كشف السياسي والقيادي الجنوبي/ عبد الرحمن الجفري- رئيس حزب "رابطة الجنوب العربي الحر" (الرابطة)، أهم مراحل الصراع بين الجنوب والشمال في اليمن.. وقال- في حواره مع "سبوتنيك"- إنهم في الرابطة لم يكونوا طرفاً ولا شريكاً في نظام الوحدة اليمنية التي وقعها الرئيسان علي صالح وعلي سالم البيض عن الشطرين في عام 1990م. وأشار إلى أن الأساس التي قامت عليه الوحدة هو الكارثة، إذ تم اعتبار الدولتين شطرين من واحد هو اليمن وليسا قطرين... وأنها إعادة للوحدة اليمنية، وهذه كذبة حد وصفه، زاعما عدم وجود دولة تاريخية بمسمى "اليمن" إلا منذ عهد الإمام يحيى حميد الدين في عام 1918م ولم يكن الجنوب العربي جزءًا منها. وتابع بأن الوحدة في عام 90 م أسميت بعودة الفرع إلى الأصل.. وتم التعامل على هذا الأساس. وأضاف: عندما تم توقيع إعلان عدن في 30 نوفمبر 1989م، القاضي بالتوجه نحو الوحدة، أصدرنا بياناً وأرسلنا برقية في صباح اليوم التالي 1 ديسمبر 1989م إلى الإخوة في نظام الحكم في عدن، نطالب فيها بمصالحة وطنية ووحدة وطنية جنوبية قبل الذهاب إلى أي وحدة مع صنعاء.. كما أننا توجهنا إلى عدن في 13 مارس 1990م وأصدرنا بياناً في عدن نكرر موقفنا هذا؛ ولكن للأسف كان الجميع منشغلاً في لجان الوحدة، بل اكتشفنا فيما بعد الاستعجال في تنفيذ الوحدة، حيث قدموا موعدها من 30 نوفمبر 1990م إلى 22 مايو 1990م. ولفت إلى حوار قبل الحرب، التي اندلعت بين طرفي الوحدة في 94م استمر حوالي ثلاثة أشهر، بين جميع القوى وتم التوصل لاتفاق هو "وثيقة العهد والاتفاق" والتي كتب هو- أي (الجفري)- مسودتها.. مشيرا إلى أنه تم النقاش والتعديلات.. وتم التوقيع عليها في الأردن برعاية الملك حسين- رحمه الله- وحضور عربي ودولي... واستدرك بالقول: لكن تم الانقلاب عليها وتم ضرب الألوية العسكرية الجنوبية في محافظاتاليمن الأعلى، بدءًا بمنطقة عمران، وتحركنا من صنعاء إلى عدن كلجنة حوار لتهدئة الأوضاع وبعد يومين، أي يوم الأربعاء 4 مايو 1994م، فوجئنا بزملائنا من محافظاتاليمن الأعلى والأسفل يغادرون برحلة طيران اليمنية وقت المغرب إلى صنعاء وعلمنا أن الرئيس صالح طلب منهم العودة فورًا!! وبقي من اللجنة الجنوبيون وهم الأستاذ عمر الجاوي أمين حزب التجمع الوحدوي والأستاذ/ محسن محمد بن فريد- أمين حزب الرابطة- وأنا.. وكذلك الأستاذ/ محمد راوح قيادي في اتحاد القوى... وبعد ساعتين بدأ الهجوم على الجنوب من كل المحاور وعلى عدن بالطيران... فوقفنا مدافعين مع أهلنا في الجنوب حتى نفذت الذخائر الأساسية واشتد القصف بكل الأسلحة الثقيلة على أحياء عدن... وفي مساء 6 يوليو 1994م رأت القيادة العسكرية أن أي استمرار في القتال لن يحرز نتيجة وسيزداد الدمار في عدن فتقرر الانسحاب صباح اليوم التالي 7/7 وكنتُ مع آخر المغادرين أنا وأسرتي بعد الظهر. وأوضح بأن الحراك تأسس بعد مخاض بدأ بحركة مطلبية ردًا على فصل عشرات الآلاف من الجنوبيين المدنيين والعسكريين من وظائفهم، لافتا إلى أن من بقي من الجنوبيين المتعاونين مع النظام تم تهميشهم بتعيينهم في مناصب لكن لا قرار لهم.. وقال بأنه تم تحرير معظم أراضي الجنوب بدعم من التحالف العربي لأن أبناء الجنوب لديهم قضية.. في حين لم تحرر محافظة واحدة كاملة في الشمال رغم أن ما تم تسخيره لهم من دعم من التحالف. وأشار إلى عدم نجاح مساعي السلام السابقة، إذ تضافرت أسباب لفشلها ويأتي في مقدمتها الفساد في الدولة اليمنية الذي يستفيد أهله من استمرار الصراعات. وأضاف إن كل مستفيد من استمرار الحرب سيعمل على استمرارها بكل ما يستطيع... وفوائد مثل هذه الحروب متنوعة. منها مادية أو نفوذ أو خسارة للخصم أو إضعاف، مردفا: يقولون إنه يمكن أن يتم تحديد توقيت بدء الحرب لكن يتعذر تحديد توقيت إنهائها لأن خصمك يشاركك قرار إنهائها. وأوضح بأن هدف استقلال الجنوب العربي وبناء دولته، فإنه بكل الحسابات العلمية السياسية سيتحقق، لافتا إلى أن مناطق المصالح المشتركة مع الإقليم والعالم هي في الجنوب العربي... وتحقيق وصيانة تلك المصالح يحتاج الأمن والاستقرار.... متسائلا: هل سيتحقق هذا دون تحقيق شعب الجنوب العربي لأهدافه التي قدّم في سبيلها خيرة أبنائه. وقال: علي عبدالله صالح كان من أشطر الساسة على المستوى العربي وغلطة الشاطر بألف غلطة. وأفاد بأن ما تعانيه المناطق المحررة في الجنوب العربي وغيره من أزمة معيشية حادة وتلاعب في أقوات الناس وأمنها وفي تردي الخدمات نتيجة الفساد الواضح للعيان، كل ذلك أمر مرفوض فقد تحمّل الشعب كل أنواع الظلم والجوع والخوف وقدّم قوافل من الشهداء.. وذكر بأن الحوثيين تهوروا بتكرار سيناريو احتلال الجنوب وسبق أن حذرهم من ارتكاب هذه الحماقة. وقال إن ما طرحه وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيين تطور هام يؤسس لحقن الدماء ومعالجة الأزمة الإنسانية الحادة وإيجاد مخارج حقيقية لقضايا اليمن وقضية الجنوب العربي مانعة لتجدد أي صراعات مستقبلية. وأضاف إن قضية الجنوب العربي هي سابقة للربيع وللخريف العربي ولقضية الصراع الحالي في اليمن الشقيق، مشدداً على أهمية طرح كل تلك القضايا والتفاوض حولها بموضوعية وفق ميثاق الأممالمتحدة والعهدين الدوليين لحقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانون الدولي المعاصر مع حل إشكالية الصراع على السلطة في صنعاء حلًا يمنع وجود أي سلاح متوسط أو ثقيل في غير يد الدولة، مؤكدا على أهمية الحفاظ والصيانة للمصالح المتبادلة..