لتجاوز أي خلاف والاهتمام بالمصلحة العامة وقضايا الوطن. سالم باجميل، رئيس تحرير «22 مايو» يرى أن دعوة فخامة الأخ الرئيس كافة القوى السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني للحوار جاءت في وقتها؛ لأن البلد نتيجة الأحداث في صعدة وما يسمى بحراك الجنوب قد هزّت صلة بعض المواطنين البسطاء بالوطن وبالديمقراطية، وتزايد الخطاب التحريضي الذي يبث الكراهية والبغضاء ويروج للأكاذيب ضد الدولة. لهذا فإن كثيراً من العقلاء في اليمن يثمنون تثميناً عالياً دعوة فخامة الأخ الرئيس للحوار الوطني المفتوح حول إعادة الثقة بالتعددية الديمقراطية، ويتمنون ان تتم استجابة القوى السياسية والجماهيرية المعنية في بلادنا بصورة سريعة لأهمية الموضوع. وقال لموقع "سبتمبرنت": أنا متفائل بأن اليمن لم تفقد رجالها الأخيار الذين يعزون الوحدة الوطنية ويتمنون خياراتها الحضارية، وأن المتآمرين الذي يشنون الحرب من هنا وهناك والكراهية لم ولن يصلوا إلى أهدافهم المرسومة لهم من أسيادهم في الخارج. ويتفق عضو مجلس النواب عثمان مجلي معه ويعتبرها خطوة كريمة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في أن يدعو الأحزاب والتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني لحوار تحت سقف مجلس الشورى. ويدعو مجلي الجميع إلى التعاون والوقوف صفاً واحداً ضد الخارجين عن القانون والدستور، والعمل على تهدئة الأوضاع، وإذا لأي طرف أية مطالب فلابد أن يرجع إلى القانون والدستور، ولابد أن يتجهوا بسلامة نوايا نحو الحوار البناء والسليم. وأكد أن هذه الدعوة فرصة لإيجاد الحلول ضمن الدستور والقانون، والتعاون جنباً إلى جنب في بناء الوطن واستقراره؛ لأنه ليس وطن شخص أو حزب بعينه ولكنه وطن الجميع. أما محمد العيدروس، عضو مجلس الشورى فيرى أن دعوة رئيس الجمهورية للحوار ليست هي الدعوة الأولى، هذه الدعوة جاءت تجسيداً حقيقياً للحوار الصادق بهدف الاصطفاف الوطني للخروج بجملة من الحلول والآراء لمعالجة كثير من القضايا الوطنية. ويضيف العيدروس: الكل يدرك أن كل مشاكلنا في اليمن لا تحل إلا بالحوار، فالحوار هو الأساس والطريق السليم لحل كل المعضلات، وهو الفيصل بيننا وبين أساليب العنف والحماقات، وهو نهج أرساه أجدادنا منذ الملكة سبأ والتي أخذت المشورة في كثير من الأمور من وزرائها في رسالة سيدنا سليمان عليه السلام. واختتم حديثه بالقول: نأمل أن يصطف الجميع وأن تتقارب الآراء في تطوير أساليب أعمالنا، وأن يكون عند المستوى المطلوب كون الوطن يواجه تحديات داخلية وخارجية تتطلب من الجميع المصداقية والجدية والابتعاد عن سوء الظن للآخرين ليتمكن الجميع من الترجمة الحقيقية على أرض الواقع لدعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح. من جانبه يرى نائب رئيس جامعة عدن محمد أحمد العبادي لشؤون الطلاب بأنها دعوة حضارية أطلقها فخامة الرئيس لحرصه الشديد على الحفاظ على الوطن وأمنه ومكتسبات الوحدة. وقال العبادي: كل عاقل وكل وطني يجب أن يؤيد هذه الخطوة لأنها أولاً وأخيراً لصالح البلاد. ويأمل نائب رئيس جامعة عدن لشؤون الطلاب أن تتفاعل كل القوى الوطنية والأحزاب والتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني بوطنية عالية من أجل إنجاح هذا الحوار البنّاء والذي لابد أن يتطلع إليه كل أبناء الوطن نحوه باعتباره المخرج السليم لأي خلاف. وأضاف: لا شك أن مبدأ الحوار هو المبدأ السليم لإنهاء أي خلاف بين المعارضة والسلطة. واختتم قوله بالتأكيد على أن الشعب مع دعوة الرئيس قلباً وقالباً وكل أبناء الوطن الأخيار يتفاعلون مع هذه الدعوة.