نموذج المعارضة المصرية التي عجزت أن تحقق نجاحا في الصندوق أو ان تكسب شعبية حقيقية على الساحة المصرية لأنها لاتملك برانامجا محددا واضاحا هو نموذج الفاشل الذي يغار من الناجح ويعتبره عدوا له . لكن السؤال لماذا لا يؤمنون بالديمقراطية ويقبلون بالنتيجة ؟! السبب الحقيقي الذي يزعج المعارضة المصرية والمتبرع الرئيسي من خلفها هو: نجاح محمد مرسي في مشروعه التنموي خلال فترة قصيرة يكرر نموذج أردوغان وهذا ما يكسبه شعبية واسعة تأذن ببقائة لفترة ثانية وبقاء الحرية والعدالة لفترات متلاحقة كما بقي العدالة والتنمية في تركيا لسنين . وهذا ما يثير رعب المعارضة المصرية ويجعلها تمارس الفجور السياسي والعنف المفتعل . لا ننسى أن دول الخليج تغار من النهضة التركية التي عجز أكبر مصدر للنفط في العالم ( السعودية ) أن تحقق مثلها على الرغم من امتلاكها للمقومات ، وعجزت دبي المنطقة الحرة أن تنافسها . لذا فتحقيق نهضة تركية جديدة بنكهة عربية خالصة مشروع مصري يبدا من مشروع (قناة السويس) التي شهد رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد أن مشروعا مثل السويس يدور في فكر الرئيس محمد مرسي هو مشروع يوزاي حفر القناة لمصر وللعرب جميعا . لو نجحت مصر في قفزة اقتصادية كبرى ستستغني عن المتبرع الخليجي والمتبرع لا يرجو ذلك لأنه يريد اذلال المتسول على مائدته وتركيعه كما تعود على ذلك لسنين . بل وسيقضي على مشروعه الاقتصادي كمنطقة (دبي الحرة ). حتى السعودية لن تجد بعد ما تملكه من تهديد وضغط لمصر بإرجاع العمالة المصرية إليها التي تقدر بمليونين مصري وستستقل مصر بالقرار الاقليمي في المنطقة . إذن تركيا هي كابوس الرعب الذي يدور في عقول القادة الخليجيين ويخشون أن يصبحوا على مثله في مصر . نعوذ بالله من تركيا ( لسان حالهم ) والخلاصة ... سيستمر هؤلاء في استهلاك فترة الرئيس مرسي حتى نهايتها دون تحقيق أي انجاز يذكر سوى إخماد التوترات والتمردات وهو ما يرجوه المتبرع الخليجي وغيره بتنشيط مثل هذه الاحتجاجات للقضاء على الاستقرار الحقيقي لمصر . ..وبالتالي ليظهر الاخوان ومرسي بعدها بصورة هزيلة تمنعهم من الوصول للحكم مرة ثانية . دهاء الرئيس مرسي والفريق الذي معه يتمثل في العمل بقاعدة ( الكلاب تنبح والقافلة تسير ) وبالتالي هناك توزيع أدوار ذكية للتفرغ للمعارضة السياسية وفريق يعمل في الخفاء في مشروع النهضة . ( إن الله بالغ أمره )...