نشاهد، اليوم، صورة جميلة يمكن أن نطلق عليها اسم "الفارس والخيول" التقطها المصور "تيان سانج كوك، من ماليزيا، وفيها نرى مشهدا أسطوريا، هذا المشهد يفكرنا بما قاله الشاعر العربى الكبير امرؤ القيس فى وصف فرسه "مكر مفر مقبل مدبر معا/ كجلمود صخر حطه السيل من عل". يكفي النظر إلى هذه الصورة لتشعر بزمن الحروب القديمة، حيث أصوات الخيول وعدوها بمثابة طبول حرب تطوى الأرض من تحتها، ويكفي الغبار المتصاعد بين حوافرها لتشعر بالقلق وتتنحى عن الطريق الذي تنهبه هذه الخيول. نشاهد الخيول تتسابق بينما الشمس تشرق، ومع ذلك يمنحنا إشراقها ما يشبه النار المتوهجة، التي تدل على أن الحركة قد وصلت إلى قمتها، فالضوء ينبع من تحت أقدام الخيول، أما الفارس ذلك الذي أبدع المصور "تيان سانج كوك" في التقاط أبعاده، فهو قمة الوضع الأسطوري، إنه يظهر من قلب الضباب تماما، ملامحه غير واضحة يمسك في يده سوطه، بينما يبدو حصانه أضخم من الخيول الأخرى، يمنحنا إحساسا بأنه يهبط من عل ليقود هذه الجموع إلى تحقيق نصر أو مواجهة أعداء.