الحوار.. هي الكلمة التي يتكرر صدها اليوم وبشدة في أوساط اليمنيين ، في المقاهي والطرقات بين الساسة والعسكرين وجميع طبقات المجتمع من شباب وشيوخ ونساء وفي كل مكان ؛ لأنهم يعلمون ماذا تعني تلك الكلمة وماذا يعني الحوار لمستقبلهم ومستقبل أبناءهم وبلدهم . دعونا نعود إلى الوراء قليلاً ونتأمل المرحلة التي مرت بها الثورة التي ضحى من أجلها الشباب بأرواحهم الزكية ، وكيف دخلت المبادرات على الثورة حولتها إلى أزمة سياسية ، وأصبح القاتل حرًا طليقًا ، بلا محاسب ولا معاقب ، وتوالت الأحداث حتى وصلنا إلى أهم منعطف في طريق اليمن الجديد الذي نحلم به ، وهو طريق الحوار الوطني المزمع إجراؤه في نهاية ديسمبر الجاري. ومن وجهة نظر بعض شباب الثورة أن الحوار سيبوء بالفشل ؛ لأنه لم يتم تحقيق أي من النقاط الجوهرية التي تمهد لنجاحه ، ومنها هيلة الجيش وإبعاد بقايا العائلة من المؤسسات العسكرية والأمنية. ولكن السؤال المهم ما هو الحوار الذي نريد نحن شباب الثورة؟ لاسيما وأن الحوار أصبح اليوم حديث الناس , إننا نريد حوارًا يعيد للإنسان اليمني كرامته وإنسانيته ويقتص من قتلة الشباب ويوفر للشباب طموحاتهم المستقبلية ويحقق العدل والمساواة ويبني الدولة المدنية وليس دولة القبيلة, نريد حوارًا يرتقي بالإنسان اليمني ثقافيًا وفكريًا وعلميًا ويستفيد منه الشعب أولًا وأخيرًا وليس, نريد حوارًا يعيد لليمن مكانته التاريخية والحضارية. هذا هو الحوار الذي نريد ، ولكن دعونا ننتظر الأيام ولنرى ما هو قادم هل سيكون الحوار في مصلحة الوطن والثورة أم في مصلحة أجندات خاصة!