بعد الاستيلاء على العاصمة صنعاء من قبل جماعة الحوثي في 21 أيلول/سبتمبر 2014 ،توجه مسلحو الجماعة للسيطرة على محافظة البيضاء، قبل توجههم الى محافظات و مدن كبرى مثل عدن وتعز والحديدة، المحور الثالث: الانتهاكات المتعلقة بالحقوق الشخصية وانتهاك الكرامة الاخفاء القسري والاختطافات التعسفية خارج نطاق القانون والتعذيب الإخفاء القسري: إن نظام روما الأساسي عرف الإخفاء القسري في الفقرة ط من المادة 7 بأنه إلقاء القبض على أي أشخاص أو احتجازهم أو إخفاءهم من قبل دولة أو منظمة سياسية أو بدعم منها لهذا الفعل أو بسكوتها عليه، ثم رفضها الإقرار بحرمان هؤلاء الأشخاص من حريتهم أو إعطاء معلومات عن مصيرهم أو عن أماكن وجودهمبهدف حرمانهم من حماية القانون لفترة زمنية طويلة . كما أن المادة 7 آنفة الذكر اعتبرت الإخفاء القسري جريمة ضدالإنسانية التي تعد من ضمن الولاية القانونية لمحكمة الجنايات الدولية. وفي محافظة البيضاء وثقت المنظمة عدد 113 حالة اخفاء قسري تصدرت جماعة الحوثي الرقم الأكبر بعدد 112 حالة، ثم تلاها تنظيم القاعدة بعدد 1 حالة فقط، تمكنت المنظمة من رصدها وتوثيقها، كما أن المنظمة رصدت الإخفاء القسري حسب النوع الاجتماعي فلم يقتصر على الرجال وإنما امتد ليصل إلى النساء بعدد 1 حالة، وإلى الأطفال بعدد 6 حالات، الاختطافات التعسفية: الاختطافات التعسفية هي احتجاز الأشخاص وحرمانهم من الحرية بدون أمر قضائي بدوافع سياسية لا يتوفر فيها أي دليل أو قرينة أو اشتباه بارتكابهم أي أفعال تخالف القوانين النافذة، وتقوم بهذه الانتهاكات السلطة أو أفراد أو جماعات بدون مسوغ قانوني وبدون أوامر قضائية، فهي لا تعدو أن تكون تعسفاً سيئاً خارج نطاق القانون، وقد اعتبرتها القوانين الدولية والوطنية جرائم جسيمة يعاقب عليها القانون، وقد أكدت على ذلك نصوص العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية ونصوص الإعان العالمي لحقوق الإنسان. محافظة البيضاء تأثرت كغيرها من المحافظات اليمنية بالصراع السياسي القائم في الباد لا سيما بعد سيطرة جماعة الحوثي على هذه المحافظة الذي جعلها تشن حمات عديدة لاعتقال المناوئين والمخالفين لها سياسياً، حيث رصدت المنظمة عدد 2157 حالة اعتقال تعسفي وتلاها في المرتبة الثانية تنظيم القاعدة بعدد حالتين 2 ، أما في المرتبة الثالثة جهة مجهولة بعدد حالة كما رصد التقرير حالات الاختطافات التعسفية خارج نطاق القانون في المحافظة حسب النوع الاجتماعي، فلم يقتصر الاختطافات التعسفية على الرجال التي بلغت عدد 1971 حالة اعتقال، بل امتدت إلى فئة الأطفال بعدد 186 حالة اعتقال تعسفي، وفئة النساء بعدد 3 حالات. التعذيب أثناء الإخفاء القسري والاختطافات التعسفية قامت المنظمة وعبر فريقها الميداني برصد حالات الاخفاء القسري والاختطافات التعسفية التي حرمها الدستور والقوانين اليمنية النافذة والمواثيق والمعاهدات الدولية، بالإضافة الى رصد حالات التعذيب الجسدي والنفسي الذي مورس في حق المخفين قسرياً والمختطفين تعسفياً من قبل جماعة الحوثي المسيطرة على المحافظة، حيث مارست أفظع أنواع التعذيب باستخدام وسائل مختلفة وممنهجة يؤدي بعضها إلى الوفاة أو إصابة الضحية بعاهات وإصابات جسمانية. وقد تم توثيق ورصد ما أمكن رصده خال فترة التقرير من حالات التعذيب، حيث بلغ 122 حالة تعذيب انفردت بها جماعة الحوثي نظراً لسيطرتها على أغلب مناطق المحافظة وبالذات المدن والقرى الآهلة بالسكان. كما نشير إلى أن إهدار كرامة الإنسان في هذه المحافظة من قبل جماعة الحوثي لم يقتصر على الرجال وإنما أيضاً شمل النساء بعدد 5 حالات تعذيب والأطفال بعدد 10 حالات تعذيب، وهو ما أمكن التوصل إليه لرصده وتوثيقه من قبل فريق المنظمة والجدول رقم 11 يوضح عدد حالات التعذيب بحسب النوع الاجتماعي. نماذج وحالات الإخفاء القسري والاعتقال التعسفي والتعذيب . 1اختطاف الطفلين )ص.ب( و )ع.م( قرية الزوب بمديرية القريشية -قيفة. بتاريخ 3 حزيران/يونيو 2016 وفي الساعة العاشرة لياَ قامت جماعة الحوثي باقتحام مزارع المواطنين في قرية الزوب واختطاف الطفلين )ص.ب( و )ع.م( من مزارع والديهما واقتيادهما إلى جهة مجهولة ولم يتم الإفراج عنهما إلا بعد عدة أسابيع من تاريخ الاختطاف القسري. . 2اختطاف المواطن )ح.ص( من شارع الأمن العام بمدينة البيضاء. في صباح يوم الأثنين 2 شباط/فبراير 2017 تم اختطاف الضحية من شارع الأمن العام بمدينة البيضاء من قبل مجموعة مسلحة من جماعة الحوثي بقيادة أبو شهاب وأبو أحمد عندما كان الضحية في طريقه لتوزيع بعض المبالغ المالية من ايجارات النازحين لشهر كانون ثاني/يناير 2017 ضمن مشروع إيواء النازحين المقدم من منظمة الأوتشا وتنفذه جمعية الإصاح الخيرية في المحافظة وقاموا بنهب المبلغ الذي كان بحوزته مائتين ألف ريال الخاص بإيجارات النازحين المتبقية وكمبيوتر محمول وكمبيوتر مكتبي وملحقاته خاصة بجمعية الإصاح واقتياده إلى سجن الأمن السياسي بالمحافظة وظل لديهم واستمر اختطافه ما يقارب احدى عشر شهراً رافضين خلالها إباغ أهله بمكان اختطافه. . 3اختطاف الضحية )ح.ع( مدير مكتب جوازات فرع صنعاء. بعد اجتياح جماعة الحوثي العاصمة صنعاء وسيطرتها على المؤسسات والمصالح الحكومية ومن ضمنها مصلحة الهجرة والجوازات، عرض مشرف الجماعة على الضحية أن يكون عضواً في اللجنة الثورية إلا أنه رفض كونه رجل دولة لا يعمل مع مليشيات أياً كانت فرد عليه المشرف بأنك لم تستوعب المرحلة وستتعب كثيراً. وفعاً في اليوم الثاني حضر طقم مسلحين من الجماعة للبحث عن الضحية فلم يجدوه كونه علم مسبقاَ بأنه يتم البحث عنه، ونتيجة لذلك مكث في بيته ولميداوم في عمله، وفي شهر آب/أغسطس 2015 قرر زيارة أسرته في محافظة البيضاء وأثناء ذلك تم اختطافه في إحدى النقاط الأمنية في مدينة رداع نقطة )إدريس( بقيادة هاشم الريامي واتهموه كذباَ بالعمالة والارتزاق واستمر مختطفاً في سجون الجماعة مدة تسعة أشهر ذاق فيها صنوف التعذيب وقسوة المعاملة كما أخبر بذلك بعد إطاق سراحه بتاريخ 20 نيسان/ابريل 2016 . منطقة المرفقات
