نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية, عن مسئول أميركي رفيع المستوى, قوله:" إن المؤامرة الإرهابية التي أدت إلى الإغلاق المؤقت ل19 بعثة دبلوماسية أميركية لم يأمر بها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بل اقترحها فرع القاعدة في اليمن ووافق عليها الظواهري". وذكرت أن العديد من المسئولين الأميركيين السابقين, والحاليين, يؤكدون أن الاتصالات التي تم اعتراضها بين الظواهري وزعيم فرع القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي, أظهرت أن الوحيشي قدم خطته للهجوم, في مسعى للحصول على موافقة ضمنية, يقولون إنه حصل عليها. وقال المسئول الأميركي:" الظواهري لم يوجه بالمؤامرة التي نحن قلقون لانطلاقها من اليمن, هو بالتأكيد قدم الدعم.. مباركة الظواهري للمؤامرة تختلف تماماً عن إعطائه أوامر بتنفيذها, أو أن يكون قادراً على شن هجوم يشابه 11 سبتمبر". واعتبرت الصحيفة أن هذا التوصيف يصور العلاقة التسلسلية من أسفل إلى أعلى, بين القاعدة وفرعها في اليمن، والذي يختلف عن الوصف المعكوس الذي ورد في كثير من التقارير الإخبارية الأخيرة القائلة بأن الظواهري أمر بالهجوم.. مشيرة إلى أن هذا الوصف للعلاقة لا يتعارض مع تقارير المخابرات الأميركية في السنوات الأخيرة, وتقييمات الخبراء الذين يتابعون فرع القاعدة في اليمن، وأن الجدل حول أن قيادة القاعدة هي من توجه المؤامرات أصبحت نقطة نقاش بين النقاد الذين يقولون إن إدارة أوباما قد بالغت في نجاحاتها ضد القاعدة. وفي حين تشير الاتصالات التي تم اعتراضها إلى أن المؤامرة التي خطط لها فرع القاعدة في اليمن، فإنها تدل أيضاً على وجود علاقة وثيقة بين قيادة الجماعة والفرع اليمني. وحتى يوم الاثنين الفارط، ذكرت العديد من الوكالات الإخبارية أن الظواهري أمر بالهجوم.. لكن صحيفة وول ستريت جورنال لم تحدد في البداية من الذي أمر بالهجوم، لكنها ذكرت في وقت لاحق أن الوحيشي كان مصدر خطة الهجوم.. ولو أن الظواهري هو من أمر بالهجوم، فإن ذلك يوحي بأن قيادة القاعدة تقود فرعها وأنها تتمتع بدور أكثر قوة مما وصفه مسئولو المخابرات الأميركيون. مسئول أميركي رفيع المستوى سعى لتصحيح هذا اللغط, في محاولة لشرح العلاقة بين الاتصال الذي تم اعتراضه وصورة التهديد المنبثق من القاعدة وفروعها، خصوصاً القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقال المسئول:" فكرة أن الظواهري يقدم السيطرة العملياتية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية, على نحو التهديد الحالي, ليست فكرة دقيقة, وليس سراً أنه سيؤيد أي جهود لمهاجمة الأميركيين". وفكرة أن الظواهري يوجه القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد حيرت بعض الخبراء في شؤون فرع القاعدة في اليمن.. يقول غريغوري جونسن، محلل أميركي في شؤون القاعدة في اليمن:" سيكون ذلك خروجاً عما رأيناه في الماضي". وأضاف المسئول الأميركي أن العلاقة بين المجموعتين تظهر أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية تضع الخطط وتنفذها, وربما قد تتم الموافقة عليها من قبل قيادة القاعدة، لكن القيادة تفتقر "للقيادة والسيطرة" على فروع القاعدة. وأردف المسئول الأميركي:" إن نفس القيادة ترتبط بعلاقات مع فروع أخرى للمجموعة".. مضيفاً أن الولاياتالمتحدة تعتقد بأن الظواهري لا يزال يشكل تهديداً، مشيراً إلى العمليات المنفذة في المناطق القبلية من باكستان، وهي إشارة غير مباشرة إلى استمرار وكالة المخابرات المركزية في إدارة حملة الطائرات بدون طيار هناك.. ومع ذلك يقول المسئول الأميركي إن قيادة القاعدة في باكستان أصبحت اليوم ضعيفة لشن هجوم واسع النطاق بعكس ما كانت عليه حتى قبل عام.. منوهاً بأن ذلك يعني أن قيادة القاعدة قد أوكلت الكثير من الأحمال الثقيلة, من تخطيط وتنفيذ هجمات, إلى القاعدة في شبه الجزيرة العربية, أو غيرها من الفروع. بروس هوفمان، الأستاذ في جامعة جورج تاون والمتخصص في شؤون القاعدة، وصف هذه العلاقة بنفس الطريقة، قائلاً عن الظواهري:" هو يريد أن يرشدهم ويشجعهم, لكن لا يأمرهم". هذا الوصف للعلاقة بين القيادة والفرع لا يتعارض مع التحذيرات الأخيرة والماضية من مسئولين آخرين قالوا إن فرع القاعدة في اليمن أصبح التهديد الإرهابي الأكبر للأراضي الأميركية. وتقديراً لهذا الدور المعزز الذي يؤديه فرع القاعدة الآن، الظواهري رقى مؤخراً الوحيشي إلى منصب "مدير عام", والذي يعتقد بعض المسئولين الأميركيين أن ذلك يجعله الرجل الثاني في قيادة تنظيم القاعدة. وقال هوفمان:" إنها علامة على ثقة كبيرة في فرع القاعدة.. إنه دليل على أن جوهر القاعدة سيعمل على نحو متزايد من خلال فروعها واتباعها, وهذا لا يعني أنها علاقة قيادة وسيطرة". الوحيشي كان السكرتير الخاص لأسامة بن لادن، لذلك كان شخصية معروفة للظواهري منذ زمن بعيد.. وقد فر الوحيشي من سجن يمني في عام 2006 ووجد فرصته بعد حملة القمع السعودية على القاعدة, فقد أعاد تكوين المجموعة في اليمن في يناير 2009، معتمداً على الفرع السعودي للقاعدة الذي تمت إبادته خلال الحملة السعودية. ويقول هوفمان إن الوحيشي سعى إلى محاكاة قيادة بن لادن, وأيضاً التعلم من أخطائه, من خلال تشكيل منظمة غير شديدة المركزية. من بين أوائل مجنديه كان صانع القنابل السعودي/ إبراهيم العسيري، الذي أصبح أحد أخطر الإرهابيين الذين تخشاهم الولاياتالمتحدة, لمهاراته في صنع القنابل.