قال المفكر العربي المصري فهمي هويدي إن الحوثيين في اليمن یرشحون أنفسھم لكي یقیموا نموذجا للإمامة الجدیدة في الیمن وكادوا یكتسبون وضعا أقرب إلى وضع الأكراد في شمال العراق، من حیث احتفاظھم بخصوصیة كیانھم مع بقائھم داخل الدولة. وأشار هويدي في مقال له نشرته ” الشروق المصرية ” إلى إن سیاسة الرئیس السابق هي التي فجرت تمرد الحوثیین والدعوة للانفصال في الجنوب و شجعت بعض الشبان على استخدام السلاح والالتحاق ب«القاعدة»، بعدما أصبحت الصیغة الوحیدة المتاحة أمامھم لتحدي الظلم وإیقافھ عند حده. وأكد أن وجود الرئيس السابق طليقا في اليمن يمارس العمل السياسي وبقاء نجله في قيادة الحرس الجمهوري يقلص من نفوذ الدولة وهيبتها وأضاف ” قد لا یخطر على بال أحد أن الیمن بعد الثورة أصبح خاضعا لرئیسین وجیشین وإعلامین. صحیح أن الرئیس الشرعي عبدربھ منصور هادي یمارس عملھ في مكتبھ، إلا أن الرئیس السابق علي عبداالله صالح الذي أجبر على التنحي عن منصبھ بعد طول مساومة ومراوغة لایزال طلیقا وموجودا في البلد، لا هو غادر صنعاء، ولا هو اعتزل السیاسة أو التزم الصمت، كما أنھ لم یحاسب على ممارسات عھده بعدما منحتھ المبادرة الخلیجیة الحصانة وأمنتھ هو وأسرتھ. ولأنھ استمر قابضا على السلطة لأكثر من ثلاثین عاما، فقد صار لھ نفوذه ورجالھ وثروتھ. إضافة إلى أن ابنھ لایزال یتولى رئاسة الحرس الجمھوري. وهو ما جعل العاصمة صنعاء مقسمة بین نفوذ الرئيس الشرعي هادي والرئيس السابق.