السلفيون تمسكوا بثوبه ولحيته وصنعوا صنم ولي الامر بدل اصنام التمر ، والشيعة تشبثوا بأسرته وصنعوا صنم الابن المقدس ، عادت الاصنام الذهنية التي هدمها يوم احيا الوعي والضمير تسري في الارواح بعد تعاليم ارتقت بها عن عبودية الذات والملذات وحررتها من كل ما سوى الله ،غيبت الافكار النافعة ذابت قيمة العدل والاحسان والانسان في تاريخ مهاترات ونزوات مجموعات تاريخية همشت وهشمت المعنى المحمدي العظيم بل زورته وحاربته .. ووسط كل هذا الضجيج المردد اسمه يجد النبي اليتيم نفسه يتيما مرة اخرى بين امته .. يتيما في فكرته وقيمه .. النبي وحيدا .. في ذكرى مولده البهي .. النبي وحيدا .. بين كل تلك الجموع التي ترسم وتصرخ اسمه يبقى وحيدا .. هذا ما كان يخشاه وحذر منه ..ان تطمس الرسوم والشكلانيات المضامين العظام .. من بعث في فكرة محمد الواقعية الانسانية القيمية روح الاساطير البكائية حول الشخوص البشرية ! .. الاساطير المذهبية المصنوعة لغايات سلطوية وامتيازات اجتماعية هي من تغتال محمد في عمق فكرته وتحرف حقيقية وظيفته وتحيله واجهة عاطفية لمصالح نفعية عصبوية لا كونه باعث منظومة فكرية أخلاقية انسانية اذ تجتر الصراعات باسم ابنائه بدعوى الانتصار لهم صراعات عمياء يذكيها الجهل والتعصب وتشوه تاريخي عربي المزمن .. كيف لي ان احيل الاسلام كملف قيمي انساني حضاري سعته مليون جيجا واضغطه لملف اسري بكائي سعته 10ميجا .. ! ما علاقة الاسلام العالمي الكبير الذي يعالج اسئلة الإنسان الكبرى و مسالة الأخلاق منذ بدأ الخليقة بنداءات تخص شخوصاً لا تحيي قيماً كنداءات يا علي ياحسين ! متى كانت فكرة الاسلام الانسانية الكبرى تتمحور حول شخوص وذوات ! متى كانت قضية القران علي وفاطمة والحسين ! هل كانت قضيته التوحيد التفكر والتدبر وحرية الإنسان واقامة الحق والعدل والقيم أم كان محوره تمجيد شخوص اسرية .. ! الاساطير تغتال الافكار .. ومحمد رسول فكرة لا رسول اسرة ..