عدن اون لاين/ متابعات/ الكاتب: لورا كاسينوف- ترجمة مهدي الحسني إن الشعور المتنامي لدى الجنوبيين بان الحكومة قد أدارت ظهرها عن الجنوب، يفوق في أهميته الجانب الأمني، و يجب التعامل معه فورا. و انسحبت قوات الأمن من مناطق عدة قبل عام. يقول السكان ان ذلك ادى الى وضع اليم، حيث أصبحت جماعة انصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة أكثر قساوة و عنفا. مؤخرا و في اكثر الهجمات دموية لتنظيم القاعدة على الجيش اليمني، اعلنت جماعة أنصار الشريعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من 100 جندي في احد المواقع العسكرية غرب زنجبار، عاصمة محافظة ابين، و على بعد نحو 30 ميلا الى الشمال الشرقي من مدينة عدن. و يقول المسلحون أنهم اسروا جنودا آخرين لعل ما يجعل الأمر اكثر سوءا ان جماعة انصار الشريعة تعمل كحكومة أمر واقع في المدن الصغيرة في كل من محافظتي ابين و شبوه، و هي تكسب ولاء بعض الناس وفقا لما يقوله بعض السكان المسلحون يجيدون قواعد اللعبة، فهم يقدمون للسكان الخدمات التي فشلت الحكومة في تقديمها. كما انهم يزودون المدنيين بالمواد الغذائية و يقومون باحلال هامش من الأمن من خلال قوات الشرطة الخاصة بهم و كذلك نظام قضائي يعتمد على التفسيرات المتشددة للشريعة الإسلامية. يقول احمد الفضلي الذي ينتمي الى اسرة قوية في احدى المناطق التي يسيطر عليها انصار الشريعة في محافظة ابين: "عندما يسيطر احدهم و يقول لك انه يريد ان يحكم وفقا للشريعة، فان احدا لا يستطيع ان يقف في وجه. ذلك العدل الحقيقي". انه تحول في الجهات التي تستهدفها الجماعات الإرهابية، و التي أصبحت تركز على وحدات الجيش اليمني بدلا عن شن هجمات تستهدف السكان المحليين، كما راينا في تفجيرات الأسواق التي شهدتها بعض الأقطار العربية الأخرى. يقول احمد سعيد، و هو اب لثمانية أطفال قدم مؤخرا إلى عدن مع أسرته بعدما اخبرهم المسلحون ان هجوما وشيكا قد يشن على جعار في محافظة أبين. كحال الآلاف من النازحين من جراء القتال في المحافظة، استقر به الحال في إحدى المدارس العامة الآيلة للسقوط. بينما يأمل اليمنيون في الشمال أن تشكل استقالة صالح التي جرت مؤخرا، أن تشكل بداية جديدة لشعبهم المكافح، الا أن الكثير من الجنوبيين يرون ان الأمر لا يعنيهم و أن لا علاقة لهم بالأجندة السياسية الجديدة. و بالرغم من ان هناك الكثير من صور هادي المعلقة على الجدران في كل انحاء العاصمة صنعاء، إلا انك ترى أعلام اليمن الجنوبي سابقا مرسومة على المباني و كابينات الاتصالات و في شوارع مدينة عدن. يقول يحيى الجفري، القيادي في احد الأحزاب السياسية المعارضة في عدن. تكمن المشكلة في ان هؤلاء الشباب عندما نموا و اصبحوا كبارا، قيل لهم كيف كان إباءهم و اسرهم يحصلون على الأعمال، و اليوم يرون كيف يتعرض ابائهم للذل. لقد ادرك هؤلاء الشباب انهم لا يستطيعون الالتحاق بالجامعات لان المنح الدراسية لا تعطى للجنوبيين. كما ان آباءهم فقدوا وظائفهم في الجيش و الخدمة المدنية و عودة الى مكتب المحاماة الخاص به وسط مدينة عدن، يرسم شيخ طارق عبدالله تقييم متشائم لما قد يؤول اليه الوضع هناك قائلا. "لا توجد هناك قيادة مركزية و لا يوجد لدينا اقتصاد و لم يعد هناك اساس لدولة مستقلة. سينتهي بنا الامر بالاقتتال الداخلي".